أعلنت أوكرانيا تقدماً جديداً باستعادة "أكثر من عشرين بلدة كانت تسيطر عليها القوات الروسية" خلال 24 ساعة، في إطار هجومها المضاد شرقي البلاد، فيما أكدت موسكو عزمها القتال "إلى أن تتحقّق أهدافها"، مستبعدة إجراء مفاوضات.
وقال الجيش الأوكراني في تقريره الصباحي، الاثنين، إن "تحرير البلدات من الغزاة الروس في منطقتي خاركوف ودونيتسك يتواصل".
وأشار إلى أن قواته "نجحت (على طول خط المواجهة) في إخراج العدو من أكثر من 20 بلدة" خلال 24 ساعة، مؤكداً أنّ "القوات الروسية تتخلّى على عجل عن مواقعها وتهرب".
من جهتها قالت كارين جان-بيير، المتحدة باسم البيت الأبيض، إن القوات الأوكرانية "تقاتل بضراوة لاستعادة الأراضي من روسيا". وأضافت: "سنستمر في دعم أوكرانيا التي تواصل الدفاع عن ديمقراطيتها في مواجهة العدوان الروسي"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
والأحد، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه تمّ "تحرير" مدينة إيزيوم شرقي البلاد، في إطار الهجوم المضاد الذي بدأ منذ أيام عدّة.
ويمكن لخسارة هذه المدينة الاستراتيجية أن تؤثّر بشكل خطير على طموحات موسكو العسكرية في شرق أوكرانيا.
ويحيي هذا الخرق الآمال بالنسبة لكييف في تغيير موازين القوى على الأرض، بعدما بدا أن الوضع كان يراوح مكانه لفترة طويلة.
"لا تراجع"
وقال الكرملين إنّ الهجوم الروسي الذي بدأ في فبراير الماضي سيتواصل "إلى أن تتحقّق الأهداف". وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية: "ليس هناك أي احتمال لإجراء مفاوضات" حالياً.
واستأنفت موسكو لهجتها الهجومية للإعلان عن قصف المناطق التي استعادتها أوكرانيا في منطقة خاركوف، في كوبيانسك وإيزيوم، وذلك بعدما سبق أن اعترفت بخسارتها الميدانية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، بدء عمليات قصف جوية "دقيقة" على مناطق استرجعها الجيش الأوكراني في خاركوف شرقي أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف في إيجاز صحافي، إن القوات الروسية الجوية والصاروخية والمدفعية "توجه ضربات دقيقة على وحدات واحتياطيي القوات المسلحة الأوكرانية" في بلدتي كوبيانسك وإيزيوم.، بمنطقة خاركوف.
المرحلة الثالثة
وأعلنت أوكرانيا أنها استعادت 3 آلاف كيلومتر مربع من أراضيها، خصوصاً في منطقة خاركوف، منذ بداية سبتمبر.
وأشار الجيش الأوكراني في البداية إلى هجوم مضاد في الجنوب، قبل أن يحرز تقدّماً خاطفاً الأسبوع الماضي في منطقة خاركوف. كذلك، أعلن الجيش الأوكراني الأحد أنّ الروس "انسحبوا من مواقعهم في عدّة بلدات" في منطقة خيرسون في الجنوب.
من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، الاثنين، إنّ الحرب في أوكرانيا دخلت "مرحلتها الثالثة، وسيكون للنجاحات العسكرية الأوكرانية الحالية تأثير كرة الثلج حتى هزيمة الجيش الروسي".
وأوضح الوزير الأوكراني أنّ "الخطوة الأولى في الحرب كانت ردع الروس، والثانية كانت تحقيق التوازن بينهم وبيننا على الجبهة، لتثبيت الجبهة، واختبار قدراتهم على الصمود".
ومساء الأحد، عانت مناطق أوكرانية عدّة (شرق وشمال وجنوب ووسط) انقطاعاً واسعاً في التيار الكهربائي، نسبته كييف إلى الضربات الروسية. وقرب خاركوف، تضرّرت محطة الطاقة الحرارية، الثانية في البلاد، بحسب الرئاسة.
وأعيد التيار الكهربائي بسرعة في جزء من المناطق المتضرّرة. كما تمّت استعادة "80%" من إمدادات الكهرباء والمياه في خاركوف، حسبما أعلن كيريو تيموشينكو، نائب الرئيس عبر تطبيق "تلجرام".
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليج نيكولنكو، هذه الهجمات بأنها "عمل يائس" من قبل القوات الروسية في مواجهة نكساتها.