إيران.. عشرات الضحايا في الاحتجاجات والجيش يتعهّد بـ"التصدي للأعداء"

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون في إيران احتجاجاً على وفاة مهسا أميني بعد احتجازها من الشرطة - Twitter/@1500tasvir
متظاهرون في إيران احتجاجاً على وفاة مهسا أميني بعد احتجازها من الشرطة - Twitter/@1500tasvir
دبي/ طهران - الشرقوكالات

دخلت الاحتجاجات في إيران يومها السابع، وأسفرت عن مصرع 36 شخصاً، بحسب منظمة حقوقية تتخذ من نيويورك مقراً، بعد وفاة الشابة مهسا أميني التي أوقفتها الشرطة نتيجة ارتدائها "لباساً غير محتشم"، وفق الشرطة الإيرانية، في حين تعهد الجيش بالتصدي لما وصفهم بـ"الأعداء".

إيران حيث لا تزال شبكة الإنترنت والاتصالات شبه مقطوعة بالكامل، تشهد، الجمعة، تظاهرات مؤيّدة لارتداء الحجاب، رداً على الاحتجاجات، فيما تعهّد الجيش بـ"التصدي للأعداء"، وهدد رئيس القضاء المتظاهرين، بعدما وصفهم بـ"غوغائيين وفوضويين".

وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب حذر  من وصفهم بـ"المحرّضين" من أن "حلمهم بهدم القيم الدينية" لن يتحقق إطلاقاً، حسبما نقلت "رويترز" عن وسائل إعلام إيرانية. جاء ذلك بعدما أعلنت أجهزة الاستخبارات أن "كلّ مشاركة في تظاهرات غير قانونية، ستُعاقب أمام القضاء".

احتجاجات في عشرات المدن

وكانت "شرطة الأخلاق" أوقفت أميني (22 عاماً)، اعتراضاً على لباسها. وقال ناشطون إنها تلقّت ضربة على رأسها، أدت إلى وفاتها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وأعلنت فتح تحقيق في الحادث.

وأشارت "بلومبرغ" إلى تنظيم احتجاجات في عشرات المدن والبلدات، بما في ذلك العاصمة طهران، وكذلك كرج وشيراز وتبريز وكرمان وجزيرة كيش ويزد ونيشابور وأصفهان ومشهد. ولفتت إلى أن الاضطرابات هي الأكثر اتساعاً في إيران منذ نوفمبر 2019، عندما عطّلت السلطات الإنترنت وقتلت مئات الأشخاص، بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان.

وأحرق محتجون مراكز شرطة ومركبات تابعة لها، فيما تشير أنباء إلى تعرّض قوات الأمن لهجمات، حسبما أفادت "رويترز".

وأضافت أن تسجيلاً مصوّراً نشره حساب "تصوير 1500"، الذي يركّز على احتجاجات إيران ووصل عدد متابعيه إلى نحو 100 ألف على تويتر، أظهر هتاف محتجين في شمال شرقي البلاد "نموت نموت وتعود إيران"، قرب مركز محترق للشرطة.

حرق صورة سليماني

كذلك أعرب محتجون عن غضبهم إزاء المرشد الأعلى علي خامنئي، إذ هتف حشد في طهران "مجتبى، نتمنّى أن تموت قبل أن تصبح مرشداً أعلى"، في إشارة إلى نجل خامنئي، الذي يُعتقد بأنه قد يخلف والده في زعامة البلاد. 

وتخلّلت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، فيما أظهرت تسجيلات مصوّرة إقدام محتجين على تشويه أو إحراق صور لخامنئي، علماً أن شبكة الإنترنت والاتصالات لا تزال شبه مقطوعة بالكامل في البلاد.

كذلك هتف محتجون "الموت للديكتاتور!"، فيما أظهر تسجيل مصوّر متظاهرين يحرقون لوحة إعلانية ضخمة، عليها صورة للقائد السابق لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، في مسقط رأسه بكرمان، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وأضافت الوكالة أن التلفزيون الرسمي الإيراني بثّ، الجمعة، أن 26 شخصاً سقطوا خلال الاحتجاجات، بينهم عناصر أمن، فيما أشارت وسائل إعلام رسمية أخرى إلى اعتقال 280 من المتظاهرين.

لكن "مركز حقوق الإنسان في إيران" (مقره نيويورك) رفع عدد الضحايا إلى 36، مشيراً إلى تواصل الاحتجاجات في مدن عدة. وكانت منظمة "إيران هيومن رايتس" المعارضة، التي تتخذ من العاصمة النرويجية أوسلو مقراً، أفادت الخميس بمصرع 31 شخصاً، بحسب "فرانس برس".

تظاهرات مؤيّدة للحجاب

وتشهد إيران الجمعة تظاهرات مؤيّدة لوضع الحجاب، يُرجّح أن يكون أضخمها بناءً على دعوة وجّهتها منظمة حكومية أمام جامعة طهران بعد صلاة الجمعة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".

ووصف "المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية"، المكلّف بتنظيم التظاهرات الرسمية، المحتجين بأنهم "مرتزقة أهانوا القرآن الكريم والنبيّ، وأحرقوا مساجد والعلم المقدس للجمهورية الإسلامية، ودنّسوا حجاب النساء والأماكن العامة ومسّوا بالأمن العام".

ودعا رئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي، الخميس، المدعي العام والقضاء إلى التحرّك لـ"الحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين في كل البلاد ومواجهة العناصر المخرّبة والمشاغبين المحترفين". وقال: "الأشخاص الذين ألحقوا ضرراً بالممتلكات العامة وخالفوا أوامر الشرطة والمرتبطون بأجهزة تجسّس خارجية، يجب أن يُعاملوا وفق القانون، دون أي رحمة".

"إضعاف النظام"

الجيش الإيراني اعتبر الجمعة أن "هذه الأعمال اليائسة جزء من استراتيجية خبيثة للعدوّ، هدفها إضعاف النظام الإسلامي". وتعهد بأنه "سيتصدى للأعداء" لضمان الأمن والسلام في البلاد، متهماً "أوباشاً" بالتسبّب في "إلحاق خسائر بالأموال العامة والمؤسسات والإخلال بالأمن العام وإثارة فوضى في البلد"، بعدما "فشلوا في مختلف مؤامراتهم ضد النظام"، بحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.

جاء ذلك بعدما ندّد "الحرس الثوري" الإيراني بـ"عملية نفسية وحرب إعلامية مفرطة" بدأت "بذريعة وفاة مواطنة". ووصف ما يحدث بأنه "مؤامرة جديدة سيكون مصيرها الفشل"، داعياً القضاء إلى محاكمة "الذين ينشرون أخباراً كاذبة وشائعات".

في السياق ذاته، اعتبر قائد سلاح البحرية في "الحرس الثوري" علي رضا تنكسيري أن "الشعب الإيراني سيقضي على فتنة العدوّ... ويقصم ظهر المستكبرين". وأضاف أن "العدوّ يتصوّر واهماً أن في إمكانه تقسيم إيران"، وفق وكالة "فارس".

"ازدواج المعايير"

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اعتبر، الخميس أن "أفعال الفوضى" غير مقبولة. وقال خلال مؤتمر صحافي على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إن حجم التغطية لملف أميني جاء نتيجة "ازدواج المعايير"، وزاد: "كل يوم في بلدان مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة، نرى رجالاً ونساءً يموتون في مواجهات مع الشرطة، ولكن لا نرى حساسية بشأن السبب والتعامل مع هذا العنف". وأضاف: "هناك حرية تعبير في إيران".

رئيسي لم يحضر مقابلة مع المذيعة البارزة في شبكة "سي إن إن" الأميركية كريستيان أمانبور. وكتبت الأخيرة على تويتر أن مساعداً لرئيسي أبلغها أن الرئيس رفض المشاركة في المقابلة إلا إذا ارتدت الحجاب، نظراً إلى "الوضع في إيران". وأضافت: "لم أستطع الموافقة على هذا الوضع غير المسبوق وغير المتوقع".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات