العقوبات الغربية تهدد طموحات روسيا في غاز القطب الشمالي

time reading iconدقائق القراءة - 6
عامل روسي يفحص الصمامات في منشأة غازبروم الروسية قرب بلدة كاسموف جنوبي موسكو - REUTERS
عامل روسي يفحص الصمامات في منشأة غازبروم الروسية قرب بلدة كاسموف جنوبي موسكو - REUTERS
دبي-الشرق

تشكل العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا بسبب غزو أوكرانيا، تهديداً لطموحاتها المتعلقة بالغاز في منطقة القطب الشمالي، إذ تهدد عمليات تسليم السفن اللازمة لنقل الوقود من مواقع المشاريع الضخمة في القطب الشمالي المتجمد.

ووفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن الآمال الروسية المتعلقة بزيادة حجم الصادرات من بعض أغنى حقول الغاز على وجه الأرض مُعرضة للخطر، إذ تهدف موسكو إلى بدء شحن البضائع على مدار العام على طول "الطريق البحري الشمالي"، الذي يربط شرق آسيا بأوروبا عبر مضيق "بيرنج" بين روسيا وألاسكا، خلال العامين المقبلين.

ويعتمد بناء أسطول روسيا من كاسحات الجليد الحديثة على شركات مثل تلك المختصة ببناء السفن الكورية، والمهندسين البحريين الأميركيين والفنلنديين، فضلاً عن شركات فرنسية غير معروفة تحتكر التكنولوجيا الضرورية لنقل الغاز الطبيعي المُسال.

ومع وضع الشركاء والعملاء الروس لأحواض السفن الدولية على قوائم العقوبات وقرار الاتحاد الأوروبي بحظر تصدير السفن أو الأنظمة والمعدات البحرية إلى روسيا، أصبحت طلبات الشراء "موضع شك".

وقال مدير قطاع الغاز العالمي بشركة "لويدز ريجستر"، بانايوتيس ميترو للصحيفة: "لا نعرف في ظل هذه الظروف كيف يُمكن أن تُحرز المشاريع المتعلقة ببناء السفن تقدماً. يبدو أن جميع الجوانب محكوم عليها بالفشل".

وأصبحت المنطقة، التي تقع في ظروف طبيعية استثنائية، منذ بدء عصر النفط منطقة جذابة بالنسبة لاستكشافات الموارد الطبيعية.  

وتتضمن المشاريع الروسية في القطب الشمالي"يامال" للغاز الطبيعي المُسال في شمال غربي سيبيريا، والذي شكل 5% من صادرات الغاز الطبيعية المُسال العالمية في العام 2020، ومشروع الغاز الطبيعي "المسال-2" في القطب الشمالي الذي تبلغ كلفته نحو 23 مليار دولار، ومن المُقرر أن يُصدّر أولى شحناته في العام 2023، ومشروع "سخالين-2" للتنقيب عن النفط والغاز في أقصى شرق روسيا.

شركات مؤيدة ومعارضة 

وبحسب شركة السمسرة البحرية "سمبسون سبينس يونج"، فإن 3 من كبرى الشركات الكورية الجنوبية المختصة في بناء السفن أعلنت عن امتثالها إلى العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا وكانت تعمل على بناء 35 سفينة ناقلة غاز طبيعي مُسال.

كما تُنفذ شركتا "سامسونج للصناعات الثقيلة" و"هيونداي للصناعات الثقيلة" مشاريع مشتركة مع حوض بناء السفن "زفيزدا"، الذي يقع في مدينة فلاديفوستوك الروسية ويُسيطر عليه اتحاد يضم شركات مملوكة للدولة بقيادة شركة "روسنفت" التي تستهدفها العقوبات.

وتلقت شركة "دايو" لبناء السفن والهندسة البحرية طلبات من عملاء روس لبناء 3 ناقلات للغاز الطبيعي المُسال بقيمة 1.6 مليار دولار.

وأشارت الشركات الثلاث إلى أنها تنوي "الوفاء" بالعقود الروسية بشكل طبيعي، وأنها تستعد لمواجهة مشكلات محتملة تتعلق بتكاليف طلبات الشراء الحالية.

من جهته، قال مدير في إحدى شركات بناء السفن الكورية إن الدول في أوروبا "مستمرة في استيراد النفط والغاز من روسيا، فلماذا يجب أن نوقف مشاريعنا المشتركة الحالية مع روسيا؟".

وقال مسؤول تنفيذي ومُورد أوروبي رئيسي لأحواض بناء السُفن الكورية إن شركته "ستتوقف عن تقديم المنتجات للسفن الروسية، لأن ذلك سيمثل انتهاكاً للعقوبات المفروضة على العملاء من الأفراد أو القطاع".

وأضاف: "الوضع واضح للغاية، التكنولوجيا المستخدمة في السفن المُخصصة للاستخدام الروسي تُعد منتجاً خاضعاً للعقوبة، ولذلك، يستحيل عملياً العمل على هذه المشاريع".

وأوضح المسؤول أن أحواض بناء السفن والموردين الكوريين قد يطلبون إعفاءات من العقوبات للمشاريع التي أحرزت تقدماً كبيراً، لأن بناء السفن من دون التكنولوجيا الخاصة بها "سيكون صعباً للغاية".

الصين.. منافس محتمل

وقال أحد كبار المسؤولين في الحكومة الكورية إنه على الرغم من أن تلقي طلبات روسية جديدة لبناء السفن المُخصصة، فإن ذلك "ليس مرجحاً" ما دامت الحرب في أوكرانيا مستمرة، إلا أن ثمة مخاوف في سيول من أن تقوم الشركات المنافسة الصينية بـ"ملء الفراغ" في حال إلغاء الطلبات الحالية.

وأوضح محللون في قطاع الشحن البحري أن شركات بناء السفن الصينية، التي تأتي في مقدمتها شركة "هودونج زونجوا"، قادرة على بناء 8 ناقلات للغاز الطبيعي المُسال كحد أقصى سنوياً، وأن الصين "لم تبن" الناقلات الكبيرة القادرة على عبور المسارات الجليدية القاسية من قبل.

وربما يقع مصير الطلبات على عاتق شركة "غاز ترناسبورت وتيكنجاز" الفرنسية، المُورد الوحيد في العالم للصهاريج البحرية لنقل الغاز الطبيعي المُسال التي يُخزن فيها الوقود بأمان وبكميات كبيرة في درجة حرارة 163 درجة مئوية تحت الصفر.

وتتمسك "غاز ترناسبورت وتيكنيجاز"، المُدرجة في بورصة باريس وتبلغ إيراداتها السنوية 315 مليون يورو، بأنشطتها مع روسيا، في وقت تقيم فيه موقفها من الامتثال إلى العقوبات المفروضة على روسيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات