قال حاكم ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، جافين نيوسوم، إنه رفض الإفراج المشروط عن سرحان سرحان، الفلسطيني الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، لإدانته باغتيال المرشح الرئاسي الأسبق روبرت كنيدي في عام 1968.
وقضى سرحان، الذي يشتهر بكونه "أقدم سجين فلسطيني في العالم"، نحو 53 عاماً في السجن، في حين تم رفض الإفراج المشروط عنه 15 مرة من قبل.
وجاء إعلان الحاكم نيوسوم، بعد توصية مجلس مراجعة بكاليفورنيا في أغسطس الماضي، بالإفراج المشروط عن سرحان، على أن يخضع القرار لمراجعة الموظفين القانونيين بالمجلس، وحاكم الولاية.
وأوضح حاكم ولاية كاليفورنيا، قراره في مقال للرأي بصحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، مشيراً إلى عدم اتفاقه مع استنتاج مجلس الإفراج المشروط بأن سرحان (77 عاماً) مؤهل للإفراج المشروط.
وكتب نيوسوم: "بعد مراجعة القضية بعناية، بما في ذلك سجلات أرشيف ولاية كاليفورنيا، قررت أنه لم يكتسب المسؤولية والبصيرة اللازمتين لدعم إطلاق سراحه الآمن في المجتمع".
وألمحت محامية سرحان، أنجيلا بيري، في بيان مكتوب، إلى أن نيوسوم أذعن لاعتبارات سياسية في رفضه الإفراج عن موكلها. وقالت: "مع إدراكي أن الإفراج عن سرحان يضع الحاكم أمام حسابات سياسية صعبة، إلا أن القرار القانوني بالإفراج عنه واضح ومباشر".
وتابعت: "نحن على ثقة بأن المراجعة القضائية لقرار الحاكم ستظهر أنه قد خطأ".
وسرحان سرحان كان قد اعتُقل عام 1968 على خلفية اتهامه بقتل مرشح الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة السيناتور روبرت كينيدي في يوم 5 يونيو 1968.
وعلى الرغم من الشكوك التي برزت خلال المحاكة بشأن مسؤولية سرحان عن اغتيال روبرت كينيدي، فإن القضاء الأميركي أدان سرحان بالإعدام عام 1969، وخفف الحكم إلى السجن المؤبد عام 1972، بعد إلغاء ولاية كاليفورنيا حكم الإعدام.
وقالت أرملة كنيدي، إثيل (93 عاماً)، وستة من أبنائها الذين انضموا إليها في معارضة العفو المشروط، في بيان مشترك إنهم يشعرون "بارتياح شديد" لقرار نيوسوم.
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن اثنين آخرين من أبناء روبرت وإثيل التسعة الذين لا يزالون على قيد الحياة، أيدوا الإفراج المشروط عن سرحان.
وأشار نيوسوم إلى ما وصفه "الروايات المتغيرة" لسرحان بشأن الاغتيال، ورفضه تحمل المسؤولية عنه، معتبراً ذلك دليلاً على عدم أهليته للإفراج المشروط.
واقعة إطلاق النار
وخلال احتفاله بالفوز في ولاية كاليفورينا مع أنصاره بفندق "أمباسادور" في لوس أنجلوس، في 5 يونيو 1968، أُطلقت على كينيدي النار عندما توقف لمصافحة بعض عمال الفندق.
وهاجر سرحان إلى الولايات المتحدة عام 1957، وفي شهاداته لاحقاً، قال إنه يكره كينيدي بعد تصريحاته الداعمة لصفقة بيع 50 طائرة من طراز "F-4" لإسرائيل، بعد أقل من عام على حرب يونيو 1967.
وألقي القبض على سرحان عقب إطلاق النار، فيما نُقل كينيدي إلى المستشفى، ولكنه توفي بعد يوم واحد.
شكوك حول هوية المنفذ
وعقب الحكم على سرحان، برزت شكوك بشأن مسؤوليته عن اغتيال كينيدي، وسط تقارير عن احتمال وجود مسلح ثانٍ في فندق "أمباسادور".
وبعدما ألقى كينيدي خطاباً في الفندق، وبينما كان في المطبخ يتحادث مع موظفين، أُطلقت النار عليه وعلى العديد من الأشخاص في محيطه، من بينهم بول شريد الذي أصيب برصاصة في الرأس ولكنه نجا.
ومنذ ذلك الوقت، قاد شريد وابن كينيدي حملة لإطلاق سراح سرحان، معتبرين أن الأدلة ضده غير كافية.
وقال شريد لوكالة "فرانس برس" في أغسطس الماضي: "إنه قرار جيد". وأضاف "أشعر بالامتنان للجنة الإفراج المشروط، لإعطاء سرحان الفرصة للعودة إلى المنزل".