أردوغان: صبرنا ينفد بشأن عسكرة جزر يونانية في بحر إيجة

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته إلى البوسنة والهرسك - 6 سبتمبر 2022 - REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته إلى البوسنة والهرسك - 6 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثينا، من أن صبره ينفد بشأن "عسكرة" جزر يونانية في بحر إيجة.

وكثف أردوغان في الآونة الأخيرة انتقاداته لما تعتبره تركيا حشداً عسكرياً يونانياً متزايداً في الجزر القريبة من سواحلها، فضلاً عن الدعم العسكري الغربي لليونان، التي تخوض أنقرة نزاعات إقليمية معها منذ فترة طويلة، كما أفادت "بلومبرغ".

وأضافت الوكالة أن هذا الموقف المتشدد قد يساعد أردوغان في جذب أصوات القوميين، قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية التي تنظمها تركيا العام المقبل، مستدركة أنه يهدد أيضاً بتصعيد التوتر العسكري بين أنقرة وأثينا.

خطوات "لا تبشّر بالخير"

أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي خلال زيارة للبوسنة والهرسك الثلاثاء، سُئل هل تدرس تركيا شنّ عملية عسكرية ضد اليونان، بعد قوله قبل أيام "يمكن أن نأتي بغتةً ذات ليلة"، فأكد أن ما تحدث عنه في هذا الصدد "ليس حلماً".

وأضاف في إشارة إلى اليونانيين: "لديهم جزر، (شُيّدت) عليها قواعد عسكرية، وإذا استمرت التهديدات غير المشروعة ضدنا منها، فإن لصبرنا حدوداً".

وأشار إلى أن تركيا ستتخذ ما يلزم ضد هذه التهديدات "عندما يحين الوقت"، معتبراً أن خطوات تتخذها اليونان، مثل تتبّع مقاتلات تركية بالرادار "لا تبشّر بالخير"، بحسب وكالة "الأناضول" الرسمية التركية للأنباء.

"تنمّر عثماني جديد"

رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس علّق الثلاثاء على تصريحات أردوغان، قائلاً خلال اجتماع في أثينا مع الرئيسة السلوفاكية زوزانا كابوتوفا: "ليس مقبولاً أن تتلقّى اليونان تهديدات تبلغ حدّ التشكيك بالسيادة اليونانية، من بلد حليف في الناتو"، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي، بحسب "بلومبرغ".

جاء ذلك بعدما قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، إثر لقائه نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا: "نرفض بشكل تام التنمّر العثماني الجديد".

واعتبر أن تصريحات المسؤولين الأتراك باتت "شائنة وغير مقبولة"، مشدداً على أن الجيش اليوناني "قادر على الدفاع عن وطننا".

أما كولونا فأعربت عن "قلق" فرنسا من التوتر المتزايد بين اليونان وتركيا، معتبرة أن "المنطقة تحتاج إلى تهدئة، لا توترات".

 وقالت لصحيفة "كاثيميريني" اليونانية: "فرنسا دوماً واضحة جداً وداعمة عندما يتعلّق الأمر بالهجمات على سيادة اليونان، وهذا (الأمر) لن يتغيّر".

كذلك أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلق شديد" إزاء "تصريحات عدائية" أدلى بها أردوغان ضد اليونان، اعتبرت الولايات المتحدة أنها "يمكن أن تثير خلافات غير مفيدة بين الحلفاء في الناتو".

وكان أردوغان توعّد اليونان السبت بأنها ستدفع "ثمناً باهظاً"، بعدما اتهمها بمضايقة مقاتلات تركية فوق بحر إيجة.

كذلك اتهم الرئيس التركي أثينا بـ"احتلال" جزر في بحر إيجة، تخضع للسيادة اليونانية ولكن لا يمكن لأثينا أن تنشر فيها جنوداً، تطبيقاً لمعاهدات أُبرمت في نهاية الحرب العالمية الأولى، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

كثفت الولايات المتحدة زياراتها إلى قواعد لليونان، بعدما حدّث البلدان اتفاق تعاون دفاعي مشترك في أكتوبر 2021. وتخشى تركيا أن يؤدي الوجود العسكري الأميركي المتزايد ومبيعات الأسلحة الفرنسية لأثينا، إلى ترجيح الميزان العسكري لمصلحة اليونان، بحسب "بلومبرغ".

رسائل تركية

وفي هذا الصدد، أشارت "الأناضول" إلى أن تركيا وجّهت في مطلع الشهر الجاري، رسائل إلى 25 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، ومسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل، ومنظمات دولية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، من أجل توضيح موقف أنقرة بشأن تسوية المشكلات مع أثينا في بحر إيجة.

وأضافت أن الرسائل، التي وقّعها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، "تسلط الضوء على الممارسات غير القانونية لليونان ومطالبها المتطرفة".

وأضافت أن "اليونان تزعم أن مساحة مجالها الجوي هي 10 أميال بحرية، رغم أن مساحة مياهها الإقليمية في بحر إيجة تبلغ 6 أميال".

واعتبرت الرسائل أن اليونان هي "الدولة الوحيدة في العالم التي لديها حدود مياه إقليمية، ومجال جوي غير متطابقين ولا معترف بهما من الدول الأخرى".

واتهمت أثينا بـ"التهرّب من الحوار وتصعيد التوتر وجعل الاتحاد الأوروبي جزءاً من مشكلات بحر إيجة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات