أعلن أبرز جهاز للأمن في روسيا أنه حدّد شخصياً أوكرانياً ثانياً، اتهمه بالتورّط في اغتيال داريا دوجينا، وهي ابنة فيلسوف قومي روسي يعتقد بوجوب استيعاب أوكرانيا في امبراطورية روسية جديدة.
توفيت دوجينا (29 عاماً)، التي كانت تعمل في شبكة تلفزة قومية روسية، لدى تفجير عبوة ناسفة تم التحكّم بها عن بُعد، في سيارتها ليلة 20 أغسطس، بينما كانت تقودها في ضواحي موسكو، بحسب السلطات الروسية.
داريا ووالدها ألكسندر دوجين، وهو فيلسوف وكاتب ومنظّر سياسي، أيّدا بشدة قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا. ووصف بوتين مصرعها بأنه "جريمة حقيرة ووحشية"، فيما تعهد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بـ"عدم الرحمة" مع مدبّري العملية.
وخلال تأبين دوجينا في موسكو الأسبوع الماضي، اعتبر ألكسندر دوجين أن ابنته سقطت على خط المواجهة، ودعا روسيا إلى ضمان "النصر" في أوكرانيا باسمها.
وثائق هوية كازاخستانية
وأشار "جهاز الأمن الفيدرالي" الروسي (إف إس بي)، الذي خلف جهاز الاستخبارات السوفيتية (كي جي بي)، إلى أن الأوكراني بوجدان تسيجانينكو ساهم في التحضير لاغتيال داريا دوجينا.
واتهم الجهاز تسيجانينكو بتزويد ناتاليا فوفك، المشبوهة الرئيسة في العملية بحسب موسكو، ببطاقة هوية مزوّرة ولوحات ترخيص مزيفة للسيارات، كما ساعدها في تجميع عبوة ناسفة زُرعت في سيارة دوجينا. وأشار إلى أن تسيجانينكو (44 عاماً) وصل إلى روسيا عبر إستونيا في 30 يوليو، وغادرها في اليوم السابق لاغتيال دوجينا، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
الجهاز ذكر، الاثنين، أن تسيجانينكو زوّد فوفك بلوحة ترخيص كازاخستانية ووثائق هوية كازاخستانية تعود إلى امرأة حقيقية، تُدعى يوليا زايكو.
استخدام مرآب في موسكو
ووصف تسيجانينكو بأنه عضو آخر في جماعة "تخريب وإرهاب" أوكرانية، اتهمها بتدبير عملية القتل وتنفيذها. وأضاف أن المتهم، الذي عرضت تسجيلاً مصوّراً له التقطته كاميرات مراقبة، ساعد في تجميع السيارة المفخخة بمرآب مستأجر في موسكو.
وفي تسجيل مصوّر مدته 11 دقيقة، بثّه "جهاز الأمن الفيدرالي"، ظهر الرجل يدخل روسيا في 30 يوليو، ويدخل ويخرج من مرآب في موسكو، حيث جمع لوحات أرقام مزيفة، بحسب الجهاز، قبل أن يخرج من روسيا في الساعات الأولى من 19 أغسطس، في اليوم السابق لمصرع دوجينا.
اللقطات التي التقطتها كاميرات المراقبة، أظهرت فوفك وهي تسير في منطقة رُكنت فيها السيارات خلال مهرجان حضرته دوجينا، قبل وقت وجيز من مصرعها. وأشار الجهاز إلى أن فوفك راقبت دوجينا وتأكدت من مغادرتها المهرجان، ثم تبعت سيارتها وفجّرتها، كما أفادت وكالة "رويترز".
تسجيلات مصوّرة
"جهاز الأمن الفيدرالي" اعتبر أن "الأجهزة الخاصة الأوكرانية أعدّت وارتكبت" عملية قتل دوجينا، واتهم فوفك بتنفيذ العملية ثم الفرار إلى إستونيا.
وأشار إلى أن فوفك وصلت إلى روسيا في يوليو مع ابنتها (12 عاماً)، واستأجرت شقة في المبنى الذي أقامت فيه دوجينا، من أجل مراقبتها. وزعم الجهاز أن فوفك وابنتها شاركتا في مهرجان قومي، حضره دوجين وابنته قبل مصرعها مباشرة.
وأضاف أن فوفك استخدمت لوحة ترخيص لمنطقة دونيتسك الانفصالية في شرق أوكرانيا، والمدعومة من موسكو، من أجل دخول روسيا، ولوحة كازاخستانية في موسكو ثم أخرى أوكرانية للعبور إلى إستونيا. وتابع أنه التقط تسجيلات مصوّرة وصوراً لفوفك، مستخدماً كاميرات مراقبة عند معابر حدودية، وأثناء قيادتها سيارة في موسكو، وعند مدخل مبنى سكني في العاصمة الروسية.
ونفت كييف بشدة تورّطها باغتيال دوجينا، فيما أعلنت السلطات الإستونية أنها لم تتلقَ أي طلبات أو استفسارات رسمية من روسيا بشأن فوفك.
اقرأ أيضاً: