بوتين: إنهاء فنلندا حيادها العسكري سيكون "خطأ"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في الكرملين، موسكو- 29 أكتوبر 2021 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقي الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في الكرملين، موسكو- 29 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرقرويترز

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفنلندي سولي نينيستو، أن إنهاء الحياد العسكري لفنلندا سيكون "خطأ". فيما نبّهت الخارجية الروسية أن موسكو ستتخذ التدابير الاحترازية المناسبة إذا نشر الحلف بنية تحتية وقوات نووية قرب حدود روسيا.

وجاء في بيان صادر عن الكرملين: "شدد فلاديمير بوتين على أن إنهاء السياسة التقليدية للحياد العسكري سيكون خطأ، حيث لا يوجد تهديد لأمن فنلندا". 

ويتوقع الأحد الإعلان عن ترشيح هلسنكي لعضوية الناتو، الأمر الذي يثير استياء موسكو.

ورأى الكرملين في بيانه أن "مثل هذا التغيير في التوجه السياسي للبلاد يمكن أن يكون له تأثير سلبي في العلاقات الروسية الفنلندية التي تطورت خلال سنوات بروح حسن الجوار والتعاون بين شركاء، ما يعود بالفائدة على الطرفين". 

وناقش الزعيمان أيضاً الوضع في أوكرانيا التي غزتها روسيا في 24 فبراير. وأبلغ بوتين نظيره الفنلندي عن "وضع المحادثات الروسية الأوكرانية التي علّقتها كييف عملياً، وهي لا تبدي أي اهتمام بشأن إجراء حوار بناء وجاد"، بحسب بيان الكرملين.

رد فعل سياسي

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو السبت، إن تغيير موقف فنلندا والسويد بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) "لا يمكن أن يبقى بدون رد فعل سياسي"، ونبّه أن موسكو ستتخذ التدابير الاحترازية المناسبة إذا نشر الحلف بنية تحتية وقوات نووية قرب حدود روسيا.

وتوالت ردود الفعل بشأن الخطوة المنتظرة من الدولتين الواقعتين في شمال أوروبا، إذ قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، في مكالمة هاتفية مع زعيمي السويد وفنلندا، إنه يؤيد سياسة "الباب المفتوح" لحلف شمال الأطلسي، وحق البلدين في "تحديد مستقبلهما وسياستهما الخارجية والأمنية".

إلا أن وزارة الدفاع الأميركية قالت الجمعة، إن واشنطن تعمل على استيضاح تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرافضة لانضمام البلدين، مشددة على أن "وضع أنقرة في حلف شمال الأطلسي لم يتغير بسبب هذه التصريحات".

وقال أردوغان في وقت سابق الجمعة، إنه من غير الممكن تأييد خطط السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف نظراً لأن الدولتين "توجد بهما منظمات إرهابية كثيرة"، في إشارة إلى عناصر من حزب العمال الكردستاني الذي تُصنفه تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "منظمة إرهابية".

عسكرة الشمال

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو السبت، أن القرار بشأن رد الفعل الروسي في حالة انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو لن يتم اتخاذه على أساس المشاعر، وسيتبع ذلك تحليل شامل، حسب ما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأشار جروشكو إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن نشر روسيا أسلحة نووية في منطقة البلطيق، لكنه شدد على أن موسكو ستتخذ التدابير الاحترازية المناسبة إذا نشر الناتو بنية تحتية وقوات نووية قرب حدود روسيا، بحسب وكالة الإعلام الروسية.

وأضاف نائب وزير الخارجية أن روسيا ليست لديها "نوايا عدوانية تجاه السويد وفنلندا"، غير أنه قال إن انضمام البلدين للناتو "لا يخدم مصالحهما وسيؤدي لعسكرة الشمال"، على حد وصفه.

رغبة شعبية

وتسعى دولتا الشمال الأوروبي فنلندا والسويد لردع أي اعتداء محتمل من روسيا التي غزت أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وهددت كلتيهما بعواقب إذا انضمتا إلى حلف شمال الأطلسي.

وأدّى الهجوم الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً بأنه "كان أمراً حتمياً"، إلى تغيير الرأي العام في الدولتين بشكل مفاجئ لمصلحة تفضيل الانضمام.

ومع اندلاع الحرب، تحرك بنشاط صانعو السياسة الفنلنديون بعد أن لاحظوا تغيّراً هائلاً في آراء الشعب بدعوى "عدم احترام روسيا لسيادة جيرانها".

وشرعوا في جولة دبلوماسية سريعة، وزاروا حلفاء الناتو بداية بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى المستشار الألماني أولاف شولتز لحشد الدعم لطلب الانضمام، وأقنعوا السويد بهدوء، للتأكد من أن أكبر دولة في الشمال ستقدم على الخطوة.

ويهدف البلدان من وراء الانضمام إلى حلف الناتو إلى الردع، ويراهن كلاهما على مظلته الأمنية الجماعية، حيث يصبح الهجوم على عضو واحد بمنزلة هجوم على الجميع، ما يتطلب من الحلفاء الرد، بحسب "بلومبرغ".

تحوّل سياسي

ويعيش سكان فنلندا في ظل القوة العسكرية لجارتها الشرقية (روسيا)، ويدافع سكانها البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة عن حدود يبلغ طولها 1300 كيلومتر (800 ميل).

وتركت حربان ضد الاتحاد السوفييتي في القرن العشرين، والبقاء أكثر من 100 عام كجزء من الإمبراطورية الروسية، وعدد لا يحصى من المواجهات الدموية في القرون السابقة، بصماتها على الفنلنديين الواقعيين الذين أصبحوا مدججين بالسلاح، ومستعدين للغاية لمواجهة العدوان المحتمل.

أما السويد التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، فعانت من التخلي عن سياستها التي تتبعها منذ أمد طويل، والمتمثلة في عدم الانحياز العسكري، التي أعقبت عقوداً من الحياد خلال الحرب الباردة وما قبل الحربين العالميتين. 

ومع ذلك، كان اتجاهها الأخير واضحاً، فمنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، زادت السويد تدريجياً إنفاقها العسكري لتعويض النقص السابق، وسعت إلى تعاون أوثق مع الناتو.

وأفاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في السويد الاثنين، بأنه سيعلن موقفه حيال عضوية الناتو في 15 مايو الجاري. وسيوفر تأييده للخطوة غالبية برلمانية واضحة لتقديم الطلب.

وتصف موسكو تحركاتها منذ 24 فبراير بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها ممن تصفهم بـ"النازيين ومن القومية المعادية لروسيا التي ترى أن الغرب يغذيها"، فيما تقول أوكرانيا والغرب إن روسيا شنّت غزواً غير مبرر.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات