أوكرانيا تتهم عناصر من "فاجنر" بارتكاب جرائم حرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
جندي روسي مشتبه بارتكابه انتهاكات لقوانين وأعراف الحرب داخل قفص خلال جلسة محكمة بكييف - 23 مايو 2022. - REUTERS
جندي روسي مشتبه بارتكابه انتهاكات لقوانين وأعراف الحرب داخل قفص خلال جلسة محكمة بكييف - 23 مايو 2022. - REUTERS
دبي -الشرق

أفاد تحقيق أجرته السلطات الأوكرانية، أن 3 عناصر من مجموعة "فاجنر" الروسية، يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، على خلفية اتهامهم بقتل مدنيين في قرية قرب كييف، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن "المرتزقة" الثلاث هم ضمن 8 رجال مطلوبين عن جرائم حرب مزعومة تشمل أعمال القتل والتعذيب، في قرية موتيجين الأوكرانية، ونشر ممثلو الإدعاء الأوكرانيون، الثلاثاء، أسمائهم وصورهم. 

ونقلت عن ممثلي الادعاء، أن 5 من المطلوبين هم جنود روس إلى جانب "مرتزق" يعمل لدى مجموعة "فاجنر" و2 من بيلاروسيا يعملون لحساب المجموعة نفسها.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الاتهام الذي طال البيلاروسيين الاثنين، يجعلهما "أول مرتزقة أجانب يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا".

وكانت "جارديان" قد نشرت في وقت سابق تقريراً عن تورط مزعوم للجنود الذين ذكرهم ممثلو الادعاء، الثلاثاء، في أعمال تعذيب وقتل منهجي لمدنيين في أوكرانيا بمن فيهم رئيسة مجلس القرية وزوجها وابنها.

وجود عناصر "فاجنر"

ولمحت تقارير أخيراً، إلى وجود عناصر لمجموعة "فاجنر" على الأرض في أوكرانيا، ولكن هذه هي التهم الأولى التي توجه رسمياً ضد العناصر المزعومين، بجانب أول اتهامات توجه إلى "مرتزقة غير روس".

وتأسست "فاجنر" في عام 2014، لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، ويتردد أنها ممولة من يفجيني بريجوزين، وهو رجل أعمال نافذ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وواجه عقوبات غربية.

من الشرق الأوسط

وبحسب الصحيفة، استخدمت روسيا مقاتلين مدفوعي الأجر لتعزيز قواتها منذ بداية الحرب.  

وقال مسؤول أوروبي الشهر الماضي إن التقديرات تشير إلى أن موسكو نشرت ما بين 10 آلاف و20 ألف عنصر من سوريا وليبيا وأماكن أخرى بينهم مقاتلو مجموعة "فاجنر"، في هجومها في منطقة دونباس الأوكرانية.

وقال ممثلو الادعاء الأوكرانيون إن سيرجي فلاديميروفيتش سازانوف (51 عاماً)، المولود في بلدة ريشيتسا في بيلاروسيا، كان واحداً من نحو 300 من عناصر فاجنر الذين شاركوا في هجوم في فبراير 2018 في محافظة دير الزور السورية.

واستشهدوا بمجموعة الأبحاث مفتوحة المصدر "InformNapalm"، وهي مبادرة تطوعية لإطلاع المواطنين الأوكرانيين والجمهور الأجنبي على الحرب الروسية الأوكرانية وأنشطة الخدمات الخاصة الروسية.

وتم التعرف على رجل آخر، هو ألكسندر ألكسندروفيتش ستوبنيتسكي (32 عاماً) وهو من مواليد أورشا في بيلاروسيا، كضابط اتصال لفصيلة الهجوم التابعة لسرية الاستطلاع والهجوم الأولى التابعة لمجموعة "فاجنر".

أما الرجل الثالث الذي تم تحديده على أنه عضو في "فاجنر"، وهو سيرجي سيرجيفيتش سازونوف، (33 عاماً)، وهو مولود في كالينينجراد الروسية ويزعم أنه سائق مركبة قيادة مجموعة "فاجنر".

وأكد دينيس كوروتكوف، الخبير المختص بمراقبة "فاجنر"، أن اثنين من المشتبه بهم كانا يعملان سابقاً لصالح الشركة.  

وقال كوروتكوف لصحيفة "جارديان": "سازونوف وستوبنيتسكي موجودان في ملفاتي"، وأشار إلى أنه من غير المعتاد أن يقاتل المواطنون البيلاروسيون مع تلك المجموعة، لأنهم قد يواجهون أحكاماً بالسجن بسبب ذلك.

وأضاف: "من المرجح أن (البيلاروسيين) سازونوف وستوبنيتسكي قاتلا في سوريا". مضيفاً أنهما ليس لديهما سمعة خاصة، و"أنهما فقط من جنود فاجنر العاديون".

لا احتجازات

ولا يوجد أي من المتهمين رهن الاحتجاز، ويعتقد ممثلو الادعاء أنهم ربما نقلوا منذ ذلك الحين إلى مواقع على الخطوط الأمامية في دونباس، حيث حشد بوتين معظم قواته المسلحة بعد انسحابها من المنطقة المحيطة بكييف.

وقال أوليه تكالينكو، وهو ممثل بارز للادعاء في منطقة كييف: "هناك احتمال أن هؤلاء الرجال ما زالوا يقاتلون في أوكرانيا، أو أنهم سيقتلون أثناء المعارك. ما زلنا نعمل على ذلك وسنفعل كل ما في وسعنا لاعتقالهم".

وأضاف أن التحقيق استند إلى أدلة فوتوغرافية ولقطات كاميرات مراقبة وتقارير عن مئات الناجين الذين أكدوا هويات من قاموا بتعذيبهم.

وبحسب "جارديان"، لم ينج سوى 3 رجال فقط من معسكر التعذيب في قرية موتيجين. وأشارت إلى أنه بعد قتل المدنيين، دفنهم الجنود في مقابر جماعية حول المعسكر.

وفي إحدى تلك المقابر، عثر المحققون على جثة أولجا بيتريفنا، رئيسة مجلس قرية موتيجين، مع زوجها وابنها. واختارت بيتريفنا البقاء في المدينة وتنسيق المساعدات والدفاع عن الأراضي عندما وصل الروس.

سجلات للأسرى   

وقال تكالينكو إن السلطات الأوكرانية حددت حتى الآن أكثر من 5 آلاف جندي روسي تم نشرهم شمال كييف. وأضاف: "نحتفظ بسجلات لجميع أسرى الحرب، ونعرف أي منهم ارتكب جرائم حرب".

وتشمل قائمة مجرمي الحرب المزعومين 15 جندياً روسياً آخرين متهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال ما وصفته "جارديان" بـ "الاحتلال الوحشي" الذي استمر شهراً للبلدات الواقعة شمال كييف.

آلاف الدعاوى

وقالت آنا نيستات من "مؤسسة كلوني للعدالة"، إن مكتب المدعي العام الأوكراني أشار إلى أنه يريد قيادة الجهد العام ضمن هذا الشأن، مع إظهار استعداده لقبول المساعدة من المجتمع الدولي.

وأضافت أن "ممثلي الإدعاء الأوكرانيين نشطون للغاية.. لقد فتحوا حتى الآن 11 ألف دعوى.. لأول مرة منذ عقود، في حالة نزاع، لدينا مدع عام وطني قادر على قيادة هذه التحقيقات".

وتابعت: "من الصواب تماماً أن أوكرانيا جعلت السعي لتحقيق العدالة على الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية أولوية، وأن ممثلي الادعاء الوطنيين يخاطرون بحياتهم لجمع الأدلة على جرائم الحرب حتى في المناطق التي لا تزال مهددة من قبل قوات العدو أو المليئة بالألغام".

وتقول "جارديان" إنه كان هناك اهتمام غير مسبوق بفتح دعاوى قضائية في هذا الشأن من قبل المدعين العامين الأجانب والمنظمات غير الحكومية بشأن الجرائم المرتكبة في أوكرانيا. وفتح أكثر من 10 من ممثلي الادعاء خارج أوكرانيا دعاوى تتعلق بجرائم حرب أو جرائم عدوان.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاتها بعد 4 أيام فقط من الغزو. وحكمت محكمة في كييف، الاثنين، على جندي روسي بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل مدني أوكراني، في أول حكم في محاكمة تتعلق بجرائم حرب منسوبة للجيش الروسي خلال غزوه لأوكرانيا.  

تصنيفات