اليابان.. بدء التصويت في الانتخابات واغتيال شينزو آبي يسلط الضوء على حزب انتقده

time reading iconدقائق القراءة - 8
ناخبون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع بالعاصمة اليابانية طوكيو - 10 يوليو 2022 - Bloomberg
ناخبون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع بالعاصمة اليابانية طوكيو - 10 يوليو 2022 - Bloomberg
طوكيو - وكالات

بدأ الناخبون في اليابان الإدلاء بأصواتهم، الأحد، لتجديد نصف مقاعد مجلس الشيوخ، المجلس الأعلى في البرلمان، في انتخابات يُرجّح أن يحقق فيها الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم نتيجة قوية، لاسيما بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي خلال تجمّع انتخابي قبل يومين.

صناديق الاقتراع فُتحت عند الساعة السابعة صباحاً (10 مساء السبت بتوقيت جرينتش)، وتُغلق عند الثامنة مساء بالتوقيت المحلي. وتُجدّد نصف مقاعد مجلس الشيوخ كل 3 سنوات، مع مقعد شاغر إضافي متاح أيضاً هذا العام، ليصبح المجموع 125 من 248 مقعداً، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وتوقعت استطلاعات للرأي أعدّتها وسائل إعلام أن يفوز الحزب الديمقراطي الليبرالي وشريكه الأصغر في الائتلاف الحكومي(حزب كوميتو) بأكثر من 56 مقعداً، أظهر تحليل أنها مطلوبة للاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ.

"السنوات الثلاث الذهبية"

العنف المسلّح نادر في اليابان، في حين أن دافع الجريمة التي أقرّ تيتسويا ياماجامي بارتكابها ليس واضحاً بعد، فإن موجة التعاطف التي أثارتها يمكن أن تفيد رئيس الوزراء الياباني الحالي فوميو كيشيدا الذي كان وزيراً للخارجية خلال عهد آبي.

وندّد كيشيدا بالهجوم "الهمجي" على آبي، مشدداً على أهمية "الدفاع عن الانتخابات الحرّة والنزيهة التي تشكّل أساس الديمقراطية"، مضيفاً: "لن نستسلم للعنف أبداً".

ويسعى كيشيدا إلى تحقيق نصر قوي، يمكن أن يُمهّد لما أُطلق عليه "السنوات الثلاث الذهبية" التي يحتاج ألا تشهد تنظيم انتخابات عامة أخرى. ويأمل كيشيدا التغلّب على استياء عام متزايد في اليابان، من ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية، وتعزيز دعمه لدى فصائل الحزب الحاكم.

ولا يزال "الحزب الديمقراطي الليبرالي" التشكيل المفضّل للناخبين الذين أبقوه في الحكم بشكل شبه مستمر، منذ تأسيسه في عام 1955، ويرون أنه أكثر قدرة من المعارضة على قيادة ثالث أضخم اقتصاد في العالم، بحسب "بلومبرغ".

وبعد الانتخابات، سيواجه كيشيدا تحديات كبرى، بما في ذلك إيجاد طرق لإنعاش الاقتصاد ومعالجة التضخم، فيما تسجّل الإصابات بفيروس كورونا المستجد ارتفاعاً مرة أخرى.

على كيشيدا أيضاً اختيار خليفة لمحافظ المصرف المركزي الياباني، هاروهيكو كورودا، كما يواجه نقاشاً صعباً بشأن تعهده بتحديث الجيش الياباني بشكل جذري، مع زيادة متناسبة في الإنفاق العسكري، علماً أن آبي كان من أكثر المؤيدين لتشكيل جيش أقوى. كذلك قد يتمكّن كيشيدا، إذا حقق فوزاً قوياً، من مراجعة دستور البلاد، وهذا أمر لم ينجح حتى آبي في فعله.

بلينكن يزور طوكيو

يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة اليابان، الاثنين، لتقديم التعازي بعد اغتيال شينزو آبي وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن بلينكن الموجود في بانكوك "سيقدّم تعازيه للشعب الياباني" خلال لقائه أبرز المسؤولين في طوكيو.

وشدد بلينكن، السبت، بعد اجتماع مع نظرائه في مجموعة العشرين بجزيرة بالي الإندونيسية على أن "التحالف بين اليابان والولايات المتحدة شكّل حجر زاوية في سياستنا الخارجية طيلة عقود". وأضاف أن "آبي ارتقى بهذه الشراكة إلى آفاق جديدة"، مؤكداً أن "الصداقة بين الشعبين الياباني والأميركي لا تتزعزع".

حزب سياسي هامشي

وأقرّ منفّذ جريمة الاغتيال، تيتسويا ياماجامي، باستهدافه آبي عمداً، موضحاً للشرطة أنه كان حاقداً على منظمة اعتقد أن رئيس الوزراء السابق مرتبط بها.

اغتيال آبي لفت الانتباه إلى حزب سياسي هامشي كان انتقده قبل الانتخابات بسبب صلات مزعومة بجماعات دينية. وأبرزَ مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي تعليقات أدلى بها أكيهيكو كوروكاوا، الأمين العام لـ"حزب إن إتش كي"، الذي زعم خلال مناظرة انتخابية الشهر الماضي، أن آبي مسؤول عن تمويل غامض لمجموعات دينية في اليابان يُقال إنها تُستخدم كواجهة لـ"نشاطات تجسس أجنبية"، بحسب "بلومبرغ".

ليس ثمة رابط مباشر بين مطلق النار على آبي و"حزب إن إتش كي" الذي أُسّس  عام 2013 بهدف إلغاء الرسوم الإلزامية المستخدمة في تمويل هيئة الإذاعة العامة في اليابان. وإن تعليقات أدلى بها زعيمه تُبرز توتراً سياسياً قد يوضح دوافع القاتل، علماً أن بعض المزاعم تذكّر بنظريات مؤامرة أشاعتها منظمة "كيو أنون" QAnon الأميركية اليمينية التي اكتسبت زخماً في اليابان، وفق "بلومبرغ".

وأفادت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، بأن ياماجامي أبلغ الشرطة أنه خطط في البداية لمهاجمة زعيم جماعة دينية يعتقد بأنها تسببت في إفلاس والدته، بعدما تبرّعت بمبالغ كبيرة من المال. وأضافت أن القاتل حمل ضغينة ضد آبي، معتبراً أنه روّج لهذه الجماعة الدينية في اليابان، ونافياً أي دافع سياسي لإطلاق النار.

"غزو صامت" لجماعات دينية

دان كوروكاوا وزعيم "حزب إن إتش كي" تاكاشي تاتشيبانا اغتيال آبي. وقال تاتشيبانا إنه "صُدم بشدة" من الجريمة، منتقداً في الوقت ذاته سياسات "الحزب الديمقراطي الليبرالي" بقوله: "بينما تحوّل الانكماش إلى تضخم، لم ترفع الأحزاب الحاكمة مستوى المعاشات التقاعدية والضمان الاجتماعي الذي خفّضته خلال الانكماش. بالطبع لا يمكن التسامح مع العنف في نقاش بشأن السياسة، ولكن لا يمكننا التغاضي عن احتمال أن أحد العوامل يكمن في أن أشخاصاً يكافحون من أجل كسب لقمة العيش، وبعض الناس في هذا البلد باتوا في وضع يائس نتيجة هذه التأخيرات في السياسة".

وأحال ممثل عن "حزب إن إتش كي" الأسئلة المتعلّقة به إلى حزب "تسوباسا نو تو"، الذي يُدرج أيضاً كوروكاوا زعيماً له. ليس لهذا الحزب حضور على الصعيد الوطني، ولكن اثنين من أفراده هما عضوان في مجلس المدينة بضواحي طوكيو. يتحدث الموقع الإلكتروني للحزب عن سياسات، بما في ذلك إلغاء ضريبة المبيعات وإجراءات لمكافحة العولمة. كذلك يتضمن تسجيلات مصوّرة، أحدها يعرض صورة لآبي بعنوان "أموال المخدرات اليهودية، أيزنبرج وعائلتا آبي وآسو".

كوروكاوا قال الشهر الماضي إن اليابان تعاني من "غزو صامت" لجماعات دينية تستخدم أموالاً أجنبية، وأنهى تصريحاته بأغنية، ورد في مقدمتها: "إنه خطأ آبي، إنه خطأ آبي أن اليابان باتت على هذا النحو".

كذلك اتهم كوروكاوا جدّ آبي، رئيس الوزراء السابق نوبوسوكي كيشي، بالسماح لـ"كنيسة التوحيد" التي أُسّست في كوريا الجنوبية والمعروفة بتنظيم حفلات زفاف جماعية، بالانتشار في اليابان. وأشار إلى روابط وثيقة بين "سوكا جاكاي"، وهي منظمة بوذية علمانية تدعم حزب "كوميتو"، والحزب الشيوعي الصيني.

في سبتمبر الماضي أوردت صحيفة "أكهاتا"، التابعة للحزب الشيوعي الياباني، أن آبي وجّه رسالة تهنئة مصوّرة إلى تجمّع لمجموعة مرتبطة بـ"كنيسة التوحيد".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات