تعرضت العاصمة الأوكرانية لهجوم بطائرات مسيرة في ساعة مبكرة الاثنين، حسب ما أعلنت الإدارة العسكرية للمدينة التي حضت السكان على التقيّد بالإنذارات التي تطلقها السلطات للتحذير من حصول غارات.
وقالت الإدارة العسكرية في منشور على تليجرام إن "العدو يهاجم العاصمة". وأضافت "في هذه اللحظة، تم إسقاط تسع طائرات بدون طيار في المجال الجوي لكييف".
وأكدت أن القوات الروسية تستخدم طائرات "شاهد" الإيرانية الصنع التي استخدمت في ضرب العاصمة في الأسابيع الأخيرة.
وأطلق جهاز الحماية المدنية في كييف إنذاراً أولياً بحصول غارات عند الساعة 1,56 صباحاً (23,56 ت.ج) واستمرت حالة التأهب ثلاث ساعات. ثم انطلقت صفارات الإنذار مجدداً عند الساعة 5,24 صباحاً قبل أن يتم الإعلان عن انتهاء الإنذار بعد نصف ساعة.
وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الاثنين وقوع "انفجارات" في العاصمة.
وقال "سُمعت العديد من الانفجارات في منطقتي سولوميانسكي وشفتشنكيفسكي بالعاصمة"، مضيفاً: "جميع الخدمات تعمل على الأرض. والمزيد من التفاصيل في وقت لاحق".
وتعرضت أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لها في فبراير لهجمات جوية متكررة أوقعت ضحايا.
وبعد سلسلة من الانتكاسات الميدانية وخسارة أراض في الصيف والخريف، غيّرت موسكو استراتيجياتها وصعدت حملتها الجوية.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إن ضرباتها تستهدف المنشآت العسكرية الأوكرانية ومرافق الطاقة، وفي نفس الوقت تعرقل "نقل أسلحة وذخائر من تصنيع أجنبي".
قصف "وحشي"
لكن وسط انخفاض درجات الحرارة أغرقت الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات المسيرة، مدنا في أنحاء أوكرانيا في الظلمة، وتسببت في انقطاع إمدادات المياه والتدفئة عن ملايين المواطنين.
وقالت فرنسا والاتحاد الأوروبي إن الهجوم الروسي على بنى تحتية مدنية يمثل جريمة حرب، فيما وصف مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل الضربات بـ"الوحشية".
وبعد هجوم واسع على عدة مدن سجل فيه إطلاق أكثر من 70 صاروخاً الجمعة، أُرغم مشغل الكهرباء الوطنية على فرض تقنين ريثما يعمل على إصلاح الشبكة المتضررة.
وفي العاصمة لجأ الأهالي إلى محطات المترو طلباً للدفء فيما انهمكت الأطقم في إعادة التيار الكهربائي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه اعتباراً من ليل الأحد، ستكون الكهرباء قد عادت إلى تسعة ملايين شخص.
وأضاف في كلمته الليلية: "في معظم المدن، تعود خدمة النقل إلى طبيعتها".
والأسبوع الماضي تعهد حلفاء أوكرانيا الغربيون تقديم مليار يورو إضافي (1,1 مليار دولار) بشكل مساعدات طارئة لها للصمود في الشتاء.
وقال زيلينسكي إن المبلغ الكبير ضروري لتأمين قطع غيار لأعمال التصليح وشراء مولدات ذات قدرة عالية ولمزيد من إمدادات الغاز والكهرباء.
بموازاة ذلك أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، محادثات مع المسؤولين عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال بوتين خلال الاجتماع الذي بث التلفزيون الروسي مقاطع منه "أود أن أسمع مقترحاتكم بشأن تحركاتنا على الأمدين القصير والمتوسط".
تحذير من هجوم جديد
وقبل أيام، توقع قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني أن تشنّ روسيا هجوماً جديداً على كييف في الأشهر الأولى من عام 2023، بعدما تركز القتال منذ أشهر في شرق البلاد وجنوبها.
وقال زالوجني في مقابلة مع صحيفة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية، إن هناك "مهمة استراتيجية شديدة الأهمية بالنسبة لنا وهي إنشاء احتياطيات والاستعداد للحرب التي يمكن أن تحدث في فبراير، وفي أقصى الأحوال في مارس، وفي أدنى الآجال في نهاية يناير".
وأضاف: "ليس لدي شكّ في أنهم سيحاولون مرة أخرى السيطرة على كييف".
وأكد قائد الجيش الأوكراني في المقابلة أنه أجرى "كل الحسابات: كم عدد الدبابات والمدفعية التي نحتاجها وما إلى ذلك" لصدّ الهجوم المحتمل.