
يخطط الكرملين لتأجيل استفتاء لضم أراض أوكرانية استحوذ عليها في جنوب وشرقي البلاد، فيما تواجه القوات الروسية صعوبة في التقدم ميدانياً، وفق ما ذكرت "بلومبرغ"، نقلاً عن مصادر مطلعة.
وبحسب "بلومبرغ"، فإن الاستفتاء لضم أراض مثل خيرسون، كان مقرراً له أن يجري الشهر المقبل، ولكن روسيا تبحث إمكانية عقده في ديسمبر أو يناير المقبلين، لأن القوات الروسية "ليست قادرة بعد على السيطرة بشكل كامل" على تلك المناطق، وفقاً لمصادر مطلعة على تلك النقاشات.
وكان موقع "ميدوزا" الروسي المستقل، هو أول من أفاد الخميس بتقارير عن احتمال تأجيل الاستفتاء. ولكن حتى اللحظة، لم يعلن الكرملين تخليه عن عقد الاستفتاء في سبتمبر، فيما تستمر التحضيرات له، وفقاً للمصادر.
وعلناً، يقول مسؤولون روس في أوكرانيا، إن مواعيد عقد الاستفتاءات ستتحدد "لحظة أن يسمح الوضع الأمني بها".
وأجرت روسيا استفتاءً مماثلاً في عجالة بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. ولم تعترف أي دولة كبرى بنتيجة الاستفتاء.
كييف وحلفائها أدانوا هذا الاستفتاء ووصفوه بغير الشرعي، وقالوا إن أي استفتاء آخر يحضر له الكرملين سيكون "زائفاً"، أيضاً.
طريق مسدود
على صعيد الوضع الميداني، قدّر مسؤولون غربيون أن الحرب الروسية في أوكرانيا تقترب من طريق مسدود "عملياتياً"، مع فشل طرفي النزاع في شن حملة تؤثر في مسار الحرب.
وذكرت "بلومبرغ" أنه مع إدراك الطرفين الروسي والأوكراني أنهما يواجهان ماراثون طويل وليس قفزة تغير مسار الحرب التي تقترب من إنهاء شهرها السادس، يبدو أن إيقاع الحرب قد تباطأ، وفقاً لمسؤولين غربيين تحدثوا للوكالة شرط عدم ذكر أسمائهم.
وقال المسؤولون الغربيون إن السؤال الأهم الآن، هو ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على القيام بهجوم مضاد فعال ضد القوات الروسية في الخريف؟
هجوم مضاد في خيرسون
"بلومبرغ" قالت إن التقييم الغربي جاء بعد تصريحات متكررة من مسؤولين أوكرانيين بشأن هجوم محتمل لاستعادة مدينة خيرسون، الواقعة على نهر دنيبرو، والتي سيطرت عليها القوات الروسية خلال اجتياحها لجنوب البلاد في بداية الحرب.
وأصبح الدفاع عن المدينة الواقعة على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، صعباً بشكل متزايد بالنسبة للقوات الروسية، مع قطع طرق إمداداتها، إذ دمرت القوات الأوكرانية الجسور المؤدية للمدينة.
وبالإضافة لذلك، أضعفت الهجمات الأوكرانية على خطوط الإمداد، في عمق القوات الروسية، بفضل صواريخ "هيمارس" الأميركية سريعة الحركة، من تقدم القوات الروسية، وقلّلت من العدد المتصاعد للضحايا الأوكرانيين في الحرب.
موقف صعب
"بلومبرغ" أشارت إلى أن التعزيزات الروسية على الجبهة الجنوبية، تسعى لتعزيز موقعها على المدى الطويل، وهو ما يجعل من أي هجوم أوكراني مضاد "أكثر صعوبة وأقل ترجيحاً".
ونقلت "بلومبرغ" عن محللين مستقلين قولهم إن أوكرانيا "تسعى إلى تدمير خطوط الإمداد، حتى تصبح مواصلة العمليات القتالية غير ممكنة بالنسبة لروسيا"، وهي استراتيجية تعتمد على استمرار تدفق أسلحة المدفعية طويلة المدى من الولايات المتحدة.
وتواجه الحملة الروسية نقصاً حاداً بالفعل في الذخيرة، وهي تعاني لاستبدال الجنود من ساحة المعركة، بحسب المسؤولين الغربيين.
لكن على الجانب الآخر، تواصل أوكرانيا التعرض لمدفعية كثيفة في دونباس، فيما سقطت خاركوف مرة أخرى تحت القصف العنيف.
ويواجه الأسطول الروسي في البحر الأسود صعوبات في العمل كذلك، بعدما خرجت نصف طائراته المقاتلة من العمل بعد تدميرها في انفجارات بقاعدة ساكي بشبه جزيرة القرم في 9 أغسطس، وفقاً لمسؤولين غربيين، قالوا إنه هذا حدّ من قدرة روسيا على تهديد أوديسا الواقعة على البحر الأسود بهجوم برمائي.