
قالت بيلاروسيا إن مقاتلاتها أجرت مناورات جوية مشتركة مع روسيا، في أول تدريبات مشتركة لهذا العام، في وقت حذّرت موسكو من اتخاذها "نهجاً مشدداً" خلال المحادثات المرتقبة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في 12 يناير الجاري، بشأن الضمانات الأمنية.
وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان مقتضب أوردته وكالة "تاس" الروسية، الخميس، أن الطيارين البيلاروسيين والروس الذين يحلقون بمقاتلات Su-30SM متعددة المهام "أجروا أول دورية جوية مشتركة على حدود اتحاد الدولتين (روسيا وبيلاروسيا)، في أول مهمة خلال هذا العام"، مشيرة إلى أن الطيارين أمضوا 120 دقيقة في الجو، وغطوا مسافة تزيد عن 1150 كيلومتراً خلال دوريتهم.
وفي أوائل ديسمبر من العام الماضي، أفادت وزارة الدفاع البيلاروسية ، بأنه في عام 2022 ستواصل بيلاروسا وروسيا إنجاز مهام تنبيه قتالية مشتركة للدفاع الجوي ودوريات جوية على حدودهما، كما شاركت القاذفات بعيدة المدى الروسية من طراز Tu-160 و Tu-22M3 بوقت سابق، في الدوريات الجوية المشتركة.
الحوار مع الناتو
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الخميس، إن مقاربة بلاده للمفاوضات بشأن الضمانات الأمنية، ستكون "مشددة"، مشيراً إلى أن موسكو لا تتخذ موقف "إنكار كل شيء"، لكنها تسعى إلى إيجاد حلول تقوم على توازن المصالح بينها وبين الناتو.
ودعا في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" المحلية، وأوردتها وكالة "ريا نوفوستي" إلى رفض تقريب "الناتو" من الحدود الروسية، وكذلك رفض الأعضاء الجدد، بما في ذلك أوكرانيا، فضلاً عن عدم إجراء تدريبات استفزازية، مشيراً إلى أن تلك المطالب "أساسية وضرورية".
ويأتي ذلك في وقت، تتأهب موسكو لعقد محادثات مقررة مع "الناتو" في 12 يناير الجاري، إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، الأربعاء، إن وفد بلاده المشارك سيضم ممثلين من وزارتي الخارجية والدفاع.
وأضاف: "ننطلق من افتراض أن الجيش لن يكون حاضراً في الاجتماع فحسب، بل سيشارك أيضاً بشكل مباشر في مناقشة قضايا الأمن العسكري".
وكانت موسكو نشرت في 17 ديسمبر الماضي، مسودة اتفاقات مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء في "الناتو"، والتي تشمل، من بين أمور أخرى، أحكاماً بشأن ضمانات الأمن المتبادل في أوروبا، وعدم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في متناول كل منهما، ورفض توسيع الحلف، بما في ذلك على حساب جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة.
في حين، أكد الرئيس فلاديمير بوتين، أن التوسع الإضافي للحلف شرقاً ونشر الأسلحة الهجومية على الأراضي الأوكرانية وفي البلدان المجاورة لروسيا، يمثلان "خطوطاً حمراء لموسكو".
واتفق الطرفان على مفاوضات بشأن الضمانات الأمنية تشمل 3 مسارات: في 10 يناير، سيتم عقد حوار استراتيجي بين موسكو وواشنطن على مستوى ممثلي وزارة الخارجية من كلا البلدين، على أن يتم في 12 يناير، عقد اجتماع بين روسيا والناتو، وبعد يوم واحد يُعقد اجتماع متعدد الأطراف في موقع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقبل المحادثات في 30 ديسمبر الماضي، أجرى الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي محادثة هاتفية استمرت 50 دقيقة، إذ هدد بايدن بفرض عقوبات شديدة على روسيا حال غزوها أوكرانيا، في حين ردّ بوتين قائلاً إن ذلك سيكون "خطأ فادحاً، قد يؤدي لقطع تام في العلاقات".