قال مسؤول أميركي لـ"الشرق" إن عدداً من المسؤولين الروس أجروا على مدى الأسابيع الماضية تدريبات في إيران كجزء من اتفاق لنقل طائرات من دون طيار إلى موسكو.
واعتبرت شبكة "سي إن إن"، أن التدرييات تمثل أحدث مؤشر على أن موسكو تعتزم شراء هذه الطائرات من طهران، مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وكشف مسؤول أميركي للشبكة، أن واشنطن رفعت السرية مؤخراً عن المعلومات الاستخباراتية المتعلّقة بهذا التدريب.
وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قال الشهر الماضي، إن موسكو "ليست لديها تعليقات في هذا الصدد"، عندما سأله صحافيون عن المسيّرات الإيرانية.
وذكرت "سي إن إن" الشهر الماضي، أن وفداً روسياً زار مطاراً في وسط إيران مرتين على الأقلّ منذ يونيو الماضي، لفحص مسيّرات قادرة على حمل أسلحة، بحسب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وصور التقطتها أقمار صناعية وحصلت عليها الشبكة الإخبارية.
وبدأت إيران في يونيو الماضي، عرض مسيّرات من طراز "شاهد-191" و"شاهد-129" على روسيا في مطار كاشان جنوبي طهران، بحسب مسؤولين أميركيين، علماً أن هذين الطرازين يمكنهما حمل صواريخ دقيقة التوجيه.
وقال سوليفان في يوليو الماضي، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران تعتزم بيع مئات المسيّرات التي يمكن لموسكو استخدامها في غزوها لأوكرانيا.
مسيّرات "بيرقدار"
ويستخدم الجيش الأوكراني مسيّرات تركية الصنع من طراز "بيرقدار"، لتدمير مواقع القيادة والدبابات وأنظمة صواريخ أرض-جو روسية، فيما يستخدم الروس مسيّرات محلية الصنع من طراز "أورلان-10" Orlan-10، في عمليات الاستطلاع والحرب الإلكترونية.
لكن الولايات المتحدة تعتقد أن الروس يواجهون صعوبات في تجديد إمداداتهم من المسيّرات، ما دفعهم إلى اللجوء لإيران في هذا الصدد.
واعتبر مسؤولون أميركيون أن العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو، تعكس سبب حاجة واشنطن إلى الحفاظ على وجودها ونفوذها في الشرق الأوسط، بحسب "سي إن إن".
وطالبت أوكرانيا الولايات المتحدة بتزويدها بمسيّرات مسلحة أكثر قوة، مثل "جراي إيجل"، لكن واشنطن كانت مترددة في هذا الصدد، خشية أن ترى موسكو في ذلك تصعيداً مفرطاً للنزاع.
"قلق" أميركي
ونقل "معهد دراسة الحرب" الأميركي الأسبوع الماضي عن مسؤولين أوكرانيين، تأكيدهم أن روسيا تستخدم مسيّرات إيرانية في غزو بلادهم.
وقال المستشار بمكتب الرئيس الأوكراني، أوليكسي أريستوفيتش، إن طهران سلّمت موسكو 46 مسيّرة، مضيفاً أن الحكومة الأوكرانية رصدت استخدامها في الحرب.
وذكر المعهد أن جزءاً على الأقلّ من هذه المسيّرات، هو من الجيل الأقدم من طراز "شاهد-129"، التي قد تسعى القوات الروسية إلى استخدامها لتدمير منظومة صواريخ "هيمارس" الأميركية، التي تستخدمها كييف.
واعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، الشهر الماضي، أن طهران تمتلك أضخم ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط، محذراً من أن الصواريخ والمسيّرات الإيرانية "تشكّل تهديداً متزايد الأهمية".
وأضاف بيرنز، خلال "منتدى أسبن الأمني" بولاية كولورادو الأميركية، أن "الروس يتواصلون مع الإيرانيين لمحاولة الحصول على مسيّرات مسلحة"، واصفاً تلك المساعي بأنها "أمر مقلق".
وأوضح مدير "سي آي إيه" أن اهتمام موسكو بشراء مسيّرات من طهران كي تستخدمها في غزو أوكرانيا، يكشف الحالة السيئة لجيشها.
اقرأ أيضاً: