رغم وعود واشنطن.. الفلسطينيون يستقبلون بايدن بـ"فتور لافت"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن حين كان نائباً للرئيس في رام الله. 9 مارس 2016. - AFP
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن حين كان نائباً للرئيس في رام الله. 9 مارس 2016. - AFP
القدس-محمد دراغمة

يستقبل الفلسطينيون الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، بـ"فتور لافت" بسبب عدم تلقيهم أي إشارة من إدارته على إمكانية تطوير العلاقة الثنائية بين الجانبين، أو التدّخل الجدّي لوقف السياسات الإسرائيلية من استيطان وانتهاكات يومية لحقوق الإنسان.

وقبيل بدء جولة بايدن للشرق الأوسط، زار وفد أميركي رفيع رام الله، واجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومساعديه لبحث جدول الأعمال المقرر في الزيارة.

وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب لـ"الشرق"، إن عباس قدّم قائمة مطالب للرئيس الأمريكي استناداً إلى وعوده السابقة، مثل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، وإزالة منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الإرهاب الأميركية.

وكذلك إعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن الذي أغلقه الرئيس السابق دونالد ترمب، والعمل على إلغاء القوانين التي سُنّت في الكونجرس والتي تُقيّد الدعم المالي الأميركي لفلسطين.

إضافة إلى الضغط الجدّي على إسرائيل لوقف الاستيطان والانتهاكات اليومية من مصادرة أراض وحصار وقتل على الحواجز العسكرية وفي المظاهرات واحترام الوضع القائم في المقدسات بالقدس وغيرها.

وبدأ بايدن، الأربعاء، أول جولة له في الشرق الأوسط منذ وصوله للحكم، بزيارة إسرائيل ثم سيتوجه إلى الضفة الغربية، الجمعة، ثم زيارة المملكة العربية السعودية في 15 و16 يوليو.

"وعود بايدن"

ونقل جبريل الرجوب، عن الرئيس محمود عباس قوله للوفد الأميركي الذي ترأسته بابرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدني، إن بايدن وعده بكل هذه الأشياء (المطالب الفلسطينية) في مكالمة هاتفية جرت بينهما عقب توليه منصبه رئيساً للبيت الأبيض، وأنه (عباس) طالبه بتنفيذ واحداً من هذه المطالب "كي يطمئن بأن الأمور تسير إلى الأمام".

وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، إن الوفد الأميركي أبلغهم أن الرئيس بايدن سيجتمع مع الرئيس محمود عباس في مدينة بيت لحم لفترة تتراوح بين "30-45" دقيقة، وأنه سيبحث معه سبل تقوية وتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة، وتأجيل بحث القضايا السياسية المتعلقة بالصراع مع إسرائيل إلى حين وجود حكومة مستقرة فيها.

وذكر أحد المسؤولين، فضّل عدم ذكر اسمه، أن الوفد الأميركي أبلغ الرئيس عباس بأن بايدن سيعلن خلال وجوده في فلسطين عن مساعدات للقطاع الصحي في القدس الشرقية المحتلة.

ونقل عن الوفد الأميركي قوله إنه حصل على موافقة إسرائيل على تقديم بوادر حسن نيّة تجاه السلطة الفلسطينية أثناء الزيارة مثل السماح بإدخال تكنولوجيا الجيل الرابع لشبكات الاتصال الخلوي، ومنح المئات من رخص البناء للفلسطينيين في المناطق الواقعة تحت إدارة السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي تساوي 60% من مساحتها.

ومن هذه البوادر أيضاً، قيام وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، مؤخراً بزيارة رام الله وعقد لقاء مع الرئيس محمود عباس، وقيام رئيس الوزراء يائير لبيد، بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني عشية عيد الأضحى.

دعم القطاع الصحي

وأفادت مصادر إسرائيلية رسمية، الأحد، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن عن مساعدات بمقدار 100 مليون دولار للمستشفيات الفلسطينية، خلال الزيارة، حسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.

وأضافت المصادر الخمسة الرسمية أن "الإدارة الأميركية تتعهد بهذه المساعدات، لأنها قابلة للتحقق خلال زيارة بايدن إلى القدس الشرقية".

ومن المقرر أن يزور بايدن، مستشفى المطلع الفلسطيني خلال الزيارة الجمعة، للاجتماع مع ممثلين عن شبكة مستشفيات القدس، ليعلن في ختام الاجتماع عن استئناف تقديم المساعدات الأميركية لهذه الشبكة.

وتضم شبكة مستشفيات القدس 6 مستشفيات هي المقاصد، والمطلع، والهلال الأحمر، والعيون، والأميرة بسمة، والفرنسي، وتُشكّل عصب القطاع الصحي في فلسطين.

وتأسست مسستشفيات القدس قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وغالبيتها مستشفيات أهلية غير ربحية.

وتحتل مستشفيات القدس مكانة سياسية خاصة للفلسطينيين نظراً لأنها تقع في القدس الشرقية المحتلة التي تعتبرها إسرائيل عاصمة لها، وتقوم بحملات تهدف إلى إغلاقها المؤسسات الفلسطينية فيها، واستبدالها بمؤسسات إسرائيلية.

الحفاظ على الوضع القائم

الكاتب الصحافي هاني المصري، قال لـ"الشرق" إن ما يحمله بايدن "واضح جداً، وهو بقاء الوضع كما هو عليه ومنعه من التدهور"، وذلك من خلال تقديم مساعدات مالية، وتعزيز معادلة الاقتصاد مقابل الأمن في الضفة وفي غزة.

وأضاف: "أولويات الرئيس الأميركي مختلفة تماماً عن أولوياتنا، وهو لا يستطيع أن يحقق اختراقاً في الموضوع الفلسطيني طالما بقيت الحكومة الإسرائيلية ضد أي عملية سياسية".

وطالب الفلسطينيون الجانب الأميركي بإعلان مشترك يحدد رؤية الجانبين الفلسطيني والأميركي لعملية السلام ومستقبلها القائم على حل الدولتين على حدود العام 1967، لكن الجانب الأميركي طالب بتأجيل ذلك إلى حين توفر مناخ سياسي مناسب في إسرائيل.

تراجع القضية الفلسطينية

فيما اعتبر أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، أن فتح مسار سياسي بمرجعيات واضحة مثل الاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وقرارات الأمم المتحدة "هو المدخل لطمأنة الفلسطينيين وتجديد أملهم بمستقبل بلا احتلال وبلا معاناة وعذاب".

من ناحية أخرى، وجّه بعض المحللين والسياسيين اللوم للقيادات الفلسطينية على تراجع مكانة القضية الفلسطينية دولياً جراء الانقسام وتوقف الانتخابات وتراجع الحريات.

وقال وزير الإعلام الأسبق نبيل عمرو: "عندما كانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في العالم كان لدينا قوة تساندها وتُدّعمها، كان لدينا نظام سياسي يحترمه العالم، أما اليوم فنحن منشغلون بالانقسام بين فتح وحماس وبالتوريث (الرئاسة في مرحلة ما بعد محمود عباس)"- حسب تعبيره.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات