
لم تستعرض روسيا خلال غزوها لأوكرانيا التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التي يُعتقد بأن جيشها يطورها واستخدم بعضاً منها في سوريا وشبه جزيرة القرم، بحسب تقرير لموقع "c4isrnet" المتخصص في التكنولوجيا العسكرية.
وتغطي التكنولوجيا العسكرية الروسية مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وتشمل مركبات جوية غير مأهولة وأجهزة الاستشعار المتقدمة والطائرات المسيّرة التكتيكية.
ولفت الموقع إلى أن روسيا استخدمت القدرات التكنولوجية فقط في هجمات إلكترونية وحملات للتضليل "التي أصبحت متوقعة من الكرملين في أوقات الأزمات" لكن دون أن يثبت نجاح أي من هذه الجهود في تغيير قواعد اللعبة.
وأضاف الموقع أنه "ليس من قبيل المبالغة القول إن بوتين ربما خسر حرب المعلومات في الخارج وعلى الصعيد المحلي، وفشل في نهاية المطاف في مواكبة التقدم التكنولوجي"، موضحاً أن شركات التكنولوجيا الأميركية التي تساعد أوكرانيا ربما أسهمت في عدم بروز تأثير التكنولوجيا العسكرية الروسية.
تدّخل أميركي
وأشار التقرير إلى تحذير مايكروسوفت للحكومة الأوكرانية، عندما اكتشفت هجمات إلكترونية روسية ضد البنية التحتية الرقمية في أوكرانيا، قبل ساعات من بدء الحرب، وكذلك رد إيلون ماسك السريع على تغريدة من نائب الرئيس الأوكراني يطلب فيها الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية ستارلينك، والتحديث السريع من "سبيس إكس" لبرنامج "ستارلينك" لتجاوز المحاولات الروسية للتشويش عليها.
واعتبر الموقع جهود تلك الشركات الأميركية لدعم كييف عاملاً حاسماً في "إحباط الجهود الروسية للاستفادة من التكنولوجيا" في غزوها لأوكرانيا.
ووفق التقرير فإن إحدى التفسيرات المحتملة لغياب تأثير التكنولوجيا، عدم تمتع الجيش الروسي بقدرات كبيرة في ذلك المجال، على عكس ما كان يعتقد الغرب.
وأضاف الموقع "من الممكن أيضاً أن تكون القوات الأوكرانية أكثر استعداداً للمقاومة مما كانت روسيا تتوقع، ليس فقط في ساحة المعركة، ولكن في الفضاء الرقمي أيضاً"، موضحاً أن وزارة التحول الرقمي الأوكرانية أعادت تنظيم "جيش تكنولوجيا المعلومات"، الذي يتألف من مئات الآلاف من المختصين في تكنولوجيا المعلومات، بهدف مواجهة المناورات السيبرانية الروسية في غضون أيام من القتال.
وبغض النظر عن الأسباب "فقد اتخذ القادة السياسيون والعسكريون في روسيا خياراً استراتيجياً، معتقدين بشكل خاطئ أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم على المدى القريب بقوات تقليدية محدودة"، وفق التقرير.
قدرات الجيش الروسي
وفي حين أن الهجوم الروسي على أوكرانيا لم يتضمن بعد المزيد من التقنيات المبتكرة، لا يزال هناك احتمال أن يبدأ الكرملين في الاستفادة من تقنيات أكثر تقدماً في الفترة المقبلة، بحسب "c4isrnet".
وأوضح الموقع أن الجيش الروسي يمتلك بالفعل هذه القدرات، بدءاً من المركبات الأرضية غير المأهولة، التي كانت تستخدم سابقاً في سوريا، إلى الطائرات بدون طيار التكتيكية وصواريخ تفوق سرعة الصوت. وبالطبع، قد يقرر الرئيس بوتين أيضاً شن هجمات إلكترونية أكثر تعقيداً مع تداعيات بعيدة المدى.
ومع التطورات الأخيرة وهذه الاحتمالات، سيكون على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد بتوسيع نوع المساعدة المقدمة لقوات الدفاع الأوكرانية، وفقاً للموقع.
وإضافة إلى مكافحة أسلحة الطائرات بدون طيار، ستحتاج أوكرانيا للمساعدة في تعزيز قدرات القيادة والسيطرة، إضافة إلى البنية التحتية للدعم المدني، لضمان استمرار القادة العسكريين والسياسيين في تنسيق الدفاعات بفاعلية ضد التقدم الروسي، حتى في أكثر البيئات تقشفاً.
اقرأ أيضاً: