النرويج تستضيف أكبر مناورات للناتو بمشاركة 27 دولة

time reading iconدقائق القراءة - 7
قوات نرويجية أثناء مشاركتها في مناورات "جولد ريسبونس" عام 2014 - AFP
قوات نرويجية أثناء مشاركتها في مناورات "جولد ريسبونس" عام 2014 - AFP
أوسلو-أ ف ب

من المقرر أن يبدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" وشركاؤه، الاثنين، تدريبات كبيرة في النرويج لاختبار قدرتهم على مساعدة إحدى الدول الشريكة، فيما أبلغ الحلف روسيا بشكل مسبق "لتجنب الالتباس".

ويشارك في تمرين "كولد ريسبونس 2022" الأكبر للحلف الأطلسي العام الحالي، نحو 30 ألف عسكري و200 طائرة ونحو 50 بارجة من 27 دولة.

وتهدف هذه التمارين إلى مساعدة الجيوش الغربية في أن تكون أكثر صلابة في القتال في البرد القارس براً وبحراً وجواً، بما في ذلك بالمنطقة القطبية الشمالية. وبينما كانت هذه المناورات مقررة من فترة طويلة، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا يعطيها بعداً خاصاً.

"حارس الحدود الشمالية"

وأفاد وزير الدفاع النرويجي أود روجر إينوكسن، بأن "التدريب مهم للغاية لأمن النرويج والحلفاء"، مشيراً إلى أنه "لا ينظم بسبب الهجوم الذي شنته السلطات الروسية على أوكرانيا، ولكنه يكتسب أهمية إضافية بسببه".

وتعد النرويج حارس الحدود الشمالية لـ"الناتو" في أوروبا، ويريد البلد الإسكندنافي اختبار قدرته على استقبال تعزيزات من الحلفاء بموجب المادة الخامسة من ميثاق الحلف الذي يلزم جميع أعضائه بمساعدة عضو آخر حال تعرضه لهجوم.

وتشارك السويد وفنلندا أيضاً في مناورات "كولد ريسبونس 2022" التي تستمر حتى الأول من أبريل، وهما دولتان غير منحازتين رسمياً، ولكنهما شريكتان تزدادان قرباً من حلف الأطلسي. 

"تجنب الالتباس"

وأورد رئيس قيادة العمليات النرويجية الجنرال ينجفي أودلو الذي يقود التمارين، أنه "يجد من الطبيعي، ربما الآن أكثر من أي وقت، أن نتدرب معا لإظهار قدرتنا وإرادتنا في الدفاع عن قيمنا وأسلوب حياتنا".

على الجانب الآخر من الحدود الروسية النرويجية البالغ طولها 196 كيلومتراً في القطب الشمالي، توجد شبه جزيرة كولا الروسية مقرّ أسطول الشمال القوي، حيث تجمع هائل للأسلحة النووية ومنشآت عسكرية كثيرة.

ويقول وزير الدفاع النرويجي: "لا يوجد حالياً تهديد عسكري واضح ضد حلف الأطلسي أو الأراضي النرويجية... لكن الوضع في أوروبا لم يكن متقلباً بهذه الدرجة منذ فترة طويلة".

لتجنب أي التباس، تم إخطار موسكو على النحو الواجب بتمارين "كولد ريسبونس 2022" ذات الطبيعة "الدفاعية البحتة"، وستظل على مسافة محايدة من روسيا.

وتحدث الجنرال أودلو مع الجنرال ألكسندر مويسييف قائد أسطول الشمال، لكن روسيا رفضت مقترحاً بإرسال مراقبين.

وقالت السفارة الروسية في أوسلو، إن "تعزيز القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي قرب حدود روسيا لا يسهم في تعزيز أمن المنطقة".

في ظروف مماثلة في الماضي، لم تكتف روسيا بالتنديد، وعبّرت عن استيائها من خلال التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، وعن طريق الإعلان عن اختبارات صواريخ وبالتالي حظر الوصول إلى بعض المجالات البحرية والجوية الدولية.

تدريبات في "بيئة قاسية"

فاجأ غزو أوكرانيا معظم الخبراء، ويتساءل بعضهم إن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر في أن يهاجم مناطق أخرى سابقة في الاتحاد السوفياتي مثل دول البلطيق.

وأفاد الجنرال الفرنسي إيفان جوريو من "قوة الرد السريع"، بأن هذه التمارين "تسمح لنا بإتقان تدريبنا، وإظهار وحدتنا ورغبتنا في العمل معاً في بيئات قاسية، يمكن أن تكون بيئات موجودة أكثر شرقاً". وشدد على أن "للتمرين أهمية بالغة في السياق الحالي".

وتشارك فرنسا بنحو 3300 عسكري تحت غطاء مزدوج، بمفردها عبر حاملة المروحيات البرمائية "ديكسمود" التي تنقل عسكريين ومعدات، وكذلك ضمن قوة الرد السريع التابعة للحلف الأطلسي التي تقودها باريس هذا العام.

فيما غادر قسم آخر من هذه القوة إلى رومانيا كجزء من تعزيز الحلف الأطلسي لجناحه الشرقي.

وتراجع عدد المشاركين في "كولد ريسبونس 2022" عما كان مخططاً سابقاً، إذ أعلن في البداية عن مشاركة نحو 40 ألف عسكري، لكن كورونا وحالة الطوارئ الجيوسياسية أعادت خلط الأوراق.

بذلك، تم إبقاء حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان"، والقطع البحرية المرافقة لها في بحر إيجه، على مسافة غير بعيدة من أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات