قتال شوارع في شرق أوكرانيا.. وبوتين يستحضر "إنجازات" بطرس الأكبر

time reading iconدقائق القراءة - 10
جندي أوكراني فوق مدرعة على خط المواجهة بمدينة ليسيتشانسك شرقي أوكرانيا - 9 يونيو 2022 - AFP
جندي أوكراني فوق مدرعة على خط المواجهة بمدينة ليسيتشانسك شرقي أوكرانيا - 9 يونيو 2022 - AFP
كييف/ليسيتشانسك/دبي -الشرقأ ف برويترز

تواصل القتال في مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية بشرق أوكرانيا الخميس، من منزل لمنزل، تحت قصف مدفعي روسي عنيف هدد حياة الجنود من الطرفين بحسب ما ذكر قائد "كتيبة الحرية" في "الحرس الوطني" الأوكراني، فيما بدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يذكر بـ"إنجازات" القيصر بطرس الأكبر باني النهضة الروسية الحديثة.

وبينما يستعر القتال في المدينة التي اضطرت القوات الأوكرانية إلى التراجع عن بعض مواقعها فيها، طالبت أوكرانيا الغرب بمدها بأسلحة مدفعية ثقيلة بعيدة المدى، لتمكينها من استعادة السيطرة عليها بعدما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فيديو بثه مساء الأربعاء، أنها ستحدد مصير المعركة في إقليم دونباس التي تسعى روسيا إلى السيطرة عليه.

وتراجعت القوات الأوكرانية عن مواقعها في سيفيرودونيتسك الأربعاء، إلى "مواقع أقوى"، بحسب ما أعلن حاكم إقليم لوغانسك، سيرجي جايداي، وباتت القوات الروسية تسيطر على الجزء الأكبر فيها.

ورغم التراجع إلا أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على المنطقة الصناعية بالمدينة والمناطق المجاورة لها في سيفيرودونيتسك في ظل وضع "صعب ولكن يمكن إدارته"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن عمدة المدينة أولكساندر ستريوك، الذي قال إن إجلاء الـ10 آلاف مدني الباقين في المدينة أصبح "مستحيلاً".

وفي الجنوب الشرقي للبلاد، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها استعادت السيطرة على بعض الأراضي من القوات الروسية في عملية مضادة في مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التأكد من صحة تلك المعلومات بشكل مستقل.

وفي السياق، أجرى رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري جيراسيموف مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، تيري بوركهارد لمناقشة الأوضاع في أوكرانيا. ولم تصدر تفاصيل إضافية عن المكالمة.

تحذير من صدام عسكري

وإلى ذلك، حذرت روسيا الغرب الخميس، من أن الهجمات الإلكترونية على مرافق بنيتها التحتية قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة، وأن محاولات تحدي موسكو في الفضاء الإلكتروني ستُقابل بإجراءات مضادة موجهة.

يأتي التحذير بعد ما بدا أنه تم اختراق موقع وزارة الإسكان الروسية في مطلع الأسبوع، حيث كان البحث عن الموقع على الإنترنت يقود إلى علامة بعبارة "المجد لأوكرانيا" باللغة الأوكرانية.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن البنية التحتية الحيوية ومؤسسات الدولة في روسيا تتعرض لهجمات إلكترونية، وأنحت بالمسؤولية على أشخاص في الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وجاء في البيان "كونوا على يقين من أن روسيا لن تترك الأعمال العدوانية من دون رد.. كل خطواتنا ستكون محسوبة ومحددة وفقاً لتشريعاتنا وللقانون الدولي".

بطرس الأكبر

وخلال اجتماع مع رواد الأعمال الشباب والشركات الناشئة، بدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقارن نفسه بالقيصر الروسي بطرس الأكبر (1672 - 1725)، في الذكرى الـ350 لمولده والتي توافق الخميس 9 يونيو، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وقال بوتين: "حين أسس بطرس الأكبر العاصمة الجديدة، لم تعترف أي من الدول الأوروبية بها كأرض روسية، كانوا يعتبرون أنها أرض سويدية. السلافيون والفنلنديون الأوغريون عاشوا هناك، وعلاوة على ذلك، هذه الأراضي كانت تحت سيطرة الدولة الروسية، والأمر بالمثل في ما يخص نارفا الغربية (في إستونيا حالياً)، أول استكشافاته. لماذا ذهب هناك؟ لقد ذهب هناك لاستعادتها وتقويتها، هذا هو ما كان يفعله. حسناً، يبدو أنه يقع على عاتقنا أيضاً أن نستعيد ونقوي (أراضينا)، وإذا فعلنا واتخذنا تلك القيم الأساسية كأساس لوجودنا، فسننتصر في حل كل القضايا التي تواجهنا". 

 طلبات أوكرانية

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية على "تويتر"، إنها تحتاج من الغرب إلى قاذفات صواريخ وصواريخ من أعيرة تختلف عن الصواريخ سوفيتية الصنع، والمئات من العربات المدرعة الإضافية، ومقاتلات وأنظمة دفاع صاروخي. 

وكشفت عن تسلمها 250 عربة مدرعة من طرازات مختلفة وآلاف القطع من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات وقاذفات القنابل من الدول الغربية.

وقالت أوكرانيا إن تلك الأسلحة المدفعية الثقيلة "بعيدة المدى" ستمكنها من أن تستعيد سريعاً مدينة سيفيرودونيتسك.

ويخوض الجنود الأوكرانيون في سيفيرودونيتسك واحدة من "أصعب المعارك" منذ بداية الحرب في 24 فبراير، بحسب الرئيس الأوكراني، الذي قال في تسجيل فيديو مساء الأربعاء إن المعارك الدائرة في المدينة الاستراتيجية ستحدد "مصير" منطقة دونباس.

بالنسبة لروسيا، من شأن الاستيلاء على هذه المدينة أن يفتح المجال أمام سيطرة موسكو على مدينة كراماتورسك الكبرى في منطقة دونباس، وستشكل نقطة حاسمة من أجل السيطرة على كل حوض دونباس الشاسع الغني بمناجم الفحم، والذي يسيطر على جزء منه منذ 2014 الانفصاليون الموالون لروسيا بحسب ما ذكرت "فرانس برس".

وأكد حاكم منطقة لوغانسك سيرجي جايداي الخميس، أن أوكرانيا تستطيع فور حصولها على أسلحة غربية "بعيدة المدى" أن تستعيد سيفيرودونيتسك.

وفي مواجهة ضغوط القوات الروسية، يواصل الأوكرانيون مطالبة حلفائهم الغربيين بإمدادهم بأسلحة مداها أبعد من تلك التي بحوزتهم.

وأعلنت واشنطن ولندن عن تسليم أنظمة إطلاق صواريخ متعددة يصل مداها إلى حوالي 80 كم لأوكرانيا لكن من غير الواضح متى سيتمكن الأوكرانيون من استخدامها بعد أن حصلوا على أسلحة غربية أقصر مدى مثل مدافع "أم-109" الأميركية.

حرب استنزاف

وأشار جايداي إلى "استمرار" حرب الشوارع والقصف الروسي في المناطق الصناعية في سيفيرودونيتسك التي لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين. وتابع "قواتنا تصدّهم، ثم يُستأنف القصف المدفعي وتستمر الأمور على هذا النحو".

وبدا الأسبوع الماضي أن سيفيرودونيتسك على وشك السقوط بأيدي الجيش الروسي. لكن القوات الأوكرانية شنت هجوماً مضاداً وتمكنت من الصمود على الرغم من التفوق العددي للجيش الروسي.

لكن يبدو أن القوات الروسية تتقدم حالياً، وهي سيطرت مساء الأربعاء على "جزء كبير" من المدينة، وفق الحاكم.

وأوضح أن القوات الروسية قصفت مصنع آزوت للمواد الكيميائية مرتين على الأقل، وأشار إلى أن القصف طال محطة لإنتاج الأمونيوم.

وقال محامي رجل الأعمال الأوكراني ديمترو فيرتاش الذي تملك شركته المصنع إن نحو 800 مدني محاصرون في المنشأة التي لجأوا إليها. ولم تؤكد السلطات الأوكرانية هذه المعلومات.

 وضع معقد في دونباس

والوضع أكثر تعقيداً في أجزاء أخرى من دونباس. فقد صرح جايداي بأن مدينة ليسيتشانسك المجاورة يسيطر عليها الجيش الأوكراني بالكامل لكنها تتعرض لقصف "قوي وفوضوي"، واتهم القوات الروسية باستهداف المستشفيات ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية "عمداً". 

وتابع أن القوات الروسية "تطلق (قذائف) من العيار الثقيل والدمار هائل".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات