
اتهمت الولايات المتحدة، السبت، روسيا بانتهاك اتفاق تصدير الحبوب الموقع مع أوكرانيا برعاية أممية في مدينة إسطنبول التركية، الجمعة، بعد قصف ميناء أوديسا الأوكراني في هجوم نفت روسيا مسؤوليتها عنه، بحسب ما أكد وزير الدفاع التركي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إن الولايات المتحدة "تدين بشدة الهجوم الصاروخي الروسي على ميناء أوديسا في أوكرانيا"، السبت.
وأضاف، في بيان، أنه "بعد 24 ساعة فقط من إبرام اتفاق يسمح باستئناف الصادرات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود، انتهكت روسيا التزاماتها بمهاجمة الميناء التاريخي، الذي ستُنقل منه الحبوب والصادرات الزراعية مرة أخرى بموجب هذا الترتيب".
واتهم بلينكن الكرملين بأنه "يواصل إظهار تجاهله لسلامة وأمن ملايين المدنيين بينما يواصل هجومه على أوكرانيا". كما اتهم روسيا بأنها "تعمل على تجويع أوكرانيا لحيويتها الاقتصادية وإمداداتها الغذائية من خلال الحصار الفعال على البحر الأسود".
وقال وزير الخارجية الأميركي إن "هذا الهجوم يلقي بظلال من الشك على مصداقية التزام روسيا باتفاق الأمس، ويقوض عمل الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا لإيصال الغذاء الضروري إلى الأسواق العالمية".
وشدد بلينكن على أن "روسيا تتحمل مسؤولية تعميق أزمة الغذاء العالمية"، مطالباً إياها بوقف "عدوانها والتنفيذ الكامل للاتفاق الذي وافقت عليه".
روسيا تنفي
وكان الجيش الأوكراني قال، السبت، إن "صواريخ روسية أصابت ميناء أوديسا"، حيث كتبت قيادة العمليات الجنوبية للجيش الأوكراني على "تيليجرام": "هاجم العدو ميناء أوديسا التجاري بصواريخ (كاليبر)، وأسقطت قوات الدفاع الجوي صاروخين، وأصاب اثنان البنية التحتية للميناء".
ونقل تلفزيون "سوسبيلن" في وقت لاحق عن ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا، قولها إن منطقة تخزين الحبوب بالميناء لم تتعرض للقصف.
وقال ماكسيم مارتشينكو، حاكم منطقة أوديسا: "للأسف هناك جرحى. تضررت البنية التحتية للميناء"، إلا أن وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف أكد أن بلاده "تواصل استعدادها لاستئناف صادرات الحبوب" رغم الضربة التي أصابت ميناء أوديسا.
وكتب كوبراكوف على "فيسبوك": "نواصل الاستعدادات الفنية لانطلاق صادرات المنتجات الزراعية من موانئنا".
من جهته، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، في بيان، أنه "خلال اتصالاتنا مع روسيا، أخبرنا المسؤولون الروس بأن لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وأنهم يدرسون القضية بدقة وبالتفصيل".
وأضاف: "حقيقة أن مثل هذا الحادث وقع مباشرة بعد الاتفاق الذي أبرمناه بالأمس، هو أمر يثير قلقنا فعلاً".
التنفيذ أمر حتمي
ويُنظر إلى الاتفاق الذي وقعته موسكو وكييف، الجمعة، وتوسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، باعتباره انفراجة بعد قرابة 5 أشهر من القتال الدائر منذ غزو روسيا لجارتها.
كما يُنظر إليه على أنه خطوة كبيرة صوب كبح جماح أسعار المواد الغذائية حول العالم، وسيسمح بشحن بعض الصادرات من موانئ البحر الأسود، ومن بينها ميناء أوديسا الرئيسي.
وعبر مسؤولون كبار بالأمم المتحدة، الجمعة، عن أملهم في أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في غضون أسابيع قليلة. وأثار ضرب أدويسا، السبت، تنديدات شديدة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.
وقال فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الأمين العام "يندد بشكل قاطع" بالضربات التي أفادت تقارير بوقوعها، مضيفاً أن جميع الأطراف التزمت باتفاق تصدير الحبوب وإن التطبيق الكامل أمر حتمي.
وأضاف في بيان: "هناك حاجة ماسة لهذه المنتجات لمواجهة أزمة الغذاء العالمية وتخفيف معاناة ملايين الناس الذين هم في حاجة إليها في جميع أنحاء العالم".
وتُعتبر روسيا وأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي دفعت أزمة الغذاء العالمية بحوالي 47 مليون شخص إلى منطقة "الجوع الحاد".
اقرأ أيضاً: