رئيس الأركان الأميركي يحث قواته في أوروبا على منع "حرب بين القوى العظمى"

time reading iconدقائق القراءة - 7
القوات الأميركية في قاعدة "ميخائيل كوجالنيسينو" الجوية بالقرب من مدينة كونستانتا في رومانيا - 6 مارس 2022 - REUTERS
القوات الأميركية في قاعدة "ميخائيل كوجالنيسينو" الجوية بالقرب من مدينة كونستانتا في رومانيا - 6 مارس 2022 - REUTERS
واشنطن/ دبي/ كونستانتسا (رومانيا) -أ ف بالشرق

طالب رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي، الاثنين، القوات الأميركية المتمركزة في أوروبا، بإبداء تصميمها على منع اندلاع "حرب بين القوى العظمى"  على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك فيما أرسلت واشنطن 500 جندي إضافي إلى أوروبا. 

وقال ميلي للجنود الأميركيين المنتشرين في قاعدة جوية قرب مدينة كونستانتسا جنوبي رومانيا، الاثنين: "علينا التأكد من قدرتنا على الاستجابة السريعة، وإظهار قوتنا وتصميمنا ودعمنا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمنع أي عدوان إضافي من الروس أو حرب بين القوى العظمى".

وأضاف: "منذ عام 1914، منذ بداية الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1945، أي نهاية الحرب العالمية الثانية، قُتل 150 مليون شخص (...) لا نريد أن يتكرر ذلك إطلاقاً"، على حد تعبيره. 

وتابع: "الواضح بالنسبة لي هو وحدة الصف وتصميم حلف الناتو في مواجهة تهديد غير مسبوق وأكبر نزاع على أراضٍ في قارة أوروبا منذ عام 1945".

وتزامنت تصريحات ميلي مع جولة يجريها حالياً في أوروبا، للتأكيد على "عزم" واشنطن الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف "الناتو" في مواجهة الهجوم الروسي، إذ سارعت دول الحلف بقيادة واشنطن لنشر آلاف الجنود في الدول الأقرب إلى روسيا في ظل الحرب المندلعة بأوكرانيا.

500 جندي إضافي

في السياق، قال مسؤول دفاعي أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الولايات المتحدة أرسلت، الاثنين، 500 جندي أميركي إضافي إلى أوروبا، ليصل إجمالي عدد القوات الأميركية العاملة في أوروبا إلى نحو 100 ألف جندي أميركي.

وأضاف المسؤول أنه كجزء من عملية النشر "سترسل الولايات المتحدة طائرات التزود بالوقود من طراز  KC-135 إلى اليونان"، مشيراً إلى أن القوات الجديدة كانت متمركزة في الولايات المتحدة.

وتابع: "هذه الوحدات تدعم إلى حد كبير القوات المتقدمة بالفعل. ستثبت هذه الأصول أنها مفيدة لقدرتنا على التأكد من أننا نحمي المجال الجوي لحلف الناتو".

يأتي ذلك في وقت، شدد فيه الرئيس جو بايدن على أن القوات الأميركية "لن تدخل أوكرانيا"، بل سيتم نشر هؤلاء في دول الحلف، لتعزيز الأمن على الجانب الشرقي للتحالف، الأقرب إلى الصراع ولإرسال رسالة ردع إلى روسيا.

وتم نشر نحو 15 ألف جندي إضافي في الأسابيع الأخيرة في منطقة على طول 1200 كيلومتر في الدول المجاورة لأوكرانيا وبيلاروسيا، حليفة روسيا، لثني موسكو عن التقدّم بشكل إضافي.

وانتشر 2500 جندي أميركي بالمجموع في كل من ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، إضافة إلى 10 آلاف جندي في بولندا و2400 في رومانيا و1500 في سلوفاكيا و350 في بلغاريا و200 في المجر.

يُشار إلى أنه قبل الأزمة الحالية، كان يتمركز ما يقرب من 80 ألف جندي أميركي في جميع أنحاء أوروبا، لكن في الأسابيع التي سبقت الغزو الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، بدأت الولايات المتحدة في نشر قواتها باتجاه الجناح الشرقي وأعلنت نشر عدة قوات منذ ذلك الحين. وتشمل الدول التي تستقبل القوات الأميركية الإضافية كلاً من بولندا ورومانيا ولاتفيا وإستونيا.

تجنيد مرتزقة

في غضون ذلك، اتّهمت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" الاثنين، روسيا بـ "تجنيد" مرتزقة سوريين وأجانب آخرين للقتال في أوكرانيا.

وقال الناطق باسم البنتاجون جون كيربي: "نعتقد أنّ المعلومات التي تفيد بأنّ الروس يجنّدون مقاتلين سوريين لتعزيز قواتهم في أوكرانيا، صحيحة".

وأضاف: "من المثير للاهتمام أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مضطراً لاستخدام مقاتلين أجانب، بعد أن نشر في أوكرانيا 100% تقريباً من القوات التي حشدها خلال الأشهر الماضية على حدود هذا البلد استعداداً لغزوه". ووفقاً لتقديرات البنتاجون، فقد حشدت روسيا على حدودها مع أوكرانيا أكثر من 150 ألف جندي. 

وأشار كيربي إلى أنّ القوات الروسية "لم تحرز أي تقدم ملحوظ في الأيام الأخيرة" في أوكرانيا باستثناء المناطق التي سيطرت عليها في جنوب هذا البلد.

وتابع: "لقد أرسلهم جميعهم إلى داخل أوكرانيا"، مضيفاً: "نعتقد أنّ الروس يريدون السيطرة على أوديسا"، دون أن يستبعد شن روسيا هجوماً برمائياً بإسناد من قوات برية، لافتاً إلى أنّه ليس لدى واشنطن في الوقت الراهن أيّ مؤشرات تدلّ على "تحرّك محتمل على هذه الجبهة".

وكانت وزارة الدفاع، قالت إنّ ما يقرب من 100% من القوات التي حشدتها على الحدود في الأشهر الماضية، باتت داخل أوكرانيا. 

وأضافت إنّه مع تكثيف القوات الروسية هجماتها في أوكرانيا، فإنّ القصف يطال بشكل متزايد المدنيين، مشيرة إلى أنّ موسكو تسعى كذلك إلى "تجنيد" مقاتلين أجانب، للقتال في أوكرانيا.

مقاتلو "فاجنر"

وتؤكد تقارير إعلامية أنّ شركة "فاجنر" شبه العسكرية الروسية، أرسلت إلى أوكرانيا مقاتلين لمساندة الجيش الروسي.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ موسكو، باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية في أوكرانيا.

وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين أنّ بعض المقاتلين السوريين "موجودون بالفعل في روسيا ويستعدّون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وكان مرتزقة من هذه الشركة الروسية الخاصة قاتلوا في السنوات الأخيرة في ليبيا، كذلك فإنّ كلا المعسكرين المتحاربين في ليبيا استقدم مرتزقة سوريين للقتال في صفوفه.

وفي الإطار، نشر رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، المتمرّد السابق الذي تحوّل إلى حليف للكرملين، مقاطع فيديو لمقاتلين شيشانيين في أوكرانيا، وقال إنّ بعضهم "قُتلوا في المعارك".

"قلق" أممي

وفي هذا الصدد، أعربت كل من الأمم المتحدة والصين عن "قلقهما" من استقدام مزيد من المقاتلين إلى أوكرانيا، لكن من دون أن ينتقد أيّ منهما بصورة مباشرة روسيا.

وردّاً على سؤال بشأن التقارير المتعلّقة بتجنيد روسيا مقاتلين سوريين للقتال في أوكرانيا، قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحافي، إنّه "غير قادر على تأكيد صحّة هذه المعلومات"، لكنه شدّد على أنّ "هذا النزاع ليس بحاجة لأن يأتي مزيد من الناس من الخارج للانخراط به".

 وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، جدّد السفير الصيني تشانج جون الدعوة "لعدم صبّ الزيت على النار" في النزاع الدائر في أوكرانيا بين القوات الروسية والجيش الأوكراني.

وبعد أن تطرّق إلى العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو، حذّر تشانج من أنّ "إرسال مرتزقة أو أسلحة هجومية إلى أوكرانيا يمكن أن يجعل الوضع أسوأ".

ولا تزال العاصمة كييف، وخاركوف ثانية أكبر المدن الأوكرانية، تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية، بينما استولت روسيا على مدينة خيرسون الساحلية، وصعّدت قصفها للمراكز الحضرية في كلّ أنحاء البلاد.

تصنيفات