تايوان تدشّن سفينة حربية برمائية لتعزيز دفاعاتها ضد الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيسة التايوانية تساي إينج وين خلال تدشين السفينة الحربية البرمائية "يو شان" في كاوشيونج - 30 سبتمبر 2022 - REUTERS
الرئيسة التايوانية تساي إينج وين خلال تدشين السفينة الحربية البرمائية "يو شان" في كاوشيونج - 30 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي - الشرق

تسلمت البحرية التايوانية، الجمعة، سفينة حربية برمائية جديدة مصنّعة محلياً، يمكن استخدامها لإنزال القوات وتعزيز خطوط الإمداد لجزر معرّضة للخطر.

وتزامن ذلك مع سعي رئيس باراجواي ماريو عبدو بينيتيز إلى نزع فتيل خلاف دبلوماسي مع تايوان، بعد قوله لصحيفة "فايننشيال تايمز" إن على الجزيرة استثمار مليار دولار في بلاده إذا أرادت أن تبقى حليفة لها.

وتُعدّ السفينة "يو شان" التي تزن 10 آلاف و600 طن وأُطلق عليها اسم أعلى جبل في تايوان، أحدث خطوة في إطار جهود طموحة للرئيسة تساي إينج وين لتحقيق اكتفاء ذاتي دفاعياً، من خلال تحديث القوات المسلحة في ظلّ ضغوط متزايدة من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر.

وقالت تساي خلال حفل التسليم في مدينة كاوشيونج الساحلية جنوب البلاد، إن السفينة تشهد على جهود تايوان لتعزيز إنتاج سفنها الحربية وتحقيق هدف "استقلالية الدفاع الوطني".

وأضافت: "عندما يتعلّق الأمر بالتهديدات العسكرية للصين، فقط من خلال تعزيز قدراتنا في الدفاع عن النفس يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي. تتمثل سياستنا وتصميمنا الدائمان في تطبيق استقلالية الدفاع الوطني، كي يكون لدى الجيش أفضل المعدات للدفاع عن البلاد".

"ناقل" بحري

ونفذت بكين مناورات حربية ضخمة قرب تايوان الشهر الماضي، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة. واستمر النشاط العسكري الصيني، وإن بوتيرة منخفضة جداً، كما أفادت وكالة "رويترز".

وشيّدت السفينة شركة CSBC Corporation Taiwan المدعومة من الدولة، وهي مزوّدة بمدفع لاستخدامه ضد أهداف جوية وبرية، إضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات ومدافع من طراز Phalanx المضادة للطائرات والصواريخ.

وقال رئيس الشركة تشينج وين لونج إن "يو شان"، إضافة إلى كونها سفينة حربية برمائية، مع مساحة لهبوط مقاتلات ومروحيات، ستؤدي أيضاً "دور ناقل أساسي" في بحر الصين الجنوبي والجزر التايوانية التي تقع قرب الساحل الصيني، وتُعتبر أهدافاً سهلة لبكين خلال حرب.

تحالف استراتيجي

بعد يوم على نشر المقابلة مع الصحيفة البريطانية، عقد عبدو بينيتيز مؤتمراً صحافياً افتراضياً، نفى خلاله وضعه شروطاً في مقابل دعمه تايوان، ومكرّراً تأكيده أن أسونسيون وتايبيه ستبقيان حليفتين استراتيجيتين خلال عهده، كما أفادت "بلومبرغ".

وأضاف أن على الدولتين أن تظهرا لمواطني باراجواي فوائد تلك العلاقات؛ لأن الرئيس المستقبلي قد يكون أقلّ دعماً لتايبيه.

وتابع: "ما نفعله مع تايوان، وهم يساعدونني، هو العمل على أجندة يتمثل هدفنا فيها في جذب ما لا يقلّ عن مليار دولار من الاستثمارات التايوانية".

وتُعدّ باراجواي واحدة من أبرز الاقتصادات في لائحة محدودة من البلدان، بما في ذلك جواتيمالا وهندوراس، التي تعترف بتايوان وليس الصين.

وبدأت العلاقات بين الجانبين قبل 65 عاماً، وتعود إلى عهد الرئيسين المناهضين للشيوعية، ألفريدو ستروسنر وتشيانج كاي شيك في أسونسيون وتايبيه. الرجلان لم يلتقيا إطلاقاً، رغم أن ستروسنر أجرى زيارة دولة إلى تايوان في عام 1975، برفقة سكرتيره الشخصية، والد عبدو بينيتز، بحسب "بلومبرغ".

وقدّمت تايوان مساعدات مالية وإنسانية بمئات الملايين من الدولارات لحليفتها في أميركا اللاتينية. ورغم أن التبادل التجاري بين الدولتين سجّل رقماً قياسياً بلغ 196 مليون دولار في عام 2021، إلا أنه شكّل أقلّ من 1% من إجمالي قطاع التجارة في باراجواي في ذاك العام.

ونقلت "فايننشيال تايمز" عن عبدو بينيتيز قوله خلال المقابلة: "ثمة استثمارات تايوانية تتجاوز 6 مليارات دولار في دول ليست لديها علاقات دبلوماسية مع تايوان، ونريد من (هذا المبلغ) مليار دولار توضع في باراجواي. سيساعدنا ذلك في تعزيز حجتنا بشأن أهمية هذا التحالف الاستراتيجي مع تايوان".

"دليل على حب" باراجواي

استفاد مصدّرو فول الصويا ولحوم البقر في باراجواي بشكل غير مباشر من طلب الصين على الأغذية، من خلال ارتفاع أسعار السلعتين عالمياً.

ومع ذلك، بات المزارعون ومربو الماشية قلقين بشكل متزايد من أن العلاقات الخاصة لباراجواي مع تايوان لا تُترجم إلى فرص عمل، فيما يبقون خارج السوق الصينية الضخمة.

وفي مطلع عام 2021، أثناء ذروة أزمة فيروس كورونا المستجد، أعلنت حكومة عبدو بينيتيز أنها تلقّت عرضاً لتزويدها بلقاحات مضادة لكورونا، في مقابل اعترافها ببكين.

وطالب وزير الخارجية آنذاك، إقليدس أسيفيدو، علناً الولايات المتحدة وتايوان بأن تظهرا "دليلاً على حبهما" لباراجواي.

وتنتهي ولاية عبدو بينيتيز في أغسطس المقبل، بعدما استمرت 5 سنوات، ويُرجّح أن يقع على عاتق خليفته تحديد استمرار العلاقات بين أسونسيون وتايبيه، بحسب "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات