وزير الخارجية السعودي: نسعى للحوار مع إيران.. وشراكتنا مع واشنطن قوية

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال منتدى دافوس الاقتصادي. 17 يناير 2023
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال منتدى دافوس الاقتصادي. 17 يناير 2023
دبي - الشرق

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء، إن بلاده تواصلت مع إيران و"تحاول إيجاد طرق للحوار"، مشدداً على أن السعودية لديها "شراكة قوية" مع الولايات المتحدة "لكن هذا لا يعني أننا نتفق دائماً".

وأضاف الوزير السعودي خلال جلسة في منتدى دافوس الاقتصادي، تحت عنوان "المستقبل المشرق في خضمّ التحديات الجيوسياسية"، أن بلاده تحاول البحث عن "سبل للحوار مع إيران وجيراننا، وذلك لإيماننا بأن الحوار هو الطريقة المثلى للتغلب على الخلافات".

لكنه أكد أن "التركيز على التنمية بدلاً من الشؤون الجيوسياسية إشارة قوية لإيران وآخرين في المنطقة، بأن هناك مسارات أخرى للعمل سوياً وتحقيق الازدهار"، لافتاً إلى أنه "كلما كان هناك تعاون في المنطقة، حققنا الازدهار لشعوب المنطقة".

استقرار سوق النفط

وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن لدى بلاده "شراكة قوية" مع الولايات المتحدة"، مبيناً أن الجانبين "لا يزلان يعملان من خلال هذه الشراكة ولكن هذا لا يعني أننا نتفق دوماً، أحياناً يكون لدينا خلافات بالرأي، وعلى سبيل المثال ما حصل في سوق النفط".

وأشار إلى أن موقف السعودية هو "الموقف الصحيح، إذ تمكنا من الحفاظ على استقرار أسعار النفط، كما أن لدينا مسؤولية تجاه هذا السوق"، لكنه أضاف: "لدينا حوار قوي مع الشركاء في واشنطن، سنستمر في ذلك، ولا شك أن هذا يعود بالنفع على البلدين والمنطقة".

وشدد وزير الخارجية السعودي على أن "الاستقرار أساسي لضمان أمن الطاقة"، مشيراً إلى أن "نجاح أوبك وأوبك+ هو ضمان لأمن استقرار أسعار الطاقة".

وأكد أن السعودية "ملتزمة بالتحول إلى الطاقة النظيفة لكن ذلك سيستغرق عقوداً.. ولكن يجب أن يكون هناك ضمان لاستقرار الطاقة التقليدية، وبسعر يضمن ذلك"، مشيراً إلى أن الرياض "تستثمر 200 مليار دولار محلياً وبالخارج في الطاقة المتجددة، حيث نعمل مع 21 دولة في مجال الطاقتين الشمسية والرياح".

ولفت الأمير فيصل بن فرحان إلى أن "اقتصاد السعودية سيكون الأسرع نمواً من خلال خطة طموحة، وهي رؤية 2030".

بدوره، قال السيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي كريس كونز، خلال جلسة منتدى دافوس، إن "الكثيرين عبّروا عن قلقهم من قرار أوبك+ (في إشارة إلى قرار خفض إنتاج النفط) ولكن مع مرور الوقت واستقرار الأسعار واستمرار حوارنا رأينا أن هناك نتيجة إيجابية في ذلك". 

حرب أوكرانيا

وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، أكد وزير الخارجية السعودي، أن تأثيرها "لا يقتصر على حدود البلدين، لذلك يجب أن نجد طريقة لوضع حدٍ للحرب وهذه هي الرسالة الأساسية"، واصفاً ذلك بـ"المسألة المعقدة".

وزاد: "نحاول أن نجد طريقةً لإيقاف الحرب وهناك بعض جهود على الهامش وشاركنا وتركيا في بعضها"، مشدداً على ضرورة "وضع حد لهذا النزاع".

من جانبه، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إن بلاده "تود أن يحترم الجميع ميثاق الأمم المتحدة ولكننا في المنطقة ننظر للعالم يجتمع دفاعاً عن بعض القضايا فقط، وفي المقابل يعاني الشرق الأوسط منذ عقود الكثير من انتهاكات للميثاق الأممي منها المسألة الفلسطينية والسورية وغيرها".

ودعا وزير خارجية قطر، خلال الجلسة نفسها، العالم إلى "اتخاذ ذات المواقف في هذه القضايا لأنها للأسف مستمرة دون محاولة لعلاجها، وهناك قلق كبير في المنطقة إزاء ما يحدث في فلسطين، ونود أن يتخذ الشركاء والحلفاء موقفاً قوياً لمنع الحكومة الإسرائيلية من القيام باستفزازات".

وعن الأصوات الأميركية المعارضة لاستمرار دعم أوكرانيا، قال السيناتور كريس كونز إن "هناك أشخاصاً من اليسار واليمين يسألون عن ثمن هذا الدعم ولكن الأغلبية أعضاء الكونجرس والشعب الأميركي يؤيدون الاستمرار في دعم كييف"، واصفاً الغزو الروسي بـ"المحاولة الهمجية لإعادة رسم الحدود".

ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ارتكب خطأً استراتيجياً إذ سيتم ضم فنلندا والسويد لحلف الشمال الأطلسي (الناتو)، لذلك يجب حل المسألة الأوكرانية".

من جهته، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو "إننا نود دعم خطة أوكرانيا للسلام المكونة من 10 نقاط ولكن هناك حاجة للطرفين لتحقيق ذلك"، معتبراً أن "هناك انهياراً أمنياً في القارة الأوروبية" على خلفية حرب أوكرانيا.

ولفت إلى أن "تركيا تعمل على تبادل الأسرى بين كييف وموسكو وهذا يدل على أن قنوات الحوار مفتوحة"، لكنه شدد على وجوب "التضامن مع أوكرانيا لكي تدافع عن استقلال حدودها"، واصفاً الدعم الأوروبي لكييف بـ"الممتاز".

وأعلن أن بلاده تفكر في إرسال دبابات لأوكرانيا، لكنه ذكر أن هلسنكي "تنتظر موافقة برلين على ذلك لأن الدبابات هي ألمانية الصنع"، في إشارة إلى دبابات "ليوبارد".

تنويع مصادر الطاقة

وعن أزمة الطاقة، أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن، عن اعتقاد بلاده بأن "الغاز مصدر طاقة أنظف وأكثر استدامة ومهم جداً في العقود المقبلة"، وحول سياسية التحول إلى الطاقة النظيفة، اعتبر أن هناك "الكثير من الأهداف الطموحة التي لا يمكن تحقيقها بالضرورة، وتتطلب وقتاً".

وشدد على أهمية "الإبقاء على الغاز وتنويع مصادر الطاقة، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار مصادر الطاقة الأخرى إلى حين تحقيق الأهداف المنشودة في الطاقة النظيفة".

ودعا الوزير القطري إلى "حوار أعمق يضم كل الدول وليس فقط مجموعة السبع أو الدول المتقدمة التي تحدد أجندة العالم".

جورجيفا: توقعات بانخفاض النمو

بدورها، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن هناك "تباطؤاً كبيراً في الاقتصاد العالمي بعد الغزو الروسي"، مشيرةً إلى " توقعات بانخفاض النمو العالمي بـ 2.7% خلال العام الجاري".

وذكرت أنه "إذا سمحنا بانهيار التجارة العالمية فالثمن سيكون خسارة 7% من إجمال النتائج المحلي، أي خسارة نحو 7 تريليونات دولار، وهذا يساوي ميزانية ألمانيا واليابان معاً".

وحثت على اتخاذ قرارات "عقلانية"، مشددة على أهمية التكامل الاقتصادي "الذي خدمنا جميعاً"، لافتةً إلى أنه "خلال الـ30 عاماً الماضية ارتفع الاقتصادي العالمي 3 أضعاف".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات