جون كيربي لـ"الشرق": لقاء بايدن ومحمد بن سلمان "إيجابي".. ولدينا "اتفاق جاهز" مع إيران

time reading iconدقائق القراءة - 10
منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي - AFP
منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي - AFP
دبي- الشرق

وصف منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ"الإيجابي"، معتبراً أن بايدن يغادر المملكة وهو يشعر بالفخر لإجرائه هذه الزيارة.

وقال كيربي في مقابلة خاصة مع موفدة "الشرق" إلى مدينة جدة هبة نصر على هامش "قمة جدة للأمن والتنمية"، إنَّ تزايد القدرات الصاروخية الإيرانية يستدعي تكامل منظومات الدفاع الجوي الصاروخي بين دول المنطقة، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن الولايات المتحدة ماضية قدماً في مفاوضاتها مع طهران بخصوص برنامجها النووي، وأنَّ هناك "اتفاقاً جاهزاً" في هذا الصدد، وعلى إيران الآن أن تتخذ قرارها.

الالتزامات الأمنية

وقال كيربي في المقابلة التي تناول خلالها ملفات الزيارة الأولى للرئيس الأميركي جو بايدن منذ دخوله البيت الأبيض، إلى المنطقة، وأجنداتها، وأبرز ما أسفرت عنه من نتائج ومخرجات، إنًّ بايدن كان مهتماً خلال زيارته إلى الشرق الأوسط بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تأخذ التزاماتها الأمنية على محمل الجد، وكذلك مصالحها القومية في المنطقة، مؤكداً أن بلاده ستواصل السعي لتعزيز التعاون في هذا الصدد.

وأضاف كيربي أن "بايدن يعلم أننا لو ابتعدنا عن المنطقة، فإنَّ دولاً مثل الصين وروسيا ستحاول ملء الفراغ، وقد بدأنا نشهد بالفعل مساعيهما لزيادة نطاق نفوذهما في هذا الجزء من العالم"، مبيناً أن "الرئيس (بايدن) يؤمن تماماً بأن الولايات المتحدة لديها دورها القيادي الذي يجب أن تؤديه، وسوف نفعل ذلك".

العلاقات السعودية الأميركية

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع السعودية وإجراءات بناء الثقة، قال كيربي إن "جزءاً كبيراً من بناء الثقة يتجسد في هذه الزيارة (التي قام بها بايدن إلى المملكة) لإجراء هذه المناقشات، والثقة أمر يرتبط بالطرفين، وبلا شك كان هناك إعادة توجيه للعلاقة مع السعودية، وجرت إعادة صياغتها في ظل هذه الإدارة الأميركية".

وأضاف: "لكن ما زالت هناك قضايا استراتيجية مهمة لكلا الطرفين، بما في ذلك القضايا الأمنية والاقتصادية ومسألة أمن الطاقة والأمن الغذائي".

وأشار كيربي إلى أن بايدن "رحب بالجهود السعودية لضمان استمرار الهدنة في اليمن"، كما رحب بمساهمات السعودية في مشاريع البنية التحتية التي أعلن عنها في قمة مجموعة الدول السبع، مؤكداً أن الزيارة "حققت بالفعل مجموعة من النتائج على مستويات".

وكشف كيربي أن اللقاء بين الرئيس بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان "إيجابياً واتسم بالصراحة والوضوح"، مشيراً إلى أنَّ اللقاء شهد مناقشة الأمور التي ينبغي نقاشها بما في ذلك  "العمل على مخرجات أمنية واقتصادية لمصلحة شعوب دول المنطقة وكذلك لمصلحة شعوب العالم".

التعاون الأمني والدفاعي

وعن التعاون الأمني والدفاعي بين وشنطن والرياض، قال كيربي: "لطالما كانت البحرية السعودية شريكاً مركزياً في المنطقة لسنوات عديدة"، لافتاً إلى أن السعودية "ستتولى قيادة قوة مشتركة تابعة للتحالف هذا الصيف في منطقة الخليج، وهو ما يعد جهداً كبيراً ومهماً".

وعبَّر عن امتنان الولايات المتحدة لقبول السعودية هذا الدور القيادي "لأنها قوة مشتركة مشكلة من دول عدة بهدف تعزيز قدرات أمننا البحري، ولا سيما في الخليج، فهي ليست مبادرة صغيرة الحجم ولن تكون مهمة بسيطة، وإنما مثال آخر على الشراكة المحورية التي تجسدها المملكة في هذه المنطقة، والقدرات البحرية المركزية التي توفرها".

وعلى مستوى الدفاع الجوي ضد الصواريخ، كشف كيربي أنَّ البلدين يناقشان هذا الأمر منذ فترة، لافتاً إلى أنه "من الأهمية بمكان إيجاد المزيد من الفرص لتحسين الدفاع الجوي الصاروخي في المنطقة وجعل منظوماته أكثر تكاملاً".

وقال كيربي إنَّ "العديد من الدول في هذا الجزء من العالم، ومن بينها السعودية، لديها قدرات دفاع جوي وصاروخي متقدمة، ونرغب في استكشاف الفرص المتاحة لدمج هذه المنظومات".

وأكد المسؤول الأميركي أن القرارات في هذا الشأن تظل "سيادية وأنه على كل دولة أن تقرر بنفسها ما إذا كانت ترغب في فعل ذلك أم لا"، مضيفاً: "لكننا نعتقد أن هذا نقاش لا بد أن يتم، لأننا تعلمنا من خبرتنا العسكرية أنه كلما تكاملت أنظمتنا وقدراتنا العسكرية، وكانت هناك تدريبات على استخدامها وعملها معاً، أصبحت أكثر فاعلية".

إيران.. التهديدات والمفاوضات 

واعتبر كيربي أنَّ هناك "حاجة ملحة" للإقدام على هذا التكامل، مشيراً في هذا الصدد إلى "تزايد القدرات الصاروخية الإيرانية، والمنظومات التي تواصل إيران تطويرها واختبارها وتحسينها، علاوة على تزايد تصنيع إيران واستخدامها للطائرات المسيرة، وذلك بهدف تحقيق دمار ملموس والتسبب في هجمات".

وقال كيربي إن الكثير من دول المنطقة "يمكن أن تتضافر في جهودها لمواجهة هذا التهديد المتزايد ضمن منظومة الدفاع الصاروخي".

وعن المفاوضات مع إيران بخصوص ملفها النووي، قال كيربي إنَّ الولايات المتحدة "تحاول دفع الإيرانيين قدماً بشكل حثيث، والاتفاق بات مكتملاً اليوم، وهناك اتفاق موجود على الطاولة، وعلى إيران الآن أن تأخذ هذا الاتفاق وتبدي التزامها بالاتفاق النووي المبرم معها".

وأكد أن "الأمر يعود إلى إيران ما إذا كانت ستأخذ هذا الاتفاق الموجود على الطاولة"، مضيفاً "نحن نعتقد أن هذا الاتفاق في صالح إيران وفي صالح شركائنا في الخليج وبالتأكيد في صالحنا نحن".

واعتبر المسؤول الأميركي أن "المفاوضات (مع إيران) أجريت بشكل جيد. وهناك اتفاق جاهز وعلى إيران الآن أن تأخذ قرارها. أمَّا كم تحتاج إيران من الوقت لتأخذ قرارها وإلى متى سنظل منتظرين قبل أن نبتعد عن هذه المفاوضات، فلا أريد أن أضع وقتاً محدداً على الرزنامة، ولا أعتقد أنه من الحكمة فعل ذلك".

وقال كيربي إنه في حال قررت إيران التخلي عن التزاماتها بالاتفاق، سنأخذ في الاعتبار خياراتنا الأخرى، وأحد هذه الخيارات هو العمل مع شركائنا وحلفائنا، كما اعتدنا أن نفعل، لمضاعفة الضغط على إيران".

أمن الطاقة

وقال كيربي إنه كانت هناك مناقشات عن أمن الطاقة أثناء النقاشات التي جرت مع ولي العهد وفريق القيادة السعودي، كما أن موضوع الطاقة حضر في أجندة الاجتماعات مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وكشف كيربي أن ما ترغب الولايات المتحدة في تحقيقه هو المساعدة في ضمان استقرار أسواق النفط العالمية، وأحد وسائل تحقيق ذلك هو زيادة إنتاج النفط.

وتوقع كيربي أن تصدر منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال الأسابيع المقبلة تصريحاً يودي إلى استقرار السوق، لافتاً إلى أن "سعر النفط وصل إلى نحو 100 دولار للبرميل الآن، وبدأت أسعار الغاز الطبيعي تنخفض، وإن لم يكن انخفاضها بالدرجة الكافية، لكنها بدأت تنخفض".

وأوضح أن الولايات المتحدة تبحث عن منهجية متعددة المستويات لتحقيق استقرار السوق وخفض تلك الضعوط والأسعار.

وأكد أن الولايات المتحدة تسير في هذا العام وكذلك العام المقبل، باتجاه إنتاج كميات من النفط تزيد عن مستويات إنتاجها السابقة، كما أنها ستمنح المزيد من التراخيص للحفر والتنقيب لشركات النفط والغاز على الأراضي الفيدرالية.

وقال كيربي إن "الرئيس بايدن يدرك أن هذه سوق عالمية، وهناك أشياء في وسعه تنفيذها وهو ينفذها بالفعل، لكنه يدرك أيضاً أن هناك أشياء يستطيع قادة العالم القيام بها"، لافتاً في هذا الصدد إلى أن الرئيس الأميركي "يأمل أن تعيد أوبك النظر في ذلك الأمر، وربما تزيد من سقف الإنتاج".  

وأشار كيربي إلى أن الزيارة أسفرت عن "دفعة قوية لأشكال جديدة من الطاقة، وذلك في سبيل دفع وسائل الطاقة قدماً بما فيها الطاقة النظيفة".

وقال إن "شركاء الولايات المتحدة في السعودية يعرفون، كما نعرف نحن، أن التغير المناخي يجب أن يكون في سلم أولوياتنا، وأنه ليس بمقدور أي دولة أن تقوم لوحدها بكل ما يجب فعله بشأن التغير المناخي، فهذا ينبغي أن يكون جهداً عالمياً".

مخرجات الزيارة

وعمَّا إذا كان يمكن اعتبار الزيارة ناجحة، قال كيربي إن الرئيس بايدن اعتبر أنَّ "الزيارة في غاية الأهمية وتستحق ما بذل فيها من وقت وجهد"، مشيراً إلى أنها "مهمة من أجل الأميركيين ومن أجل حلفائنا وشركائنا في الخليج".

وتطرق كيربي إلى بعض مخرجات الزيارة، معتبراً أن "فتح المملكة أجواءها لمختلف الطيران المدني هو تطور كبير وتقدم هائل".

وأضاف: "لقد بات في استطاعتنا سحب قوات حفظ السلام من جزيرة تيران في البحر الأحمر بعد أن كانت موجودة هناك منذ 1978، وهذه خطوة مهمة من أجل تعاون أعمق في المنطقة، وهو ما يود الرئيس بايدن رؤيته، أن نرى اندماجاً قوياً وتعاوناً بين الدول".

وتابع: "كما أسفرت الاجتماعات مع دول مجلس التعاون الخليجي عن إعلان الرئيس بايدن تمويلات إضافية للأمن الغذائي والأمن الاقتصادي والاستثمار في المنطقة، كما أن دولاً أخرى تتخذ خطوات مشابهة".

واعتبر أن الزيارة "كشفت عن حالة من الثقة والتعاون في هذاء الجزء من العالم وهو تعاون انخفض نسبياً في الآونة الأخيرة"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الزيارة شهدت "تشكيل شراكات جديدة"، لافتاً إلى أن هذه الشراكات تم تحسينها وتمتينها على مختلف الأصعدة، ومؤكداً أن الرئيس بايدن "سيغادر المملكة وهو يشعر بالفخر لأنه قام بهذه الزيارة، وبالفخر بسبب النقاشات التي أجراها هنا، والتي تصب في مصلحة النمو والتطور اللذين نتطلع إليهما".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات