الأسد يشترط إنهاء "الاحتلال" لتطبيع العلاقات مع تركيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس السوري بشار الأسد والمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف خلال لقاء في قصر الرئاسة بدمشق في سوريا. 12 يناير 2023 - الرئاسة السورية
الرئيس السوري بشار الأسد والمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف خلال لقاء في قصر الرئاسة بدمشق في سوريا. 12 يناير 2023 - الرئاسة السورية
دمشق/ إسطنبول-أ ف برويترز

قال الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، إن اللقاءات السورية-التركية التي تجري برعاية روسية، يجب أن تكون مبنية على "إنهاء الاحتلال حتى تكون مثمرة"، في إشارة إلى الوجود العسكري التركي في شمال سوريا، فيما رجح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن يجتمع مع نظيره السوري فيصل المقداد أوائل فبراير.

وقال الأسد، خلال لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إنّ "هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب".

ويعتبر تصريح الأسد أول تعليق له على التقارب مع أنقرة بعد قطيعة استمرت 11 عاماً، وفق "فرانس برس".

وفي نهاية الشهر الماضي، عقد وزيرا الدفاع التركي والسوري اجتماعاً في موسكو، في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين الدولتين منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.

وجاء اللقاء الثلاثي لوزراء الدفاع في روسيا وسوريا وتركيا بعد أسابيع من شنّ تركيا سلسلة ضربات جوية ومدفعية استهدفت بشكل رئيسي القوات الكردية، وتلويح أردوغان بشن هجوم بري لإبعادها عن حدوده، الأمر الذي عارضته موسكو.

"ربما في فبراير"

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه قد يجتمع مع نظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير، نافياً تقارير أفادت باحتمال اجتماعهما الأسبوع المقبل.

وأضاف متحدثاً في بث مباشر، إنه ليس هناك موعد محدد للاجتماع مع المقداد لكنه سيُعقد "في أقرب وقت ممكن".

وأضاف "قلنا من قبل إن هناك بعض المقترحات بشأن لقاء الأسبوع المقبل لكنها لا تناسبنا.. قد يكون ذلك في بداية فبراير، ونحن نعمل على تحديد موعد".

ولم يحدد حتى الآن موعد للقاء الذي كان يفترض أن يعقد الشهر الحالي، وفق ما قال وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو لصحافيين أتراك خلال زيارة إلى رواندا، الخميس.

وقال مسؤول تركي كبير لـ"رويترز" الأربعاء، إنه قد يتم تحديد موعد اجتماع قبل منتصف الأسبوع المقبل، لكن جاويش أوغلو قال إن ذلك لن يحدث في مثل هذا الموعد القريب.

وتلعب روسيا دوراً رئيسياً لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما "خصم" مشترك يتمثل بالمقاتلين الأكراد الذين يتلقون دعماً من واشنطن في معاركهم ضد تنظيم داعش، فيما ترى فيهم أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

ولا تدعم واشنطن إعادة الدول للعلاقات مع دمشق. ودخلت الولايات المتحدة شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، في القتال ضد "داعش" في سوريا.

ودعت الولايات المتّحدة، التي تنتشر قوات لها في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، في 4 يناير الجاري، دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع الرئيس السوري.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: "نحن لا ندعم الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشّار الأسد، الديكتاتور الوحشي".

وقبل اندلاع النزاع العام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا. وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالأسد، وفقاً لـ"فرانس برس"، لكنّ العلاقة بين الطرفين انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات في سوريا.

ودعت أنقرة بداية حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية، قبل أن يدعو أردوغان الأسد إلى التنحي، وقدمت تركيا على مر السنوات الماضية دعماً للمعارضة السياسية والفصائل المقاتلة في سوريا.

ومنذ العام 2016، إثر 3 عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد، باتت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها تسيطر على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا، فيما استعادت حكومة الأسد، بدعم من روسيا، معظم الأراضي السورية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات