واشنطن تضغط على الحلفاء لإنشاء نظام دفاع جوي لصالح أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
نظام الدفاع الجوي الألماني "IRIS-T SLM" خلال معرض في العاصمة برلين- 22 يونيو 2022 - REUTERS
نظام الدفاع الجوي الألماني "IRIS-T SLM" خلال معرض في العاصمة برلين- 22 يونيو 2022 - REUTERS
واشنطن-أ ف ب

تُمارس واشنطن ضغوطاً على حلفائها لإنشاء "نظام دفاع جوي طارئ" باستخدام معدات تناسب معايير حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بعضها حديث جداً وبعضها أقدم، وذلك لحماية الأهداف الأوكرانية الأساسية الاستراتيجية من القصف الروسي.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بروكسل، غداة اجتماع لنحو 50 عضواً في مجموعة الاتصال الأوكرانية التي أسستها الولايات المتحدة وترأسها إن "الإدارة (الأوكرانية) قالت إن أكثر ما هي بحاجة إليه فوراً هو الدفاع الجوي".

ولكن من أجل إنشاء "الدرع الجوي" الذي طالب به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يجب إنشاء ما يُسمّيه العسكريون نظام دفاع أرض جو متعدد المستويات.

وأوضح رئيس هيئة الأركان العامة الأميركية الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، طبيعة أنظمة الدفاع ذات المستويات الثلاثة "أنظمة قصيرة المدى ومنخفضة الارتفاع، ثمّ أنظمة متوسطة المدى ومتوسطة الارتفاع، وأخيراً أنظمة بعيدة المدى وعالية الارتفاع".

وستسمح المستويات الثلاثة بحماية الأهداف الاستراتيجية الأوكرانية كالمدن الكبيرة والمنشآت الأساسية ومراكز السلطة، من الصواريخ البالستية وصورايخ كروز والطائرات المسيّرة.

أنظمة "ناسامس"

ووعدت الولايات المتحدة بأنظمة دفاع "ناسامس" التي سيصل أول نظاميْن منها قريباً إلى أوكرانيا، وذلك في وقت طلبت واشنطن 6 أنظمة أخرى من شركة "Raytheon" المُصنّعة، لكن قد لا يتم تسليم الأنظمة القصيرة أو المتوسطة المدى والأنظمة المتوسطة الارتفاع قبل عامين أو 3 أعوام.

وأرسلت ألمانيا أول نظام دفاع جوي ألماني من طراز "آيريس-تي" Iris-T إلى كييف التي يجب أن ننتظر حتى العام المقبل لتحصل على الأنظمة الثلاثة الأخرى الموعود بها. ويهدف هذا النظام متوسط المدى ولكن العالي الارتفاع، إلى حماية مدينة صغيرة.

ومن أجل تسريع العملية، حثّت الولايات المتحدة، الأربعاء، حلفاءها على إرسال معداتهم المتوافرة للدفاع الجوي، حتى القديمة منها، إلى كييف، شرط أن تكون مناسبة لمعايير حلف شمال الأطلسي.

استجابة إسبانية سريعة

كانت إسبانيا أول من استجاب للدعوة الأميركية اعتباراً من الخميس، إذ أعلنت أنها سترسل إلى أوكرانيا 4 أنظمة أرض-جو متوسطة المدى من طراز "هوك"، بحسب أوستن الذي رحّب بـ"الرد السريع جداً".

وتعود هذه الأنظمة إلى الحرب الباردة، وتمّ تحديثها على مر السنوات، وجدّدت إسبانيا 9 منها لإطالة عمرها.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن فرنسا ستُوفر لكييف "رادارات وأنظمة صواريخ (مضادة للطائرات) لحماية (الأوكرانيين) من الهجمات وخصوصاً لحمايتهم من هجمات الطائرات من دون طيار".

ولم يحدد ماكرون طراز أنظمة الدفاع الجوي هذه، لكن مسؤولاً عسكرياً أميركياً تحدّث عن نظام أرض-جو عالي الارتفاع "SAMP/T" معروف باسم "بامبا"، وهو المنافس الأوروبي لـ"Patriot" الأميركي المستخدم في فرنسا وإيطاليا وسنغافورة. ويُستخدم هذا النظام في الدفاع الجوي لحلف شمال الأطلسي.

وقالت الرئاسة الفرنسية، الخميس: "يبدو الإيطاليون راغبين في رؤية ما يمكن تقديمه من أنظمة SAMP/T، لكن كل ذلك مُعقّد للغاية ويجب البحث فيه مع شركاء آخرين". وأضافت: "إنه عمل جارٍ نظراً للمطالب الأوكرانية".

وذكّرت الحكومة الفرنسية بأن باريس قدمت أيضاً صواريخ أرض-جو قصيرة المدى من طراز "كروتيل".

بدورها، أعلنت بريطانيا، الأربعاء، إرسالها صواريخ من طراز "أمرام" المخصصة لأنظمة "ناسامس" التي وفرتها الولايات المتحدة.

نظام "سبادا 2000"

وواشنطن مهتمة أيضاً بنظام "سبادا 2000" الإسباني، حسبما قال مسؤول أميركي لوكالة "فرانس برس"، طلب عدم الكشف عن هويته.

وهذا النظام هو نسخة حديثة من نظام متوسط المدى والارتفاع يعمل منذ الثمانينيات في إيطاليا، وتمّ بيعه في إسبانيا والكويت وباكستان.

ومن أجل توفير دفاع ضد الصواريخ البالستية، تُخطط واشنطن لتزويد أوكرانيا ببطاريات باتريوت بعيدة المدى. ويضغط الجيش الأميركي، الذي لديه مخزون محدود منها، على الدول الأخرى التي اشترتها للمشاركة في الجهود.

كما تحاول واشنطن إقناع إسرائيل بتسليم عناصر من نظام القبة الحديد الخاص بها.

وأضاف رئيس هيئة الأركان الأميركية أنه عند تسليم جميع الأنظمة، سيتعيّن "التأكد من إمكانية ربطها معاً بواسطة أنظمة القيادة والاتصالات، وأنها مزودة برادارات يُمكنها الاتصال الواحد بالآخر، حتى تتمكن من تحديد موقع هدفها في رحلة الاقتراب".

وأوضح أن "ذلك سيكون مُعقداً على المستوى التقني.. وسيستغرق بعض الوقت".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات