أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، اتفاق وزراء دفاع التكتل الأوروبي على بدء العمل اللازم، لتشكيل بعثة أوروبية للمساعدة العسكرية لأوكرانيا.
وقال بوريل للصحافيين بعد اجتماع لوزراء الدفاع في العاصمة التشيكية براج: "هناك العديد من المبادرات التدريبية في الطريق، لكن الاحتياجات هائلة ونحتاج إلى ضمان تماسك هذه الجهود".
وتابع: "يمكنني القول إن جميع الدول الأعضاء تتفق بوضوح على ذلك، وعلى بدء العمل اللازم لتحديد معايير بعثة المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي لأوكرانيا".
انقسام حول الخطة
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع غير رسمي في براج، في ظل انقسام حول خطة لإطلاق مهمة تدريب واسعة للقوات الأوكرانية.
واقترح بوريل الذي يشارك في استضافة الاجتماع مع الرئاسة التشيكية للتكتل إطلاق هذه المهمة الأسبوع الماضي.
ولم يُكشف عن مزيد من التفاصيل، لكن، وفقاً لبوريل، يمكن تدريب الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون ضد الغزو الروسي منذ 24 فبراير في دول الاتحاد الأوروبي.
ولا يمكن للاجتماع غير الرسمي اتخاذ قرار ملزم بشأن هذه القضية، لكن بوريل قال في براج إنه يتوقع أن تؤدي المحادثات إلى "اتفاق سياسي عام وشامل".
وقال بوريل للصحافيين، الثلاثاء: "آمل أن نحصل على ضوء أخضر سياسي"، إلا أن بعض الوزراء كانوا أقل تفاؤلاً.
تفاؤل حذّر
من جانبه، قال وزير لوكسمبورج فرانسوا باوش: "يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه هي الطريقة الصحيحة للمساعدة.. لست متأكداً".
وأوضح: "ربما يمكن القيام بذلك بشكل أسرع وأكثر مرونة على المستوى الثنائي بإشراف الاتحاد الأوروبي".
بينما عبّرت الوزيرة النمساوية كلوديا تانر عن مخاوفها بالقول إن "القضية الأولى التي يجب توضيحها هي معرفة ما هي إمكانية تنفيذ مثل هذه المهمة بشكل جيد"، مشيرة إلى بعثات مماثلة تمت خارج الاتحاد الأوروبي.
وأضافت تانر: "من وجهة نظرنا، لا يزال العديد من الأسئلة دون إجابة".
فيما أشار الوزير السلوفاكي ياروسلاف ناد، المؤيد للمشروع، إلى أن بلاده مستعدة لاستضافة التدريب، قائلاً: "أعتقد أننا سنجد حلاً".
وشددت الوزيرة الهولندية كايسا أولونجرن على أن بلادها "سترد بشكل إيجابي للغاية" على مشروع بوريل.
وقالت: "إننا نقوم بالفعل بتدريب الجنود الأوكرانيين في المملكة المتحدة". ونحن نقوم (أيضاً) مع ألمانيا بتدريب آخر على إزالة الألغام، لذلك نعتقد أنها خطوة جيدة".
دعم أوكرانيا
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز دعا، الاثنين، إلى إصلاح آلية اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي، مطالباً إلى التوسع في تطبيق التصويت بالأغلبية بدلاً من الإجماع، على أن يتم ذلك بداية في قضايا مثل العقوبات وحقوق الإنسان.
وتعهّد شولتز في خطاب ألقاه في جامعة تشارلز في العاصمة التشيكية براج، بتوسيع الاتحاد الأوروبي ليضم أوكرانيا ومولدوفا ودول غرب البلقان، وكذلك جورجيا مستقبلاً.
وعن قضية تحديث جيش أوكرانيا، اقترح المستشار الألماني، استحداث خلية عمل بين دول الاتحاد الأوروبي، تقودها ألمانيا في إرسال المدفعية وموارد الدفاع الجوي.
وقال شولتز: "هدفنا هو قوات مسلحة أوكرانية حديثة قادرة على الدفاع عن بلدها بشكل دائم"، ولكنه قال: "رغم ذلك، لا يجب أن نرضى بتزويد كييف بالمعدات التي لا نحتاجها حالياً فحسب، فنحن نحتاج إلى تخطيط وتنسيق أكبر في هذا السياق أيضاً".
والاثنين، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القوات الروسية على الفرار من هجوم شنّته قواته بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، مشيراً إلى أن الجيش الأوكراني يستعيد أراضي البلاد، رغم أن روسيا قالت إن الهجوم فشل.
وجاء هجوم كييف بعد عدة أسابيع من الجمود النسبي في الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين ودمرت مدناً وتسببت في أزمة طاقة وغذاء عالمية وسط عقوبات اقتصادية غير مسبوقة.
اقرأ أيضاً: