دعوة أميركية متجددة لانسحاب روسي من حدود أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع في مدينة جنيف بسويسرا، 27 يناير 2022 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع في مدينة جنيف بسويسرا، 27 يناير 2022 - REUTERS
دبي/ موسكو/ واشنطن -الشرق

جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الدعوة للانسحاب الفوري للقوات الروسية المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا، في حين قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده لا تزال تدرس مقترحات واشنطن وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن الأزمة. 

وناشد وزير الخارجية الأميركي، موسكو، انتهاج الدبلوماسية كسبيل لحل الأزمة الراهنة بينها وبين كييف، بينما أكد لافروف، في كلمة تلفزيونية، الثلاثاء، أن عدداً من وزارات حكومة بلاده تدرس مقترحات حل الأزمة، مشيراً إلى أن الولايات المتّحدة وافقت على "مناقشة" المخاوف الأمنية الروسية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن المحادثات بين بلينكن ولافروف جاءت لمتابعة الرد المكتوب الذي قدمته الولايات المتحدة لروسيا بشأن مقترحات "الضمانات الأمنية".

وشدد بلينكن، بحسب بيان الخارجية الأميركية، على استعداد الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين لمواصلة الحوار مع روسيا بشأن "المخاوف الأمنية المتبادلة"، وجدد التزام الولايات المتحدة بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية، و"حق جميع البلدان في تحديد سياستها الخارجية وتحالفاتها".

وحثّ بلينكن نظيره الروسي على وقف التصعيد الروسي الفوري وسحب القوات والمعدات من حدود أوكرانيا، وفقاً للبيان.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن غزو روسيا لأوكرانيا سيواجه عواقب سريعة وقاسية وحثّ روسيا على اتباع المسار الدبلوماسي.

من جانبه، أكد مسؤول أميركي في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، أن لافروف "لم يرسل أي إشارة بشأن عزم بلاده خفض التصعيد في الحال". 

"مبرّرات لمواصلة الحوار"

وأكد وزير الخارجية الروسي أن نظيره الأميركي أقرّ خلال المكالمة الهاتفية بوجود مبرّرات لمناقشة المخاوف الأمنية الروسية.

وقال سيرجي لافروف للتلفزيون الروسي إن "أنتوني بلينكن أقرّ بوجود مبرّرات لمواصلة الحوار (حول الأمن الروسي). سنرى كيف ستسير الأمور".

ولم يأتِ الوزير الروسي في تصريحه على ذكر أوكرانيا أو القوات الروسية المنتشرة عند حدود هذا البلد، على الرّغم من أنّ المكالمة الهاتفية بينه وبين نظيره الأميركي تمحورت حول التهديدات العسكرية الروسية للجارة الغربية الموالية للغرب.

وشدد لافروف على أنّ القضية الأساسية بالنسبة لموسكو تظلّ رفض الغرب لمبدأ "عدم قابلية الأمن للتجزئة"،أي أنّه لا يمكن لدولة أن تعزّز أمنها على حساب دولة أخرى، وهو ما تتّهم روسيا الغرب وحلف شمال الأطلسي بفعله عند حدودها الغربية. وقال الوزير الروسي "اليوم، أبلغت أنتوني بلينكن أنّنا لن ندع هذا الموضوع يُحجب. سنصرّ على إجراء محادثة صادقة والحصول على تفسيرات صادقة".

بوتين ينتقد الغرب

وفي السياق، اتهم الرئيس الروسي فلاديمر بوتين الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين بـ"تجاهل" مطالب بلاده بشأن الضمانات الأمنية.

وقال بوتين إنه "من الواضح" أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اختارا "تجاهل" مخاوف روسيا الأمنية بدليل رفضهما الشروط الروسية في إطار المواجهة بشأن أوكرانيا.

وأضاف بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان "نحلّل الردود الخطية التي تلقّيناها من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (...) لكن من الواضح من الآن تجاهل مخاوف روسيا المبدئية".

وردّت واشنطن وبروكسل الأسبوع الماضي على مطالب موسكو بضمانات أمنية مُلزمة قانونياً، وسط مواجهة بشأن اعتزام أوكرانيا الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورفضت واشنطن في رسالتها الجوابية رفضاً مطلقاً الشرط المتعلّق باحتمال انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، ولكنها أبدت استعداداً لأن تبحث مع موسكو مسائل أخرى مهمة مثل تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة وخصوصاً مسألة الصواريخ الاستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا، بالإضافة إلى المناورات العسكرية.

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن "الرد لم يعالج المطالب الأمنية الرئيسية لموسكو؛ لكن روسيا مستعدة لمواصلة المحادثات".

ومنذ نهاية العام الماضي، تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون، روسيا بحشد ما يصل إلى 100 ألف جندي على حدودها الغربية مع أوكرانيا، تمهيداً للغزو.

لكن موسكو تنفي وجود أي مخطط لديها من هذا القبيل، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات خطية لأمنها، وفي مقدّمها التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف توسّعه شرقاً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات