أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، عن ثقته بتمكن اليونان وتركيا من حل جميع المشكلات المتعلقة بشرق البحر المتوسط عن "طريق الحوار"، مشدداً على أنه "من غير المقبول أن تشكك دولة حليفة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) في سيادة دولة حليفة أخرى".
وقال شولتز في مؤتمر صحافي مشترك في أثينا مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن "علاقات الجوار الطيبة مع تركيا، على سبيل المثال، لها أهمية لا تقتصر على الدولتين فحسب، ولكن لجميع العلاقات الدولية في أوروبا وبين ساحلي المحيط الأطلسي".
وشهدت العلاقات بين اليونان وتركيا تنافساً طويلاً، وسلسلة من النزاعات الحدودية البحرية التي أججت التوتر بينهما، وسط توجيه تركيا اتهامات لليونان المنضوية معها في حلف "الناتو"، بأنها تسعى لنشر أسلحة في أكثر من 12 جزيرة في بحر إيجه.
كما أن اليونان وتركيا على خلاف منذ عقود بشأن حدود الجرف القاري لكل منهما، وحقوق التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط، والتحليق فوق بحر إيجه، وقبرص المنقسمة.
واعتبر أن المستشار الألماني في حوار مع صحيفة "تانيا" اليونانية، أنه "من غير المقبول أن تشكك دولة حليفة بحلف شمال الأطلسي في سيادة دولة حليفة أخرى".
وزاد: "علاقات الجوار الطيبة لا تقتصر على الدولتين فحسب، ولكن تشمل أوروبا بأكملها"، لافتاً إلى أن ألمانيا "مؤمنة بأن المشكلات القائمة يمكن حلها عن طريق الحوار، بالاستناد إلى القانون الدولي".
من جهته، شدد ميتسوتاكيس على "عدم وجود مجال لمزيد من التوترات في أوروبا"، في إشارة إلى ما تقول أثينا إنه "خطاب عدائي من جانب تركيا"، بحسب وكالة "رويترز".
وأضاف بعد اجتماعه مع شولتز أنه "لا مجال لمصادر توتر أخرى غير ضرورية، فالجزر اليونانية لا تشكل تهديداً لأحد"، مشدداً على أن "أوروبا يجب أن تتصدى لخطط روسيا لزعزعة الاستقرار في القارة".
تركيا: قنوات الحوار مفتوحة
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أكد الثلاثاء، أن بلاده "تبذل جهوداً كبيرة لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة دائماً مع اليونان، رغم جميع الأفعال والخطابات المستفزة لها"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول".
وشدد الوزير التركي في كلمة افتتاحية لمعرض الصناعات الدفاعية والطيران المقام في إسطنبول، أن بلاده "تحترم وستواصل احترام حدود الدول الجارة وحقوقها السيادية"، مشيراً إلى "أننا ننتظر من جيراننا احترام حقوقنا السيادية والتصرف وفقاً للقانون الدولي والمنطق والعقل".
وذكر أن تركيا "مصممة وعازمة وقادرة على حماية حقوقها ومصالحها في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، بما في ذلك قبرص"، مبيناً أنه "إذا تمكنت اليونان من رؤية تركيا كحليف قوي وموثوق وفعال بدلاً من اعتبارها تهديداً، فسيكون ذلك إنجازاً كبيرًا لبلدينا ومنطقتنا وحلف الناتو".