رسائل لنجل ترمب تكشف محاولات لإلغاء نتيجة الانتخابات الأميركية 2020

time reading iconدقائق القراءة - 9
دونالد ترمب جونيور خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في واشنطن - 24 أغسطس 2020 - Bloomberg
دونالد ترمب جونيور خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في واشنطن - 24 أغسطس 2020 - Bloomberg
دبي- الشرق

أرسل دونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، رسالة نصية إلى أبرز موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، بعد يومين من انتخابات الرئاسة في عام 2020، تحدّد استراتيجيات لإلغاء النتيجة إذا خسر والده السباق أمام جو بايدن، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن"، الجمعة.

الرسالة النصية التي وُجّهت في 5 نوفمبر تحدّد استراتيجية مشابهة تقريباً لما حاول حلفاء الرئيس السابق تنفيذه في الأشهر التالية. ويشير ترمب جونيور بشكل خاص إلى رفع دعاوى قضائية والمطالبة بإعادة فرز أصوات لمنع ولايات متأرجحة من المصادقة على نتائجها. وإذا فشل ذلك، يمكن للمشرّعين الجمهوريين في الكونجرس التصويت بإعادة تنصيب ترمب رئيساً، في 6 يناير، بحسب نجله البكر.

ووَرَدَ في الرسالة: "لدينا سيطرة تشغيلية ونفوذ تام" لضمان نيل ترمب ولاية ثانية، مع تمتع الجمهوريين بأغلبية في مجلس الشيوخ والمجالس التشريعية في الولايات المتأرجحة. وأضافت الرسالة أن ترمب "يجب أن يبدأ الولاية الثانية الآن".

"مسارات نتحكّم بها"

وأشارت "سي إن إن" إلى أن الرسالة هي من السجلات التي حصلت عليها لجنة في مجلس النواب تحقق في أحداث 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصار للرئيس السابق مبنى الكابيتول لمنع المشرّعين من المصادقة على انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة. واستجوبت اللجنة، الأسبوع الماضي، ابنة الرئيس السابق إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر اللذين عملا كمستشارين للرئيس الأميركي السابق.

وكتب ترمب جونيور إلى ميدوز: "الأمر بسيط جداً.. لدينا مسارات متعددة نتحكّم بها كلها". وقبل الرسالة التي تصف مسارات متعددة للطعن في نتيجة الانتخابات، وجّه ترمب جونيور رسالة نصية إلى ميدوز، ورد فيها: "هذا ما علينا فعله، يُرجى قراءته وتوزيعه على كل مَن يجب أن يراه لأنني لست متأكداً من أننا سنفعل ذلك".

وسلّم محامي ترمب جونيور، آلان فوترفاس، "سي إن إن" بياناً ورد فيه: "بعد الانتخابات، تلقى دون (نجل ترمب) رسائل كثيرة من مؤيدين وآخرين. ونظراً إلى الموعد، يُحتمل أن تكون هذه الرسالة صادرة عن شخص آخر وأُعيد توجيهها".

قلب نتيجة الانتخابات

وتوضح الرسالة النصية لترمب جونيور كيف أن مقرّبين من الرئيس السابق كانوا يتبادلون أفكاراً بشأن كيفية قلب نتيجة الانتخابات، قبل أشهر من أحداث 6 يناير، وقبل فرز كل الأصوات، علماً أن وسائل إعلام أعلنت فوز بايدن في 7 نوفمبر، بحسب "سي إن إن".

في 28 مارس الماضي، اعتبر القاضي الفيدرالي في كاليفورنيا ديفيد كارتر أن ترمب والمحامي المحافظ جون إيستمان أطلقا حملة "تُعَد سابقة" لقلب نتيجة انتخابات ديمقراطية، واصفاً الأمر بأنه "انقلاب يبحث عن نظرية قانونية".

وفي الأسابيع التي تلت انتخابات 2020، أقام ترمب وحلفاؤه أكثر من 60 دعوى قضائية فاشلة في ولايات أساسية، وفشلوا في إقناع محاكم بصحة مزاعمه بشأن تزوير الاقتراع، أو الكشف عن أي دليل يثبت هذا التزوير.

ودعا هؤلاء أيضاً إلى إعادة فرز للأصوات، استناداً إلى مزاعم تزوير. وأجرت ولايات إعادة فرز للأصوات في الأشهر التي تلت الانتخابات، رغم أن أياً منها لم يكشف عن تزوير ضخم بما يكفي لتغيير نتيجة التصويت في أي ولاية، وفق الشبكة.

ناخبون مزيفون

ترمب جونيور عرض استراتيجية لإحلال ناخبين جمهوريين مزيفين مكان ناخبين حقيقيين، في عدد ضئيل من الولايات. ونفّذ حلفاء الرئيس السابق هذه الخطة في نهاية المطاف، وأشرف عليها محاميه آنذاك رودي جولياني.

في رسالته إلى ميدوز، حدّد ترمب جونيور موعدين أساسيين في ديسمبر يعتبران مواعيد نهائية كي تصادق الولايات على نتائج الانتخابات فيها، ودفع الكونجرس إلى قبولها. ورغم أن هذه التواريخ احتفالية إلى حد كبير، يبدو أن ترمب جونيور يشير إليها بوصفها نقاط ضعف محتملة، يمكن استغلالها من خلال التشكيك في شرعية نتائج الانتخابات، بحسب "سي إن إن".

وإذا لم ينجح مسؤولو الولايات في المصادقة على النتائج، يدعو ترمب جونيور في رسالته إلى ميدوز للدفع باتجاه "تدخل" المجالس التشريعية التي يسيطر عليها الجمهوريون، وتقديم قوائم منفصلة بـ"ناخبي ترمب"، معدداً ولايات بنسلفانيا وويسكونسن وميشيجان وكارولاينا الشمالية.

ووجّه ترمب جونيور رسائل نصية إلى ميدوز، تفيد بإمكان أن يتدخل الكونجرس في 6 يناير ويقلب إرادة الناخبين، إذا لم يتمكّن لسبب ما من تأمين أصوات انتخابية كافية لترجيح النتيجة لمصلحة الرئيس السابق.

ويتضمن هذا الخيار، بحسب ترمب جونيور، سيناريو لا ينال فيه بايدن ولا ترمب أصواتاً انتخابية كافية لإعلان فوزهما، مما يدفع مجلس النواب للتصويت بواسطة وفد حزبي لكل ولاية تحصل على صوت واحد.

وكتب نجل الرئيس السابق: "الجمهوريون يسيطرون على 28 ولاية، والديمقراطيون على 22 ولاية. ترمب يفوز مرة أخرى. إما أن يكون لدينا تصويت نتحكم فيه ونفوز به، وإما يُطرح على الكونجرس في 6 يناير 2021".

عزل مدير "إف بي آي"

وحضّ ترمب جونيور ميدوز على عزل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" كريستوفر راي، ومستشار البيت الأبيض في ملف فيروس كورونا المستجد أنتوني فاوتشي، وتعيين ريتشارد جرينيل، القائم السابق بأعمال مدير الاستخبارات القومية، رئيساً مؤقتاً للمكتب، إضافة إلى دفع وزير العدل آنذاك بيل بار لتعيين "مدعٍ خاص" يتابع ملفات "إجرامية" خاصة بعائلة بايدن.

وذكرت "سي إن إن" أن ترمب وحلفاءه انتقدوا راي بشدة بعد امتناعه عن تقديم معلومات زعموا أنها ستمسّ بأعداء سياسيين للرئيس، من بينهم بايدن، علماً أن احتمال إقالة راي بقي مسلطاً طيلة أسابيع قبل انتخابات 2020.

ولا يزال راي في منصبه، فيما استقال بار في منتصف ديسمبر 2020، من دون تسمية مدعٍ خاص للتحقيق في ملفات تمسّ عائلة بايدن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات