إيران ترحب بجهود بوريل.. وواشنطن: الاتفاق النووي مستبعد حالياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهیان خلال مؤتمر صحافي مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في طهران - يونيو 2022 - AFP
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهیان خلال مؤتمر صحافي مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في طهران - يونيو 2022 - AFP
دبي- الشرق

 أبلغ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهیان، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مكالمة هاتفية، الأربعاء، بترحيب طهران مواصلة الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015،وذلك بعدما طرح بوريل مسودة جديدة لإنقاذ الاتفاق.

يأتي ذلك في وقت رجح مسؤول أميركي أن العودة إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، أمر "مستبعد إلى حد كبير في الوقت القريب"، ما يزيد الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لصياغة خطة بديلة، في ظل تراجع احتمال كسر الجمود في المحادثات النووية.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية، عن عبد اللهيان قوله لبوريل: "إيران ترحب بمواصلة الدبلوماسية والمفاوضات". وأضاف: "تقول الولايات المتحدة دائماً إنها تريد اتفاقاً، لذا يجب رؤية هذا النهج في الاتفاق وفي الممارسة العملية".

مسوة لإحياء الاتفاق

والثلاثاء، أعلن بوريل أنّه اقترح مسودة نص جديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، قائلاً إنه "لم يعد هناك مجال لمزيد من التنازلات الكبيرة".

وكتب بوريل مقالاً فيصحيفة "فايننشال تايمز" قائلاً: "لقد وضعت الآن على الطاولة نصاً يتناول بالتفصيل الدقيق رفع العقوبات بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى اتفاق عام 2015.

ومضى قائلاً: "يمثل هذا النص (الذي اقترحه) أفضل اتفاق يمكن أن أراه، بصفتي مكلفاً بتيسير المفاوضات، وقابلاً للتنفيذ بقدر الإمكان. إنه ليس اتفاقاً مثالياً، ولكنه يعالج جميع العناصر الأساسية، ويتضمن تنازلات توصل إليها جميع الأطراف بشق الأنفس. ولا بد من اتخاذ قرارات الآن لاغتنام هذه الفرصة الفريدة لتحقيق النجاح، وتحرير الإمكانات الكبيرة لاتفاق يُنفذ بالكامل".

من جهته، أكد علي باقري كني، كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، أن بوريل قدم اقتراحاً جديداً، وأضاف على تويتر: "لدينا أيضاً أفكارنا الخاصة، من حيث الجوهر والشكل، لإكمال المفاوضات، وسنقدمها".

عودة "غير محتملة"

منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكجورك، قال خلال اتصال مع خبراء في مركز أبحاث، إنه من "المستبعد إلى حد كبير" إحياء الاتفاق النووي في المستقبل القريب، حسبما ذكرت 3 مصادر أميركية حضرت المكالمة، لموقع "أكسيوس" الأميركي.

وأضاف ماكجورك أنه سبب عدم وجود اتفاق نووي هو أن "الإيرانيين غير قادرين على اتخاذ قرار". وأوضح  أنّ نظريته تتمثل في أن إيران تريد من الولايات المتحدة "إضافة شيء ما إلى الوعاء، لمساعدة أولئك الذين يريدون اتفاقاً في النقاش الداخلي مع المرشد الإيراني علي خامنئي"، مضيفاً: "لكننا لن نفعل ذلك".

عقوبات وعزلة دبلوماسية

مع استبعاد احتمال التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب، أشار ماكجورك إلى أنّ إدارة بايدن تعتزم استخدام العقوبات والعزلة الدبلوماسية ضد إيران "لكن ليس تصعيداً للموقف من دون داعٍ، واستخدام القوة فقط كملاذ أخير"، وفقاً للمصادر.

ولفت ماكجورك إلى أنّ" التباين في الآراء مع إسرائيل، لا يتعلّق بمسألة ضربة عسكرية محتملة، ولكن يتعلق بما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة الاستمرار في محاولة إحياء الاتفاق النووي أو التحول إلى الضغط من أجل اتفاق أقوى وأطول".

وفي ما يتعلّق بالخطوات التالية، من المقرر أن يقدم المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روب مالي ومسؤولون آخرون في إدارة بايدن إحاطة سرية إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الخميس، بشأن المفاوضات، ووضع البرنامج النووي الإيراني، بحسب "أكسيوس".

مخاوف

وتُحذّر قوى غربية من أن إيران تقترب من صنع قنبلة نووية، بينما تنفي طهران رغبتها في ذلك من الأساس.

وبدأت إيران خلال يونيو الماضي، بإزالة كل معدّات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية. وقال المدير العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، آنذاك إن الأمر قد يشكّل "ضربة قاتلة" لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه في عام 2018.

وفي أبريل 2021، بدأت مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق المبرم في 2015، وإعادة إيران إلى الوفاء الكامل بالتزاماتها مقابل رفع العقوبات الأميركية عنها. وتوقفت هذه المحادثات منذ مارس الماضي.

واستضافت قطر في يونيو الماضي محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بهدف إعادة مفاوضات فيينا إلى مسارها الصحيح، ولكن تلك المحادثات انهارت بعد يومين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات