دبي-الشرق
أعرب رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيتسكي، الخميس، عن استعداد بلاده لتزويد أوكرانيا بدبابات ألمانية الصنع من نوع "ليوبارد" دون موافقة برلين، وسط انتقادات أوكرانية للتردّد الألماني بتزويدها بالدبابات الحديثة.
واعتبر مورافيتسكي في حديث لإذاعة محلية بولندية، أن الموافقة الألمانية على إرسال الدبابات مسألة "ثانوية".
وأضاف: "إما أن نحصل على الموافقة سريعاً أو أننا سنفعل ما يجب القيام به"، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وشدد على أهمية تقديم ألمانيا هذه الدبابات الحديثة إلى أوكرانيا بـ"أسرع وقت"، مشيراً إلى أن "قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها تعتمد على هذا الأمر، وبالتالي سينعكس على أمن أوروبا".
وزاد: "لقد اتفقنا مع أصدقائنا الأوكرانيين، وكذلك شركاؤنا الأوروبيون، على أننا سننقل هذه الدبابات معاً".
ويمتلك حلفاء "الناتو" أكثر من ألفي دبابة "ليوبارد" ألمانية الصنع، التي تعتبر من بين الأكثر تطوراً في العالم، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن.
وتعهدت بولندا بإرسال 14 دبابة ألمانية من نوع "ليوبارد" إلى أوكرانيا، لكنها لا تزال تنتظر موافقة ألمانيا التي تشترط موافقة الولايات المتحدة على إرسال دبابات قتالية أميركية الصنع.
وقال مصدر بالحكومة الألمانية طلب عدم الكشف عن هويته إن المستشار الألماني أولاف شولتز شدد عدة مرات في الأيام الأخيرة، خلف الأبواب المغلقة، على شرط إرسال الدبابات الأميركية إلى أوكرانيا.
انتقادات ومناشدات
وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تردّد ألمانيا في تزويد أوكرانيا بدباباتها الحديثة "ليوبارد"، وقال خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي عبر الفيديو: "هناك أوقات يجب ألا نتردّد فيها أو نقارن. عندما يقول أحدهم سأعطي دبابات حين يفعل ذلك طرف آخر، لا أعتقد أنّ هذه الاستراتيجية الصحيحة التي يجب اتباعها".
وتأتي هذه التحركات، في ظل نداء وجهه وزيرا الدفاع والخارجية الأوكرانيان أوليسكي ريزنيكوف ودميترو كوليبا في بيان مشترك، إلى كل الدول الشريكة التي سبق أن قدمت مساعدة عسكرية أو تدرس هذه الإمكانية لـ"تعزيز مساهمتها بشكل كبير"، مشيرين في البيان إلى 12 دولة، بينها تركيا وألمانيا، تملك دبابات من طراز "ليوبارد".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تصدير أعداد كبيرة من الدبابات الحديثة الغربية الصنع وهو أمر قاومته الولايات المتحدة وحلفاء أوكرانيا الأوروبيون منذ فترة طويلة، سيمثل تصعيداً ملحوظاً في الدعم الغربي لكييف.
وتشعر برلين بالقلق منذ فترة طويلة من أن مثل هذه الخطوة قد تجر البلاد لمواجهة مباشرة مع روسيا، في حين يعتزم مؤيدون رئيسيون لأوكرانيا، وهم مجموعة من 50 دولة معروفة باسم مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، الجمعة، للاتفاق على حزمة جديدة كبيرة من المساعدات العسكرية لكييف.
وقال دبلوماسيون من عدة دول في حلف شمال الأطلسي، إن مسألة إرسال "ليوبارد 2"، بما في ذلك موافقة ألمانيا على صادرات من دولة ثالثة إلى أوكرانيا، ستكون من الموضوعات الرئيسية في الاجتماع.
و"ليوبارد" من الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويعتبرها الخبراء أنها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة بشرق أوكرانيا.
تحذيرات روسية
وحذر الناطق باسم "الكرملين" دميتري بيسكوف، الخميس، من أن تسليم الدول الغربية أوكرانيا أسلحة طويلة المدى قادرة على استهداف عمق الأراضي الروسية سيؤدي لتصعيد خطير في النزاع المسلح بين موسكو وكييف.
وقال بيسكوف: "هذا الأمر قد يكون خطراً جداً، سيعني ذلك أن النزاع سينتقل إلى مستوى جديد لا يشي بالخير للأمن الأوروبي".
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
