رينات أحمدوف.. أثرى أثرياء أوكرانيا يعود لصدّ الغزو الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الملياردير الأوكراني رينات أحمدوف - Twitter/@ZoryaLondonsk
الملياردير الأوكراني رينات أحمدوف - Twitter/@ZoryaLondonsk
دبي- الشرق

أعلن أثرى أثرياء أوكرانيا رينات أحمدوف، عودته إلى بلاده، بعدما نحّى خلافاته مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مشيراً إلى أنه والأخير باتا في القارب ذاته لمواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً لوكالة "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى أن التوتر في العلاقات بين الرجلين بلغ ذروته الأسابيع الماضية، بعدما انتقد زيلينسكي أوليجارشيّي أوكرانيا نتيجة فرارهم قبل الغزو الروسي الوشيك.

وينصبّ تركيز الرجلين على مدينة ماريوبل، التي تضمّ مصنعين للصلب مملوكين للشركة التابعة لأحمدوف، "سيستم كابيتال ماناجمنت" System Capital Management، حيث أدت الهجمات الروسية على المدينة إلى حصار نحو 170 ألف مدني من سكانها، من دون طعام ومياه جارية.

وقال أحمدوف: "إنهم يموتون (الأوكرانيون) من العطش والبرد.. هذه إبادة جماعية. الأمر أكثر فظاعة، ولا نستطيع مساعدة ماريوبل ولا إجلاء الناس، لأن القوات الروسية تواصل قصف قوافل المساعدات وتعطيلها"، وفقاً لـ"بلومبرغ".

رواتب للموظفين

ورفض أحمدوف (55 عاماً) الكشف عن مكان وجوده في أوكرانيا، مشيراً إلى مخاوف مرتبطة بسلامته.

وأضاف أنه لن يغادر البلاد، وسيحاول المساعدة مالياً وفي القتال، علماً أن ثروته الصافية، البالغة 6 مليارات دولار، تقلّصت بأكثر من 45% عمّا كانت عليه قبل اندلاع الحرب، بحسب "مؤشر بلومبرغ للمليارديرات".

وتابع أحمدوف: "رغم وقف العمل (في المصانع)، الشركة ما زالت تدفع رواتب كاملة للذين أُرغموا على الفرار من منازلهم. يذكر أن مصنعا الصلب لأحمدوف في ماريوبل، لديهما أكثر من 40 ألف شخص.

وتساهم أعمال "سيستم كابيتال ماناجمنت"، التي تؤمّن الكهرباء والطاقة في كل أنحاء البلاد، ومؤسّسته في عمليات الإجلاء ومساعدة الجيش الأوكراني.

ورأت "بلومبرغ" في ذلك نأياً حاداً لأحمدوف عن موقفه خلال معظم العقد الماضي، عندما كان يتجنّب غالباً التعليق أو اتخاذ موقف بشأن التوتر المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا.

وقال أحمدوف إن "مجموعة كابيتال ماناجمنت سترفع بالتأكيد دعوى ضد روسيا، مطالبةً بتعويض كل الأضرار التي سبّبها عدوانها العسكري"، في الوقت المناسب.

وأضاف: "أثق بأن أوكرانيا ستطالب بتعويضات، وتتلقاها بالكامل. تتركّز كل جهودنا (الآن) على الأمر الوحيد المهم، لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في هذه الحرب، ومساعدة الأوكرانيين على البقاء، وتخفيف آلامهم ومعاناتهم".

شخصية مثيرة للجدل

وذكرت "بلومبرغ" أن أحمدوف لا يزال شخصية مثيرة للجدل في أوكرانيا، نتيجة تقربه ممن يكونوا في السلطة.

وتركّزت محاولات أثرى أوكراني التجارية المبكرة في تسعينات القرن العشرين، بمدينته دونيتسك شرق البلاد. ثم وسّع أعماله في المنطقة واشترى أصولاً صناعية، خلال موجة الخصخصة.

في عام 2004، اشترى شركة للصلب في مقابل 800 مليون دولار، مع الملياردير فيكتور بينشوك، صهر الرئيس آنذاك ليونيد كوتشما.

في العام التالي، أعادت أوكرانيا بيع الشركة مقابل 4.8 مليار دولار، بعدما أثارت محاولات كوتشما لنقل السلطة إلى حليفه فيكتور يانوكوفيتش، احتجاجات واسعة عُرفت بـ"الثورة البرتقالية". وفشلت مساعي كوتشما، وانتُخب منافسه فيكتور يوتشينكو رئيساً.

بعد عقد، عندما أطاح متظاهرون مؤيّدون لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، الحكومة التي دعمها أحمدوف، وشنّت روسيا حرباً بالوكالة في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك، تجنّب أحمدوف انتقاد الكرملين بشكل مباشر، علماً أن الانفصاليين الموالين لموسكو أمّموا بعض أصوله هناك.

أوليجارش أوكرانيا

وأصدرت حكومة زيلينسكي قانوناً أخيراً، يرغم المليارديرات على تفريغ الأصول التي تؤهلهم ليكونوا أوليجارشيين، وبينهم أحمدوف، الأوكراني الوحيد في لائحة أثرى 500 شخص في العالم.

وتشمل استثمارات "كابيتال ماناجمنت" مصارف وقطاع الطاقة والاتصالات، إضافة إلى مصنعَي الصلب الضخمين في ماريوبل.

كذلك يمتلك أحمدوف نادي شاختار دونيتسك لكرة القدم، إضافة إلى شركة الطاقة DTEK، التي اشتبه محققو مكافحة الكسب غير المشروع في تلاعبها بأسعار الطاقة عامَي 2016 و2017. لكن أحمدوف نفى ارتكابه أي مخالفة.

"أوكرانيا حرة"

ولدى الشركة القابضة التي يمتلكها أحمدوف، استثمارات في أكثر من 450 مؤسّسة. ويعمل Metinvest، أضخم مصنع للصلب في أوكرانيا، بأقلّ من نصف طاقته، ممّا يفاقم من اضطراب سوق السلع الأوروبية.

لكن كل تلك الشركات سدّدت حتى الآن، مدفوعات الديون في الوقت المحدد وبالكامل، وفق "بلومبرغ".

وتعهدت Metinvest بشراء دروع بقيمة 330 مليون هريفنيا (11.2 مليون دولار) للقوات الأوكرانية، بينما قدّم شاختار دونيتسك ملابس للجنود.

وتؤمّن DTEK كهرباء مجانية لمرافق طبية وعسكرية، كما تجلي موظفين وأسرهم من مناطق متضررة من الهجمات الروسية.

وأعرب أحمدوف عن أمله بنجاح زيلينسكي في إنهاء الحرب، مؤكداً أن لا خلافات شخصية بينهما. وقال إن الرئيس "يُظهر شغفاً حقيقياً ومهنية في تنفيذ واجبه الدستوري، للدفاع عن أوكرانيا وسيادتها واستعادة وحدة أراضيها". وتابع: "هدفنا المشترك هو أوكرانيا حرة ومستقلة وموحّدة وديمقراطية وأوروبية".

شاهد أيضاً:

تصنيفات