هاريس على رأس وفد في أبوظبي تجدد التزام واشنطن تجاه المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصعد إلى طائرته في باريس متوجهاً إلى أبوظبي لتقديم واجب العزاء في الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ خليفة بن زايد - 15 مايو 2022 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصعد إلى طائرته في باريس متوجهاً إلى أبوظبي لتقديم واجب العزاء في الرئيس الإماراتي الراحل الشيخ خليفة بن زايد - 15 مايو 2022 - AFP
أبوظبي - رويترز

أوفد الرئيس الأميركي جو بايدن، ثلّة من أبرز نجوم السياسة الأميركية إلى الإمارات الاثنين، لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيسها الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في محاولة وصفتها وكالة "رويترز" بأنها تدخل في إطار "تكثيف الجهود من أجل إصلاح العلاقات المتوترة".

وجددت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس، الاثنين، تأكيد التزام بلادها المشترك مع الإمارات بالأمن والازدهار في المنطقة، مشيرة إلى حجم الاستفادة التي عادت على شعبها جراء العلاقات بين البلدين.

ونقل البيت الأبيض عن هاريس قولها في بيان: "أقود الوفد الرئاسي نيابة عن الرئيس والشعب الأميركيين وإدارتنا، لتقديم التعازي للإمارات الصديقة والشريكة وتهنئة الرئيس الجديد". وأضافت هاريس أن الوفد جاء إلى الإمارات أيضاً لبحث "قوة الشراكة والصداقة.. والتزامنا مستقبلاً بمواصلة العمل على تقوية هذه العلاقة".

وفد رفيع

وأشارت "رويترز" إلى أن "رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع حكام دول الخليج، اكتسبت أهمية جديدة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، الذي ألقى الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين مع تطلع أوروبا لخفض اعتمادها على امدادات الطاقة الروسية".

ويتوافد زعماء العالم منذ أيام على دولة الإمارات، لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتهنئة الرئيس الجديد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وجمع الوفد الأميركي الذي ترأسه نائبة الرئيس كامالا هاريس، معظم مساعدي بايدن لشؤون الأمن القومي، إذ يضم الوفد: وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية، وشون ميرفي القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي.

وضم فريق الأمن القومي: فيليب جوردون، مساعد الرئيس ومستشار الأمن القومي لنائب الرئيس. وبريت ماكجورك، نائب مساعد الرئيس والمنسق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي. وباربرا ليف، المساعد الخاص للرئيس والمدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي.

"أهمية الشراكة"

وقال مسؤول أميركي كبير على متن الطائرة التي أقلت نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى أبوظبي، إن هاريس ترى أنه "كان من المهم أن تسافر إلى أبوظبي لتقديم واجب العزاء شخصياً لإظهار دعم الرئيس جو بايدن والإدارة الأميركية والشعب الأميركي في هذه اللحظة للإمارات".

وذكّر المسؤول الأميركي بأن "الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كان صديقاً للولايات المتحدة". ورأى أن "هذا الوفد يكرم إرثه ويشير بثقة إلى مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات".

وأشار  إلى أن الوفد "سيقدم أيضاً التهنئة للشيخ محمد بن زايد على انتخابه رئيساً للإمارات ويؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها الإدارة الأميركية للشراكة مع الإمارات، وهو ما تعكسه تركيبته المتنوعة".

"إصلاح العلاقات"

ونقلت "رويترز" عن الخبير السياسي لدى "معهد بروكينجز"  عمر تاشبينار، قوله إن زيارة الوفد الأميركي "تشكّل اندفاعة كبيرة من جانب إدارة بايدن لإصلاح العلاقات"، فيما قال مسؤولون أميركيون بارزون للوكالة إن تشكيلة الوفد "تعكس رغبة واشنطن في إظهار التزامها تجاه المنطقة".

وأشاروا إلى أن هاريس "ستؤكد عزم الولايات المتحدة تعميق العلاقات مع المنطقة في مجالات تتراوح من الأمن والمناخ إلى الطاقة والتجارة".

معالجة الاستياء الإماراتي

وكالة "رويترز" اعتبرت أن "الشرق الأوسط لم يكن يحظى بأولوية لدى إدارة بايدن، التي انصب اهتمامها الأساسي على معالجة التحدي الصيني"، لافتة إلى أنه "منذ فبراير تهيمن الحرب الأوكرانية على جدول أعمال السياسة الخارجية الأميركية".

وقال تاشبينار للوكالة إن "هناك محاولة لإعادة الأمور إلى مسارها بعد استياء الإمارات من الولايات المتحدة بسبب غياب زيارات رفيعة المستوى في أعقاب هجمات الحوثيين".

ورأت "رويترز" أن الاستياء الإماراتي يعود بالتحديد إلى "ما اعتبروه غياباً لدعم أميركي قوي في أعقاب هجمات صاروخية في يناير نفذتها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على أبوظبي".

وذكّرت الوكالة بتصريح للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، الذي قال في مارس الماضي، إن "العلاقات بين البلدين تتعرض لضغوط".

وسبق أن ذكرت "رويترز" أن "بايدن أغضب الشيخ محمد بن زايد بعدم اتصاله سريعاً بعد الهجمات التي تعرضت لها أبوظبي، وعدم استجابته بشكل أقوى بما في ذلك إعادة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية".

وقال مصدر وصفته الوكالة بأنه "مقرب من أسلوب التفكير الإماراتي" لـ"رويترز": "يمثل تشكيل الوفد الأميركي وحجمه إشارة بالغة ستكون ذات مغزى لدى الشيخ محمد والقيادة الإماراتية".

وفي اجتماع مع الشيخ محمد في المغرب في مارس، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للزعيم الإماراتي التزام واشنطن تجاه المنطقة.

"تراجع الالتزام الأميركي"

وغضبت دول الخليج العربية بحسب "رويترز" من "تراجع الالتزام الأميركي بأمنها في مواجهة برنامج إيران الصاروخي وشبكتها من الوكلاء الإقليميين"، فيما أشارت الوكالة إلى أن "الإمارات تتواصل مع طهران من أجل احتواء التوتر". علماً أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وصل الاثنين إلى أبوظبي لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة، وتهنئة الشيخ محمد بن زايد بتوليه مقاليد الرئاسة.

وأضافت "رويترز" أن "السعودية والإمارات شعرتا كذلك بالاستياء من شروط وضعتها واشنطن على مبيعات السلاح الأميركي". وذكّرت بإعلان الإمارات في ديسمبر أنها ستعلق مفاوضات شراء طائرات إف-35 الأميركية المقاتلة بسبب شروط على المبيعات.

وتقول الإمارات إن الولايات المتحدة "ما زالت شريكاً استراتيجياً حتى مع تعميق أبوظبي علاقاتها بالصين وروسيا".

وقال مصدر إماراتي لـ"رويترز": "تم إحراز تقدم لكن يتعين بذل المزيد. الإمارات تريد علاقات أوثق ومحددة بوضوح أكبر مع الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات