
أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن بلاده تقدمت بشكوى إلى الاتحاد الأوروبي بشأن "وقف الجزائر للتبادلات التجارية مع إسبانيا".
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" عن مانويل ألباريس قوله إن مدريد "نقلت إلى المفوضية الأوروبية شكوى بعد قرار الحكومة الجزائرية تعليق التبادلات التجارية"، مشيراً إلى أن السياسة التجارية لبلاده تخضع لقوانين الاتحاد الأوروبي.
وتتهم الحكومة الإسبانية الجزائر بوقف التبادلات التجارية الثنائية بشكل شبه كامل، باستثناء الغاز، وهو ما تنفيه الجزائر.
وقال مانويل ألباريز في مقابلة أجرتها معه المحطة الإذاعية الرسمية، الخميس، إنه "رغم التصريحات الجزائرية التي تقول إن الأمر ليس سوى تخيلات عن سوء نية من جانب إسبانيا، هناك عملياً وقف للعمليات" التجارية الثنائية من جانب الجزائر.
مطلع يونيو، أعلنت "الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية" في الجزائر فرض قيود على التعامل مع إسبانيا بعد ساعات قليلة من تعليق معاهدة صداقة مع مدريد، في خضم أزمة دبلوماسية بين البلدين حول الصحراء.
وحذّر الاتحاد الأوروبي الجزائر من تداعيات القيود التجارية التي فرضتها على إسبانيا، معتبراً أنها تشكل على ما يبدو "انتهاكاً لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، خصوصاً في مجال التجارة والاستثمار"، فيما أعربت الجزائر عن اعتراضها على محاولة نقل الخلاف الجزائري الإسباني إلى الاتحاد الأوروبي، وجعله خلافاً جزائرياً-أوروبياً.
نفي الجزائر
نفت بعثة الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي صحة هذه المعلومات، موضحة في بيان أن "ما يتعلق بإجراء الحكومة المزعوم وقف المعاملات الجارية مع شريك أوروبي، فإنه موجود فقط في أذهان من يدّعونه ومن سارعوا إلى استنكاره".
وجاء تعليق الجزائر "لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون"، التي أبرمتها عام 2002 مع إسبانيا، بعد تغيير مدريد موقفها بشأن الصحراء.
وفي عام 2021، صدّرت إسبانيا إلى الجزائر منتجات بلغت 1.96 مليار دولار واستوردت منها ما قيمته 4.92 مليار دولار، علماً بأن منتجات قطاع الطاقة شكّلت الغالبية الساحقة (أكثر من 90%) مما استوردته مدريد من الجزائر، وخصوصاً الغاز، وفق الحكومة الإسبانية.
اندلع خلاف بين البلدين بعد إعلان إسبانيا في مارس الماضي دعم "مبادرة الحكم الذاتي" في الصحراء، والتي تقدم بها المغرب عام 2007، واعتبرتها مدريد "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، وهو ما أثار غضب الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو.