حذر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الخميس، من "افتقار" بلاده للمياه "في حال لم تتعاون دول الجوار بشكل كامل"، فيما أعرب رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة عن أمله في إنشاء أنبوب لنقل الغاز والنفط من مدينة البصرة العراقية عبر الأردن وصولاً إلى مصر.
أكد الرئيس العراقي في جلسة بـ"منتدى دافوس" عن التَّقارب بين الاقتصادات العربية، أن بلاده تحصل على معظم حاجاتها من المياه من دول الجوار (تركيا وإيران) التي دعاها إلى "التعاون الكامل"، مشدداً على أهمية "التعاون لكي لا يفتقر العراق للمياه".
ويعاني العراق الذي يضم 8 سدود كبيرة، من انخفاض في منسوب الأنهار، ويشكو من السدود المبنية في تركيا المجاورة التي تعيق تدفق المياه إلى بلاد الرافدين.
ولفت رشيد إلى أن بلاده "عانت في الماضي من الحروب والنزاعات والإرهاب والعقوبات والاقتتال مع الدول المجاورة وداخل العراق"، موضحاً أن العراق "بلد غني لكن الصراعات حولته إلى بلد فقير.. وهو الآن بات أكثر أماناً".
وشدد الرئيس العراقي على "ضرورة حل النزاعات والمشكلات في الشرق الأوسط دون تدخل خارجي"، معتبراً أن "الحروب لن تساعد بلداننا".
وذكر أن بلاده "استفادت من ارتفاع أسعار النفط"، مؤكداً جدية حكومة بلاده في تطبيق برامجها التي تقوم على جانبين "الأول فوري وهو تنفيذ المشروعات الفورية المتعلقة بالصحة والإسكان والتربية، وثانياً المشروعات الاستراتيجية، ومن بينها مشروعات النفط والغاز".
وأوضح عبد اللطيف رشيد أن "العراق يصدر 4 ملايين برميل نفط يومياً، وهناك رغبة في زيادة الكمية والاستفادة من الغاز للتصدير والاستخدام" داخل العراق.
وأشار إلى أن "هنالك مشروعات طموحة تتعلق بتمديد مشروع الفاو المرتبط بأنابيب النفط والسكك الحديدية وعدد من المشروعات الأخرى، فضلاً عن مشروعات متعلقة بالزراعة كالأسمدة"، لافتاً إلى أن "جميع هذه المشروعات قيد التحضير".
وأعرب عن أمله في أن "يكون هناك تعاون دولي في تنفيذ هذه المشاريع، وألا يقتصر الأمر على العراقيين، إذ إن العراق بحاجة إلى مساعدة دولية واستثمارات خارجية"، مشدداً على أهمية "الأمن والسلام" في المنطقة.
ونوه بأن "هناك شركات متعددة الجنسيات تعمل حالياً في العراق، ومن الممكن توسيع ذلك ليشمل دولاً إقليمية، وتقاسم المنافع بين هذه الدول"، مضيفاً أن "مستورداتنا من تركيا تبلغ 22 مليار دولار سنوياً"، مؤكداً "ضرورة تشجيع ودعم القطاع الخاص".
التعاون الثلاثي
من جهته، قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إن العالم "شهد تحديات خلال السنوات الثلاث الأخيرة وعانى من جائحة فيروس كورونا وبعد ذلك من الأزمة الروسية الأوكرانية"، مشيراً إلى أن "مفتاح التقدم هو زيادة مستوى العمل والتعاون الجماعي".
ولذلك أكد الخصاونة "أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق، لتعزيز التعاون في العديد من المجالات والتعامل مع التحديات والظروف التي نواجهها".
وأوضح أن الدول الثلاث أنشأت أمانة عامة لتحديد المشروعات الحقيقة التي ستفيد هذه الدول، متطرقاً إلى توجه نحو "إنشاء منطقة صناعية على الحدود الأردنية العراقية"، معرباً عن أمله في "بناء أنبوب لنقل الغاز والنفط من البصرة مروراً بالعقبة وصولاً إلى مصر، وإنشاء محطات لوجستية على طول الخط".
ونوه بـ"وجود آلية غير رسمية مع قبرص واليونان لدراسة فرص وآليات التعاون وبالتحديد في مجال الطاقة والغاز في شرق البحر المتوسط وهذا الأمر يشمل كل من له مصلحة".
ولفت إلى أن بلاده بجانب الإمارات ومصر والبحرين "تعمل معاً من خلال مبادرة التكامل الصناعي على تعزيز الشراكة والاستفادة من القدرات والخبرات التي تمتلكها في تطوير صناعات تنافسية ذات مستوى عالٍ، والمزيد من المشاريع الصناعية المشتركة".
وذكر أن "الشراكة مع القطاع الخاص وتمكينه مرتكز أساسي في الاستثمار وتحفيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص العمل"، موضحاً أن "حجم التجارة البينية بين الدول العربية يقدر بـ13% من حجم تجارتها مع دول العالم وهذا ما زال دون الطموح".
وقال رئيس الوزراء الأردني إن بلاده "حققت نجاحات مهمة في توفير التمويل اللازم للمشاريع الناشئة والصغيرة، ولدينا قوى بشرية قادرة على النمو والنجاح محلياً وخارجياً".
وزاد: "الأردن يسعى لأن يكون مركزاً إقليمياً للطاقة المتجددة والطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر والسياحة والسياحة العلاجية".
اقرأ أيضاً: