
قالت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد في مقابلة مع "الشرق"، إن الولايات المتحدة تعارض العملية العسكرية التركية المتوقعة في شمال سوريا، وإنها كانت واضحة في ذلك، وشددت على أن واشنطن تعارض "أي أعمال من شأنها زيادة زعزعة استقرار هذه المنطقة".
وشددت جرينفيلد خلال الحوار الذي أُجري أثناء زيارتها لتركيا والتي شملت زيارة مركز لوجيستي أممي قرب الحدود التركية السورية، لدى سؤالها بشأن العملية العسكرية التركيةفي شمال سوريا: "لقد كنا واضحين للغاية في معارضتنا لذلك. نحن نعارض أي أعمال من شأنها زيادة زعزعة استقرار هذه المنطقة، وبالطبع أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى حدوث المزيد من عمليات النزوح، وربما زيادة عدد اللاجئين".
وتعتزم أنقرة شن عملية ضد القوات الكردية في شمال سوريا، في فصل جديد في نزاع يتكرر منذ 4 عقود، في خضم نقاش حول انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي تعارضه أنقرة بسبب دعم البلدين لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة "إرهابياً".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن نهاية مايو الماضي، أن بلاده ستنشئ قريباً مناطق آمنة على بعد 30 كيلومتراً خارج حدودها الجنوبية، لمكافحة ما وصفه بـ"التهديدات الإرهابية"، في إشارة إلى الجماعات المسلحة الكردية في شمال سوريا.
معبر باب الهوى
وفي السياق، قالت إن الولايات المتحدة مستعدة لبذل أي جهد ممكن للإبقاء على معبر "باب الهوى" مفتوحاً، وهو آخر المعابر الحدودية بين سوريا وتركيا، والذي يتم من خلاله نقل المساعدات للشمال السوري.
وقالت إن "روسيا تعلم أن ذلك يصب في مصلحتها، كما أنه من مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد، ألا يجوع أكثر من مليون شخص حتى الموت داخل الحدود السورية".
وأشارت إلى أنها ستعمل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لدعم تجديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
يذكر أن الآلية الأممية التي تبقي المعبر مفتوحاً يجري العمل بها منذ 10 يوليو 2014 وتنتهي في يوليو المقبل، ومن المنتظر أن يجرى تصويت عليها في مطلع يوليو، وتهدد موسكو بعرقلته عبر استخدام حق النقض "الفيتو".
وكانت روسيا أعلنت في 20 مايو على لسان نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، أنها لا ترى "سبباً لمواصلة هذه الآلية عبر الحدود" التي "تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها" بحسب ما ذكرت "فرانس برس".
وهددت موسكو العام الماضي بالتصويت ضد تمديد الآلية، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمساهمة في جهود إبقاء المعبر مفتوحاً.
ويسمح التفويض بإرسال مساعدات إنسانية من تركيا تتضمن أغذية وأدوية وأغطية ولقاحات كورونا، إلى سوريين بدون موافقة دمشق عبر نقطة العبور باب الهوى في شمال غرب سوريا.
ومنذ 2020، بقي معبر باب الهوى فقط مفتوحاً، وتم استبعاد ثلاثة معابر أخرى من نطاق القرار بسبب معارضة روسيا خاصة.
"ورقة مساومة"
وعن المخاوف من استخدام موسكو للورقة الأوكرانية للمساومة على تمديد الآلية، قالت جرينفيلد لـ"الشرق"، إن الأمرين ليسا متوازيين، وأن ترك الناس يتضورون جوعاً حتى الموت ليس ورقة للمساومة.
وأضافت: "لذلك نحن لا نساوي بين الأمرين، إنهما حالتان منفصلتان. هناك ظروف عصيبة في كلا الجانبين، ولكنها ليست ظروفاً تُستخدم كورقة مساومة من قبل أحد الجانبين".
وعما إذا كانت قد أجرت محادثات مع نظرائها الروس في مجلس الأمن بشأن المسألة، قالت "التقيت مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن لمناقشة هذه القضية. وبعد هذه الزيارة، سأعود إلى نيويورك وأتواصل مع جميع نظرائي في مجلس الأمن".
وقالت جرينفيلد إن الاحتياجات الإنسانية زادت عبر العام الماضي، وأن المواطنين بسوريا ينتابهم القلق بشأن استمرار الآلية.
وقالت إنه في حالة الموافقة على القرار في مجلس الأمن، فإن "هدفنا هو ضمان وصول المساعدات للناس والتخفيف من شعورهم بالإحباط".
إعادة اللاجئين إلى سوريا
وعن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التخطيط لإعادة مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، قالت: "على اللاجئين اتخاذ قرارتهم بأنفسهم ما إذا كانوا يريدون العودة أم لا، مشددة على أنه لا يمكن إجبارهم على العودة".
وأضافت أن اللاجئين خاضعون لحماية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بموجب اتفاقية جنيف، وقالت: "لا نشجع أي دولة على إعادة اللاجئين عبر الحدود إلى مناطق لا يشعرون فيها بالأمان. لا يُمكننا اتخاذ هذا القرار نيابة عنهم، وتركيا لا يمكنها اتخاذ هذا القرار نيابة عنهم".
اقرأ أيضاً: