تناقش ألمانيا إبرام صفقة لشراء مقاتلات أميركية من طراز "إف 35"، لتحلّ مكان طائراتها المتقادمة من طراز "تورنادو".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مقرّب من الجيش الألماني، إن عملية شراء مقاتلات "إف 35" "تُناقش مجدداً"، مستدركاً أن أي قرار في هذا الصدد ليس متوقعاً قريباً.
وأشار مصدر آخر إلى "جهود في الآونة الأخيرة لإبلاغ ألمانيا بكيفية المضيّ بشراء محتمل لمقاتلات إف 35"، التي تصنّعها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.
وعلّق ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية على هذه المعلومات، قائلاً: "بوصفها مسألة تتعلّق بالسياسة، لن نؤكد أو نعلّق علناً على عمليات نقل أو مبيعات مقترحة لمعدات دفاعية، إلى حين إبلاغ الكونجرس بها رسمياً. نحيلكم إلى الحكومة الألمانية، كي تتحدث بشأن خطط مشترياتها الدفاعية المستقبلية".
اتفاق المشاركة النووية
وأشارت "رويترز" إلى حاجة ألمانيا لإبدال مقاتلاتها المتقادمة من طراز "تورنادو" بسرعة، كي تبقى جزءاً من اتفاق المشاركة النووية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهذا أمر تعهدت بفعله الحكومة الجديدة برئاسة المستشار أولاف شولتز.
وتُعتبر "تورنادو" الطائرة الألمانية الوحيدة القادرة على حمل قنابل نووية، تخزّنها الولايات المتحدة في ألمانيا، إذا اندلعت حرب. لكن سلاح الجوّ الألماني يستخدمها منذ ثمانينات القرن العشرين، وتخطّط برلين للتخلّص منها تدريجاً، بين عامَي 2025 و2030.
وأعلن الائتلاف الحكومي الجديد في ألمانيا، أنه سيشتري بديلاً لهذه المقاتلة، في وقت مبكر من ولايته التي تبلغ 4 سنوات. وإن لم تفعل برلين ذلك، فستخرج من اتفاق المشاركة النووية، بعد تقاعد آخر طائرة "تورنادو"، نحو عام 2030.
ضربة لـ"بوينج" وترقّب فرنسي
ونقلت "رويترز" عن مصدر دفاعي ألماني ترجيحه أن يثير شولتز هذا الأمر، خلال زيارته واشنطن الأسبوع المقبل.
واعتبرت الوكالة أن قراراً تتخذه برلين بشراء مقاتلة "إف 35" سيشكّل ضربة لشركة "بوينج"، إذ إن وزيرة الدفاع الألمانية السابقة أنيجريت كرامب كارينباور كانت تفضّل شراء مقاتلات من طراز "إف 18"، التي تنتجها هذه الشركة، كي تحلّ مكان طائرات "تورنادو".
كما أن قراراً تتخذه برلين بشراء مقاتلة أميركية قد يزعج فرنسا، التي كانت تراقب بحذر مداولات ألمانية سابقة بشأن شراء "إف 18" أو "إف 35"، خشية أن يقوّض ذلك تطوير مقاتلة فرنسية ألمانية مشتركة، يُفترض أن تكون جاهزة في أربعينات القرن الواحد والعشرين.
ولم يتضح عدد طائرات "إف 35" التي قد تحاول ألمانيا شراءها، علماً أن كرامب كارينباور خطّطت لشراء 45 مقاتلة من طراز "إف 18"، التي كان يُفترض أن تحلّ مكان "تورنادو" المنخرطة في اتفاق المشاركة النووية، إضافة إلى تلك الخاصة بالحرب الإلكترونية، بحسب "رويترز".
اقرأ أيضاً: