كييف تعلن إسقاط "مسيرات إيرانية".. وتحذيرات من غارات جوية بمناطق أوكرانية

time reading iconدقائق القراءة - 8
جنود أوكرانيون فوق مدفع بالقرب من خط المواجهة في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا. 9 نوفمبر 2022 - REUTERS
جنود أوكرانيون فوق مدفع بالقرب من خط المواجهة في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا. 9 نوفمبر 2022 - REUTERS
دبي/ كييف/ أنقرة/ واشنطن -الشرقرويترز

أعلنت قيادة الجيش الأوكراني، الخميس، إسقاط مسيرات "إيرانية الصنع"، وصد هجمات للقوات الروسية في مناطق متفرقة بإقليمي لوغانسك ودونيتسك شرقي البلاد، فيما حذرت السلطات المحلية من غارات جوية روسية في عدة مناطق أوكرانية.

يأتي الإعلان غداة قرار روسيا سحب قواتها من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في مدينة خيرسون الاستراتيجية جنوبي أوكرانيا التي تتعرّض لهجوم مضاد أوكراني منذ أسابيع، وفي الوقت الذي تشير تقديرات أميركية إلى تكبد موسكو خسائر بشرية فادحة منذ انطلاق غزو أوكرانيا في فبراير الماضي.

وبحسب بيانات خريطة التحذير من الغارات الجوية على الإنترنت لوزارة التحوّل الرقمي الأوكرانية، صدرت تحذيرات من الغارات الجوية، صباح الخميس، في مناطق أوديسا وكيروفوهراد وميكولاييف وشيركاسي ودنيبروبيتروفيسك.

كما دوت صفارات الإنذار للغارات الجوية في المناطق التي تسيطر عليها كييف في منطقة زابوروجيا، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأعلن أليكسي كولمزين، رئيس بلدية دونيتسك الشرقية، التي يسيطر عليها الموالون لروسيا مصرع شخص وإصابة امرأة خلال قصف القوات الأوكرانية لمنطقة كويبيشيفسكي في دونيتسك.

وقال كولمزين، في بيان على تليجرام: "نتيجة للقصف الليلي.. لأراضي منطقة كويبيشيفسكي من قبل النازيين، وقعت إصابة مباشرة في شقة بناية شاهقة في شارع فاخروشيفا"، مضيفاً: "توفي رجل من مواليد عام 2002. وأصيبت امرأة من مواليد عام 1981، ونقلت إلى المستشفى بجروح تشظية".

إحباط "هجوم إرهابي"

من جانبه، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في مقاطعة سفيردلوفسك إحباط "هجوم إرهابي" في منشأة إدارية في منطقة كيروفسكي في يكاترينبورج، واعتقال المنظم.

وقالت دائرة جهاز الأمن في المقاطعة في بيان إنها احتجزت "روسياً يبلغ من العمر 47 عاماً كان ينوي القيام بعمل إرهابي في مبنى إداري بمنقطة كيروفسكي في مدينة يكاتيرينبورج"، بحسب "سبوتنيك".

في المقابل، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، صدت وحدات من قوات الدفاع الأوكرانية هجمات للروس في مناطق متفرقة بإقليمي لوغانسك، ودونيتسك شرقي البلاد.

وأضافت في إفادتها اليومية على فيسبوك، أن القوات الروسية أطلقت "11 صاروخاً، وشنت 22 ضربة جوية، ونفذت أكثر من 35 هجوماً باستخدام راجمات الصواريخ".

وأوضحت أنّ الهجمات استهدفت مناطق في أكثر من 30 مستوطنة في مدينة تشيركاسي (وسط)، وأقاليم خاركوف (شمال شرق)، ولوغانسك، ودونيتسك، وخيرسون، وميكولايف (جنوب).

في دونيتسك ولوغانسك، ودنيبروبتروفيسك وزابوروجيا (جنوب شرق)، وميكولايف وخيرسون (جنوب)، وسومي (شمال شرق).

توقف إجلاء المدنيين من خيرسون

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن ما وصفته بـ"إجلاء" السكان من مدينة خيرسون قد توقف بسبب عدم وجود راغبين، مشيرة إلى أن القوات الروسية أوقفت صرف الرواتب والمزايا الاجتماعية.

وأوضحت أنّ الطيران الأوكراني نفذ خلال الساعات الماضية 6 ضربات جوية، أصابت مواقع تمركز ومعدات عسكرية وأنظمة دفاع جوي روسية، كما أسقطت وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية 5 طائرات مسيرة (إيرانية الصنع) طراز "شاهد-136"، مروحية، و3 طائرات مسيرة طراز "أورلان-10" (Orlan-10) باتجاهات مختلفة.

ووفقاً للبيان، أصابت وحدات قوات الصواريخ والمدفعية الأوكرانية "منطقة تمركز للقوات الروسية وأسلحة ومعدات عسكرية ومستودع للذخيرة، وأهداف عسكرية هامة أخرى".

خسائر روسية

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إن الجيش الروسي تكبد خسائر بشرية تقدر بأكثر من 100 ألف جندي سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية عانت "على الأرجح" من مستوى مماثل من الخسائر في الحرب.

وأضاف في كلمة في "نادي نيويورك الاقتصادي" بنيويورك، أنّ نحو 40 ألف مدني أوكراني لقوا حتفهم أيضاً على الأرجح، دون أن يذكر، كيف أحصى هذه التقديرات.

وأوضح ميلي أن المؤشرات الأولية تفيد بأن روسيا تمضي قدماً في انسحابها من خيرسون، لكنه حذر من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

وتقدم تصريحات ميلي أعلى تقدير أميركي لعدد الضحايا حتى الآن في الصراع المستمر منذ نحو 9 أشهر، وتأتي في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا وروسيا هدوءاً محتملاً في القتال خلال الشتاء يقول الخبراء إنه قد يتيح فرصة للجلوس على طاولة المفاوضات.

وتأتي تصريحات رئيس الأركان الأميركي بينما أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الأربعاء، القوات الروسية بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بالقرب من خيرسون، فيما يعد نقطة تحول في الحرب، و"ضربة قاسية" للحملة العسكرية لموسكو. 

لكن كييف ردت بحذر، معتبرة أنه من غير المرجح أن يغادر الجيش الروسي هذه المدينة الاستراتيجية من دون قتال.

ترحيب بالانسحاب

من جانبه، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، خلال رده على سؤال بشأن فرص إجراء محادثات بين موسكو وكييف في مؤتمر صحافي، أنّ قرار روسيا سحب قواتها من مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا "خطوة إيجابية".

من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن هذا الانسحاب دليل على أن موسكو تواجه "مشكلات حقيقية" في ساحة المعركة.

ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج في حديث لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية خلال زيارة إلى لندن، بالأنباء عن خيرسون، لكنه حذر من أن "روسيا لا تزال قادرة على إحداث الكثير من الضرر".

ودعم مؤيدو الحرب البارزون في روسيا قرار التخلي عن مدينة خيرسون، واصفين واحدة من أكثر عمليات الانسحاب الروسية مهانة بالشجاعة.

وقال رمضان قديروف، رئيس الشيشان الذي دعا مراراً إلى اتباع نهج أكثر عدوانية في الحرب، "بعد تقييم كل الإيجابيات والسلبيات، اتخذ (قائد العمليات الروسية في أوكرانيا) الجنرال سيرجي سوروفيكين الاختيار الصعب ولكن الصحيح من بين التضحيات التي لا معنى لها.. وإنقاذ أرواح الجنود التي لا تقدر بثمن".

مدينة استراتيجية

ومدينة خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا بعد الغزو وأصبحت محور هجوم مضاد أوكراني. وتتحكم المدينة في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ومصب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.

وأجلى المسؤولون الذين عينتهم موسكو عشرات الآلاف من المدنيين من خيرسون في الأسابيع القليلة الماضية.

ومما يفاقم الشعور بالفوضى التي تواجه روسيا في خيرسون، لقي كيريل ستريموسوف، المسؤول الثاني لموسكو في المنطقة، حتفه، الأربعاء فيما قالت موسكو إنه حادث سيارة.

وقال المحلل العسكري الأوكراني يوري بوتوسوف إن استخدام الجيش الأوكراني أنظمة "هيمارس" الصاروخية التي قدمتها الولايات المتحدة جعل عبور نهر دنيبرو خطيراً لدرجة أن "الدفاع عن المواقع الروسية هنا أصبح مستحيلاً".

لكن بوتوسوف أضاف في مقطع فيديو على موقع يوتيوب "لنكن واضحين. ستتخذ القوات الروسية مواقع دفاعية وسيكون بوسعها شن هجمات جديدة. ستكون قادرة على الحفاظ على مواقعها على الضفة الشرقية لبعض الوقت".

لكن الأوكرانيين قد يواجهون الكثير من الشراك الخداعية في خيرسون ويمكن استهدافهم بقصف مدفعي روسي مكثف، بحسب "رويترز".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات