قبل زيارة صربيا.. دول أوروبية تغلق أجواءها أمام طائرة لافروف

time reading iconدقائق القراءة - 5
أشخاص يلوحون بأعلام روسيا خلال احتجاجات مؤيدة لموسكو  في العاصمة الصربية بلجراد- 15 أبريل 2022 - REUTERS
أشخاص يلوحون بأعلام روسيا خلال احتجاجات مؤيدة لموسكو في العاصمة الصربية بلجراد- 15 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأحد، إن البلدان المحيطة بصربيا أغلقت الأجواء في وجه طائرة وزير الخارجية سيرجي لافروف التي كانت متجهة إلى صربيا.

وكان من المفترض أن يصل الوفد الروسي إلى العاصمة الصربية بلجراد لإجراء مفاوضات، وأغلق الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الناتو المجال الجوي". 

وقالت زاخاروفا، الجمعة، إن لافروف سيزور صربياً في الفترة من 6 إلى 7 يونيو، حيث من المتوقع أن تشهد الزيارة مناقشة قضايا التعاون السياسي والاقتصادي الثنائي، وتبادل وجهات النظر حول الوضع في منطقة البلقان، فضلاً عن القضايا الدولية الراهنة.

 وأوضحت صحيفة "فيشرن نوفوستي" الصربية، الأحد، أن بلغاريا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود أغلقت مجالها الجوي أمام طائرة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.

وبحسب ما أفادت وكالة "تاس" الروسية الرسمية، اعتبرت الصحيفة أن زيارة لافروف إلى صربيا، المقرر إجراؤها في 6 و7 يونيو الحالي "باتت تحت إشارة استفهام كبيرة"، بينما لا توجد بعد أي اتهامات لبلجراد بارتكاب خطأ في هذا الأمر.

ونقلت "تاس" عن مصادر في الدوائر الدبلوماسية الصربية أن "الصعوبات المرتبطة بتحليق طائرة لافروف تكمن في التحليق عبر دول غير صديقة".

وكانت رئيسة وزراء صربيا آنا برنابيتش قد وصفت الوضع مع زيارة لافروف إلى البلاد بأنه "بالغ الصعوبة"، مشيرةً إلى أن الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش "يعمل حالياً على زيارة لافروف، ولديه عدد من الاجتماعات مع ممثلين عن روسيا، والولايات المتحدة، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي".

وتقدّمت بلجراد بترشحها لدخول الاتحاد الأوروبي منذ 10 سنوات، إلا أنها تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الكرملين وترفض الالتزام بالعقوبات ضدّ موسكو على الرغم من أنها دانت العدوان الروسي على أوكرانيا في الأمم المتحدة.

بروكسل تدين صفقة صربيا وروسيا

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن فوتشيتش أن بلاده وقعت على تمديد اتفاقية الحصول على شحنات غاز روسي بأسعار مخفضة لمدة 3 سنوات.

وأضاف بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أنها "أفضل صفقة في أوروبا على الإطلاق".

وخلال مؤتمر صحافي متلفز قال الرئيس الصربي: "سيكون لدينا شتاء أكثر أمناً في إمدادات الغاز"، موضحاً أن الفاتورة الحالية "أقل 3 مرات تقريباً مما هي عليه في أي مكان بأوروبا، حيث ستكون هذا الشتاء أقل بعشر مرات إلى 12 مرة" وفق قوله.

في المقابل، دانت بروكسل الاتفاق النفطي بين روسيا وصربيا، معلنة أنها كانت تنتظر من الأخيرة ألا "تمعن في تعزيز علاقاتها بموسكو".

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو "يجب على الدول المرشحة، وصربيا من بينهم، مواءمة سياساتها المتعلقة بطرفٍ ثالث تدريجياً مع سياسات ومواقف الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الإجراءات التقييدية".

وتتبنى بلغراد الأهداف الأوروبية كأولوية، غير أنها تتجنب اتخاذ أي تدابير مناهضة لروسيا.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن صربيا تترقب زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي اعتبر خلال تصريحات لصحافيين صرب أن "روسيا متأكدة من أن بلجراد ستستمر باتخاذ خيارات ذكية".

"الأخ الأكبر"

ورداً على إدانة الاتحاد الأوروبي لمواقف بلادها، شددت رئيسة وزراء صربيا آنا برنابيتش في وقت سابق على أن "كل من يتهمنا بأننا لم نفرض عقوبات على روسيا بسبب صفقة الغاز عليه أن يخجل".

وأضافت: "عدم التزامنا بفرض عقوبات على روسيا أمر مبدئي".

وتحفظ بلجراد لروسيا عدم اعترافها بكوسوفو، التي كانت إحدى مقاطعاتها سابقاً، وتشدد على صلاتها التاريخية والثقافية بـ"الأخ الأكبر" الروس.

لكن صربيا في الواقع، لا تملك هامشاً كبيراً للمناورة، إذ إن العقد السابق لاستيراد الغاز الروسي، الذي كان بأسعار تفضيلية أيضاً، قد انتهى بدون أن يكون لدى بلجراد احتمالات أخرى قابلة للتطبيق في المستقبل القريب.

وفي العقود الأخيرة، منحت صربيا موسكو تدريجياً شبه احتكار تام لقطاع الطاقة، من خلال بناء خطوط أنابيب خاصة بالغاز الروسي وحده.

وفي عام 2008، عند إعلان كوسوفو استقلالها، باعت صربيا غالبية حصصها في شركتها الوطنية للنفط لشركة "غازبروم" الروسية العملاقة، وهو قرار يُنظر إليه على نطاقٍ واسع بأنه "الثمن الذي دفعته بلجراد مقابل حق النقض الذي استخدمته روسيا في الأمم المتحدة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات