تايوان: التهديد الصيني "أخطر من أي وقت مضى"

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلات صينية في طلعة جوية في سماء مقاطعة زوهاي بجنوب الصين - REUTERS
مقاتلات صينية في طلعة جوية في سماء مقاطعة زوهاي بجنوب الصين - REUTERS
دبي-الشرق

قالت السلطات في تايوان إن "التهديد الصيني أصبح أخطر من أي وقت مضى، في تعليق على إرسال الصين، الثلاثاء، ثالث أكبر طلعة جوية لها باتجاه تايوان هذا العام، بعد تقارير عن رفض الولايات المتحدة الأميركية مطالب صينية بشأن مضيق تايوان، بحسب ما أوردت "بلومبرغ".

ودخل السرب الصيني المكون من 29 طائرة حربية صينية، بينها ستة قاذفات قنابل من طراز H-6 وطائرة لجمع المعلومات الاستخباراتية إلى منطقة الدفاعات الجوية التايوانية في الجنوب الغربي للجزيرة، الثلاثاء.

وقال وزير الخارجية التايوانية جوزيف وو، إن التوغل الأخير أظهر أن "التهديد العسكري الصيني أصبح أخطر من أي وقت مضى". وأضاف: "تايوان لن تخضع ولن تتخلى عن سيادتها وديمقراطيتها للمتنمر الأكبر".

وصعّدت الصين من ضغوطها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم في تايوان، والذي يؤكد أن الجزيرة هي أمة ذات سيادة بانتظار اعتراف دولي أوسع، وأنها ليست جزءاً من الأراضي الصينية.

وتعهد وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه، خلال اجتماعه بنظيره الأميركي لويد أوستن على هامش "مؤتمر شانجريلا الأمني" في سنغافورة مطلع يونيو الجاري، بأن بكين "ستسحق إلى أشلاء أي مخطط لاستقلال تايوان، وتؤكد بحزم على وحدة الوطن الأم"، مضيفاً أنه "إذا تجرأ أي شخص على فصل تايوان عن الصين، فلن يتردد الجيش الصيني بكل تأكيد في بدء حرب مهما كلف الأمر".

ويعد التوغل الأخير لطائرات الحربية الصينية في المجال الجوي لتايوان الأكبر منذ 30 مايو الماضي، حين أرسل جيش التحرير الصيني 30 طائرة فوق الجزيرة بينما كانت عضوة مجلس الشيوخ الأميركي تامي داكورث تقود زيارة لتايوان مدتها 3 أيام. وقبل ذلك قامت الصين بطلعة جوية من 39 طائرة في 23 يناير.

والطلعة المنفذة في يناير الماضي، هي أكبر طلعة لسرب طائرات صينية فوق الجزيرة هذا العام، وأتت بعد يوم من عقد الولايات المتحدة الأميركية واليابان تدريبات بحرية مشتركة في بحر الفلبين.

مضيق تايوان

وتأتي الطلعات الأخيرة بعد تقارير عن أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفضت مطالب صينية بأن مضيق تايوان ليس "مياهاً دولية"، وسط مخاوف من أن هذا الموقف قد يؤدي إلى مواجهات بين الطرفين.

وخلال الأشهر الأخيرة، أكد مسؤولون عسكريون صينيون أن مضيق تايوان ليس مياهاً دولية، خلال اجتماعات مع نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته "بلومبرغ" عن مصدر مطلع.

وقال المصدر إن الرؤية الصينية تم تسليمها إلى الحكومة الأميركية من قبل مسؤولين صينيين في مناسبات متعددة، وعلى مستويات متعددة. 

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها الرئيسيون إن معظم أجزاء المضيق تشكل مياهاً دولية، وهم يرسلون بشكل روتيني سفناً بحرية عبر الممر المائي، كجزء من تدريبات حرية الملاحة.

وعلى الجانب الآخر، لطالما أكدت الصين أن مضيق تايوان جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة، وترى أن هناك حدوداً لأنشطة السفن العسكرية الأجنبية في تلك المياه. 

وسعى عضوان بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي، الديمقراطي بوب مينينديز والجمهوري، ليندساي جراهام، إلى إجراء تغييرات على السياسة الأميركية تجاه تايوان، قائلين إنهما يريدان ردع أي غزو محتمل للجزيرة من قبل الصين، بعد أن شهد العالم الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومشروع القانون المحتمل والمقدم تحت اسم "قانون سياسة تايوان لعام 2022"، يوفر لتايوان مساعدات دفاعية بقيمة 4.5 مليارات دولار عبر السنوات الأربع المقبلة.

كما أنه يصنف الجزيرة كحليف رئيسي من خارج الناتو للولايات المتحدة، ويحدد مجموعة واسعة من العقوبات تستهدف أي تحرك صيني تجاه تايوان، بما فيه الأفعال التي تقوم بها في مضيق تايوان.

تحذير صيني

وحذَّرت الصين، الولايات المتحدة من المضي في مشروع قانون "سياسة تايوان 2022"، ونشرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية افتتاحية، السبت، تصف فيها المشروع بـ"المسيء" و"الخطير"، وتحذر من تداعياته على العلاقات الأميركية الصينية.

كما وجّه المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة ليو بينجيو، تحذيراً ضد مشروع القانون، داعياً الكونجرس إلى وقفه، وفقاً لما نقلته مجلة "نيوزويك" الأميركية.

ونبه المتحدث من أن إقرار القانون قد يثير "إجراءات مضادة حازمة"، مؤكداً أنَّ بكين "ليس لديها مجال للمساومة أو التنازل" عندما يتعلق الأمر بالقضايا المتعلقة بسيادة الصين ووحدة أراضيها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات