أعلن الديوان الملكي المغربي، الأربعاء، أن رئيس ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير وجّه دعوة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس للقيام بزيارة رسمية إلى ألمانيا "من أجل إرساء شراكة جديدة بين البلدين".
يأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من انفراجة في العلاقات بين البلدين، بإعلان الرباط عودة التمثيل الدبلوماسي مع برلين في ديسمبر الماضي، بعد أشهر من التوتر بسبب ما اعتبرته وزارة الخارجية المغربية "مواقف سلبية وعدائية" لألمانيا تجاه قضايا المغرب، ما دفع المملكة إلى استدعاء سفيرتها لدى برلين في مايو الماضي.
وقال الديوان الملكي المغربي في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن الرئيس الألماني وجّه رسالة إلى الملك محمد السادس بمناسبة السنة الجديدة، دعاه فيها للقيام بـ"زيارة دولة إلى ألمانيا"، من أجل "إرساء شراكة جديدة بين البلدين".
وأشاد الرئيس الألماني في الرسالة بـ"الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي"، مشيراً إلى أنه يساهم في "الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة".
وقال شتاينماير "إن بلدي وأنا شخصياً، ممتنون لكم للغاية على انخراطكم الفعال من أجل مسلسل السلام في ليبيا"، علماً أن استبعاد الرباط من مؤتمر حول مستقبل ليبيا نظّمته برلين مطلع 2020، كان من الأسباب التي بررت بها الرباط قرار استدعاء سفيرتها لدى برلين.
نزاع الصحراء
وبشأن النزاع على الصحراء التي يعتبرها المغرب جزءاً من أراضيه وتطالب جبهة البوليساريو باستقلالها، قال شتاينماير إن ألمانيا "تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قُدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق" لهذا النزاع الإقليمي.
كما ذكّر "بدعم بلاده، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأمم المتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف".
يأتي هذا الموقف الجديد، بعدما قالت وزارة الخارجية المغربية في مايو الماضي، إن "ألمانيا سجلت موقفاً سلبياً بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفاً خطيراً لم يتم تفسيره حتى الآن".
ومنذ عقود يدور نزاع حول الصحراء، بين جبهة البوليساريو والمغرب الذي يقترح حكماً ذاتياً في المنطقة تحت سيادته، فيما تطالب البوليساريو باستفتاء لتقرير المصير.
وفي ديسمبر 2020، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.
عودة التقارب
وكان المغرب أعلن في ديسمبر الماضي عودة التمثيل الدبلوماسي مع ألمانيا، بعدما كان قد علق كل علاقات الاتصال والتعاون مع السفارة الألمانية في مارس الماضي، واستدعى سفيرته لدى برلين بعد شهرين من ذلك.
وقالت الخارجية المغربية في بيان، إن قرار عودة التمثيل الدبلوماسي يأتي بعد "المواقف البناءة الأخيرة لألمانيا"، مشيرةً إلى أن "التعبير عن هذه المواقف يُتيح استئناف التعاون الثنائي، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين في الرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي".
وتعدّ ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تعمل نحو 300 شركة ألمانية في هذا البلد، فضلاً عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.