تحول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخطاب القومي ضد اليونان لإثارة مؤيديه قبل انتخابات مقررة هذا العام، منتقداً "انتهاك" أثينا للاتفاقيات الدولية من خلال تسليح جزرها في بحر إيجة، نافياً في الوقت ذاته نيته استهدافها.
وقال أردوغان بتجمع حاشد في مدينة إسطنبول، الجمعة، موجهاً حديثه إلى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس: "انظر ميتسوتاكيس، أنت تتحدث هنا وهناك، لكن يجب أن تعلم أنه إذا ارتكبت خطأ ما، فإن الأتراك المجانين سيتحركون".
وتابع: "أنكر أي خطة لضرب أثينا بصواريخ تايفون المطورة حديثاً، طالما أن اليونان تتصرف بذكاء"، مشيراً إلى أن أثينا "تسلح جزرها في بحر إيجة، في انتهاك للاتفاقيات الدولية"، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
وتجري تركيا واليونان انتخابات في الأشهر المقبلة، ومن المعروف أن قادتهما يستخدمان خطاباتهما لمعالجة النزاعات في بحر إيجة، الذي يفصل بين البلدين.
وتأتي تصريحات أردوغان، بعدما قال ميتسوتاكيس، الخميس، إنه يعتقد أن "حل الخلافات بين البلدين يمكن أن يصبح ممكناً من خلال التحدث مع أردوغان"، مشدداً على أن الجارتين "لن تخوضان حرباً".
ومع ذلك، كرر انتقاده لطموحات تركيا الإقليمية في المنطقة، قائلاً على هامش "منتدى دافوس" الاقتصادي العالمي بسويسرا: "لا يمكننا أن نقبل، على سبيل المثال، حقيقة أن تركيا توقع مذكرة تفاهم مع ليبيا وتحرم جزيرة كريت (جنوب اليونان) من أي حق في المناطق البحرية. هذا غير مقبول إطلاقاً".
علاقات متوترة
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، رهن الرئيس التركي تحسين علاقات بلاده مع اليونان بتخلي الأخيرة عما قال إنه "خطط لتوسيع حدودها في بحر إيجة إلى مسافة 12 ميلاً بحرياً في اتجاهي جنوب وغرب جزيرة كريت".
وأضاف تعليقاً على أنباء بوسائل الإعلام اليونانية بأن تركيا ستضرب أثينا بالصواريخ الباليستية محلية الصنع: "ليس لدينا مثل هذه المشكلة ما دامت لا تعبث معنا في بحر إيجة.. تركيا ليست لديها أي مشكلة مع اليونان إذا تخلت عن خططها لتمديد حدودها البحرية هناك".
وشهدت العلاقات بين اليونان وتركيا تنافساً طويلاً، وسلسلة من النزاعات الحدودية البحرية التي أججت التوتر بينهما، وسط توجيه تركيا اتهامات لليونان حليفتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بأنها تسعى لنشر أسلحة في أكثر من 12 جزيرة في بحر إيجة.
كما تشهد علاقات البلدين خلافات منذ عقود بشأن حدود الجرف القاري الخاص بكل منهما، وحقوق التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط، والتحليق فوق بحر إيجة، وجزيرة قبرص المنقسمة.