أفغانستان.. قيادات من الهزارة تعلن دعم طالبان

time reading iconدقائق القراءة - 4
ممثلون عن الهزارة خلال اجتماع مع قيادات من طالبان في العاصمة الأفغانية كابول - 25 نوفمبر 2021 - Twitter/@BilalKarimi21
ممثلون عن الهزارة خلال اجتماع مع قيادات من طالبان في العاصمة الأفغانية كابول - 25 نوفمبر 2021 - Twitter/@BilalKarimi21
كابول-أ ف ب

أعلن أكثر من ألف أفغاني من أقلّية الهزارة، الخميس، دعمهم للنظام الذي تقوده حركة طالبان منذ سيطرتها على البلاد في 15 أغسطس الماضي، مرحّبين بما اعتبروه "نهاية الفترة المظلمة" للحكومات السابقة المدعومة من الغرب.

وفي بلد تمزّقه الانقسامات العرقية والدينية، لطالما تعرّضت أقلية الهزارة الشيعية، التي تشكّل نحو 10% من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، للاضطهاد من قبل الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم "داعش".

وللمرة الأولى اجتمع ممثلون عن هذه الأقلية في العاصمة كابول الخميس، مع مسؤولين من حركة طالبان، للتعبير عن تأييدهم للنظام الجديد، وقال القيادي في مجتمع الهزارة والنائب السابق جعفر مهدوي الذي نظّم التجمّع، إن الحكومة في عهد (الرئيس السابق) أشرف غني كانت "النقطة الأكثر قتامة" في تاريخ البلاد.

وأضاف: "لم تكن أفغانستان مستقلّة، وكانت السفارات (الأجنبية) تتحكّم بقرارات الحكومة. الحمد لله على انتهاء هذه الفترة القاتمة"، معتبراً أن "الحكّام الجُدد (طالبان) وضعوا حداً للحرب والفساد وانعدام الأمن المتزايد".

ودعا مهدوي الحركة إلى تشكيل حكومة شاملة أكثر، وإلى إعادة فتح المدارس للفتيات، وتابع: "نأمل أن نشهد تشكيل حكومة شاملة مؤلّفة من ممثلين عن الشعب بأكمله، في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وتتألّف الحكومة الحالية التي قدّمتها الحركة على أنها "انتقالية"، من قادة ينتمون إلى البشتون بشكل شبه حصري، دون تمثيل نسائي، وهي العرقية التي تُشكل نحو 40% من التركيبة السكانية.

وأكّد المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، خلال التجمّع الذي أقامه ممثلون عن الهزارة، أن إعادة إعمار البلاد أولوية، مضيفاً: "انتهى جهادنا ضدّ الاجتياح الخارجي، وسنبدأ الآن بالمحاربة من أجل بناء البلد".

ودعا رجل الدين البارز من الهزارة آية الله واعظ زادة بهسودي، إلى المصالحة بين جميع الجماعات الإثنية في أفغانستان، وقال: "لنسامح بعضنا.. إذا أرادت هذه الحكومة أن تستمر، يجب أن تحظى بدعم جميع الناس".

مخاوف من "داعش"

وشهدت مزار شريف رابع أكبر مدن أفغانستان، والتي تضم جماعات من الهزارة، معارك اعتبرت من الأشرس منذ سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها طالبان في هجومها الذي طال جميع أنحاء البلاد خلال تسعينات القرن الماضي، إذ اتهمتها مجموعات حقوقية بقتل ما يقرب من ألفي مدني معظمهم من الهزارة، بعد السيطرة على المدينة عام 1998.

وأدّت عدة هجمات بالقنابل في السنوات الأخيرة، إلى سقوط وإصابة العشرات من الهزارة في العاصمة كابول ومناطق أخرى, كما وقع هجومان في حيّ دشت برشي ذات الغالبية الشيعية في منتصف نوفمبر، وقد تبنّى تنظيم "داعش" أحدهما.

وحتّى مع تعهّد طالبان بحكم أقل تشدداً، تعرّض تمثال لأحد زعماء الهزارة للتخريب بعد أيام قليلة على عودة طالبان إلى السلطة.

ولم تتبنّ أي جهة الهجوم على التمثال، لكن طالبان اكتسبت سمعة سيئة عام 2001 لتدميرها تمثالين عملاقين لبوذا في مدينة باميان وسط البلاد، بعد أن اعتبرتهما "مخالفان للشريعة".

وأعرب بعض الهزارة الذين حضروا تجمع الخميس، عن خشيتهم من أن ينفذ جهاديو تنظيم داعش هجمات.

وقال قاري محمد رضا حيدري: "في هذه الأشهر الثلاثة شهدنا انفجارات وهجمات انتحارية عدة"، مضيفاً أن "الناس يشعرون بالقلق حيال ازدياد نفوذ داعش الذي قد "يسيطر مسلحوه على بعض أجزاء البلاد أو يتحدّون الإمارة (الإسلامية)".

شاهد: