
قالت الخارجية الأميركية، الاثنين، إن الفحص الباليستي الذي أُجري على الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، "لم يصل إلى نتائج حاسمة"، لكنه رجح إطلاقها من الجانب الإسرائيلي.
وكانت السلطة الفلسطينية سلمت، السبت، الرصاصة إلى المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايك بنزل بهدف فحص الرصاصة بشكل مستقل، على خلفية تبادل الاتهامات بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية بشأن الجهة التي أطلقت الرصاصة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إنه وبعد "تحليل جنائي مفصل للغاية، أنجزه خبراء مستقلون تحت إشراف المنسق الأمني الأميركي، لم يتم التوصل إلى خلاصة حاسمة بشأن مصدر إطلاق الرصاصة" التي قتلت شيرين أبو عاقلة.
وخلص المنسق الأمني الأميركي، في تلخيصه لنتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات الإسرائيلية والفلسطينية، إلى أن "رصاصة أُطلقت من مواقع جيش الدفاع الإسرائيلي هي المسؤولة على الأرجح عن قتلها، لكنه لم يجد سبباً للاعتقاد بأن ذلك كان متعمداً".
إسرائيل تواصل التحقيق
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه تم إخضاع الرصاصة، بعد استلامها من قبل المنسق الأمني الأميركي، لاختبار باليستي في مختبر الطب الشرعي بحضور هيئات مهنية إسرائيلية وممثلين محترفين من الولايات المتحدة، من أجل تحديد السلاح الذي أطلقت منه.
وأضاف أنه "على الرغم من الجهود المبذولة، فقد تبين أنه في ضوء حالة الرصاصة ونوعية العلامات الموجودة عليها، لا يمكن تحديد ما إذا كانت الرصاصة قد أُطلقت من السلاح الذي تم اختباره أم لا".
وبناء على هذه النتائج، أصدر رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي تعليماته بمواصلة العمل والتحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة، وفقاً للبيان.
وقُتِلت أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى قناة "الجزيرة" منذ 25 عاماً، في 11 مايو الماضي إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية عند أطراف مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
"حجب الحقيقة"
ونددت عائلة الصحافية الاثنين بنتائج التحقيق، قائلة في بيان: "بالنسبة لإعلان وزارة الخارجية الأميركية اليوم 4 يوليو بأن الاختبار الذي أجري للرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة أميركية، لم يكن حاسماً بشأن مصدر السلاح الناري الذي أطلقت منه، لا يسعنا أن نصدق الأمر".
وعقب صدور نتائج التحقيق الأميركي، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل مسؤولية "اغتيال" شيرين أبو عاقلة.
وأكد الشيخ في تغريدة على "تويتر"، أن السلطة ستستكمل إجراءاتها "أمام المحاكم الدولية"، رافضاً السماح بـ"محاولات حجب الحقيقة أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل".
من جهته، قال النائب العام أكرم الخطيب في بيان إن "ما صرح به الجانب الأميركي بشأن نتائج الفحص الفني من وجود أضرار بالغة في المقذوف الناري حالت دون التوصل إلى نتيجة واضحة بشأنه، فإن النيابة العامة تؤكد عدم صحة ذلك، وتستغرب ما ورد في البيان كون أن التقارير الفنية الموجودة لدينا تؤكد أن الحالة التي عليها المقذوف الناري قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم".
وأضاف البيان أنه "من غير المقبول ما ورد من تصريح الجانب الأميركي بعدم وجود أسباب تشير إلى أن الاستهداف كان متعمداً، سيما وأنهم كانوا على اطلاع بمجمل تحقيقات النيابة العامة التي أكدت مسألة التعمد في القتل".
وختم بيانه قائلاً إن "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تعمد اغتيال الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وسنعمل على استكمال إجراءاتنا القانونية لملاحقة اسرائيل أمام المحاكم الدولية".
وكانت تحقيقات النيابة العامة الفلسطينية كشفت أن الرصاصة التي أودت بحياة شيرين أُطلِقت من سلاح الجيش الإسرائيلي.
وبحسب نتائج التحقيق الفلسطيني، فإنّ أبو عاقلة قُتِلت برصاصة عيار 5.56 ملم أُطلِقت من سلاح من نوع "روجر ميني 14".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنّه لم يتّضح ما إذا كانت أبو عاقلة قُتِلت برصاص أحد عناصره، مشدداً على وجوب أن يجري تحقيقه الخاص، فيما رفض الجانب الفلسطيني إجراء تحقيق مشترك مع الجانب الإسرائيلي.
كانت أبو عاقلة (51 عاما) تحمل الجنسيّتَين الفلسطينيّة والأميركية، وهو ما سهّل تسليم الرصاصة إلى الجانب الأميركي.
ونددت دول عربية وغربية بقتل الجيش الإسرائيلي لأبو عاقلة، فيما دعت منظمات دولية إلى التحقيق في الجريمة من قبل المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها "جريمة حرب محتملة".
اقرأ أيضاً: