قال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إن "لبنان كان منارة للاستقرار والازدهار وكل مواطن عربي ينظر للبنان بإعجاب"، مشيراً إلى أن "الوضع الحالي يتطلب دبلوماسية داخلية، ويمكننا أن نوفر الدعم في محاولة إيجاد حل للمستقبل".
وأضاف في كلمته خلال "حوار المنامة" بالعاصمة البحرينية، السبت، أن هذا "تحدٍّ للبنان ليحاولوا أن يغيّروا سياستهم حيال حزب الله، وإيجاد سبل ينفذون فيها قراراتهم على الأرض، حيث رأينا تهديدات للسعوديين وتهريباً للمخدرات، فكل هذه المسائل لابد من تغييرها، وعند ذلك سيتمكن لبنان من التحسن، ونحن نهتم بالناس والمجتمعات المحلية اللبنانية".
القضية الفلسطينية
في الجلسة ذاتها التي حملت عنوان "الدبوماسية والردع"، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "علينا أن نركز على توفير الفرص لشعوبنا، وعلينا أن نجفف مصادر المشكلات، وإننا بحاجة لأن نفهم أن التهديدات كامنة وأنها لا تزال موجودة، ومن ضمنها القضية الفلسطينية التي ما زال هناك غياب حل عادل لها، إضافة إلى الأزمات في اليمن وسوريا".
وأضاف: "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يشهد أي تقدم خلال الفترات الماضية، فالإدارات الإسرائيلية لم تساهم بأي شكل من الأشكال في إقامة بيئة من التعاون، وكانوا يميلون إلى إفساد أي عملية لتحسين العلاقات والمضي قدماً في مجال عملية السلام".
وأوضح أن بلاده "لا تقبل بالوضع الراهن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فالحل الوحيد هو الحل القائم على حل الدولتين، وهذا يعني أيضاً أننا بحاجة إلى العمل معاً حتى نتمكن من الوصول إلى دولة فلسطينية قائمة على حدود 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها".
الأزمة السورية
وبشأن ملف سوريا، قال الصفدي إن "الأزمة لا زالت قائمة منذ 11 عاماً، ونحن بحاجة إلى حل ونعتقد أن الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال الطرق السياسية، ونحن نعرف كذلك معاناة السوريين التي طالت أكثر مما يلزم، وأن الخطر الكبير هو استمرارية هذا النزاع".
بدروه، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن بلاده "تتبنى استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب"، معتبراً أن "الانتصار على الإرهاب جعل الحكومة العراقية بمختلف مؤسساتها تتوجه نحو إعادة إعمار المدن المحررة من تنظيم داعش".
وأضاف: "العراق عزز جهوده عبر تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، وعلى رأسها عصابات داعش، ومنعها من التغلغل في أوساط المجتمع أو السيطرة على المدن".
"لغة الحوار"
وأشار وزير الخارجية خلال كلمته أمام القمة إلى أن "مد جسور الثقة والتعاون بين دول العالم وتغليب لغة الحوار مهم جداً من أجل خلق بيئة آمنة ومستقرة تضمن الحياة الكريمة للشعوب، وتحقيق متطلبات الرخاء الاقتصادي والاجتماعي الذي يعد مطلباً حيوياً وجوهرياً".
ولفت إلى أنه "على الرغم من الجهود الكبيرة في دحر الإرهاب، إلا أن استمرار التعاون الاستخباري والأمني بين العراق ودول العالم له أولوية أساسية للحكومة العراقية والحكومات الشقيقة والصديقة".
وشدد حسين على أن "الانتصار على الإرهاب وفّر لنا الانتقال إلى تحقيق أهداف مهمة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، إذ توجهت الحكومة العراقية بمختلف مؤسساتها نحو إعادة إعمار المدن المحررة، وكانت هناك عدة مؤتمرات ونشاطات داخلية وخارجية ركزت على التعاون في مجال البناء والاستثمار داخل العراق".
كانت أعمال القمة الأمنية الإقليمية السابعة عشرة، "حوار المنامة 2021"، انطلقت، الجمعة، بحضور أكثر من 300 مشارك من القادة والسياسيين والعسكريين من دول أميركية وإفريقية وآسيوية وأوروبية.