
أعلن وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة" سعد بن شريدة الكعبي، استحواذ بلاده على حصة 30% في المنطقتين 4 و9 البحريتين لاستكشاف النفط والغاز في لبنان، في خطوة تأمل بيروت بأن يكون لها "أثر إيجابي" على المديين القصير والمتوسط في مجال الاستكشاف والأنشطة البترولية.
وأعلن الكعبي في مؤتمر صحافي، الأحد، أن شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية و"إيني" الإيطالية ستحتفظان بحصة 35% لكل منهما في الرقعتين البحريتين، مشيراً إلى أن الشركة القطرية تدرس "الدخول في مناطق أخرى للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان عند طرح المناقصة، وستكون مع نفس الفريق من الشركاء" في إشارة إلى "توتال" و"إيني".
جاء ذلك خلال حفل توقيع ملحقي تعديل لاتفاقيتي الاستكشاف والإنتاج في الرقعتين 4 و9 بمناسبة دخول "شركة قطر للطاقة" كشريك مع "شركة توتال إنرجيز" الفرنسية وشركة" إيني" الإيطالية.
وتأتي هذه الخطوة بعد دخول "شركة قطر" للطاقة شريكاً في إئتلاف الشركات أصحاب الحقوق البترولية في الرقعتين 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية كصاحب حق بترولي "غير مشغل" ينضم إلى شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية و"إيني" الإيطالية، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وتتزامن الشراكة الجديدة مع الإجراءات العملية التي بدأها المشغل لتنفيذ أنشطة الاستكشاف والحفر في الرقعة رقم 9 خلال هذا العام، وتتراوح حصة لبنان في حال وجود اكتشاف بين 54% و63% بعد خصم التكلفة التشغيلية والرأسمالية.
"شراكة طويلة"
من جهته، أعرب وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في مؤتمر صحافي عن تطلع بلاده لـ"شراكة طويلة الأمد تبدأ من البلوكين رقم 4 و9، لتستتبع بعروض إضافية للبلوكات المعروضة للمزايدة حالياً"، معرباً عن أمله في أن "تسهم الاكتشافات في المستقبل القريب في مساعدة لبنان على تحقيق أهدافه الاستراتيجية وأهمها زيادة وتيرة الأنشطة الاستكشافية".
وأعرب الوزير اللبناني عن أمله في"ألا تنحصر شراكتنا بقطاع التنقيب عن الموارد الهيدروكاربونية بل تتعداها إلى استثمارات في قطاعات الطاقة كافة، لا سيما الطاقة المتجددة التي ستساعد لبنان على تلبية حاجاته عبر طاقةٍ نظيفة ومستدامة، وتساهم في تعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادر الطاقة فيه".
واعتبر الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجيز" باتريك بويانيه، أن الشركة حريصة على بدء العمل في المنطقة الـ9 قبالة سواحل لبنان "في أسرع وقت ممكن"، وأن حفر الآبار سيبدأ في الربع الثالث من عام 2023.
وأعرب الرئيس التنفيذي لـ"إيني" الإيطالية كلاوديو ديسكالزي عن أمله في أن "يكون الكشف في لبنان ذا جدوى فهناك نقص كبير في الغاز، وهذه فرصة كبيرة لهذا البلد"، مضيفاً: "أنا متفائل إزاء المنطقة الـ9 قبالة سواحل لبنان من الناحية الجيولوجية".
"الحدث المهم والاستثنائي"
كانت رئاسة الوزراء اللبنانية نقلت عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قوله إن "بدء عملية الاستكشاف والأنشطة البترولية سيكون له أثراً إيجابياً على المديين القصير والمتوسط".
ووصف استحواذ قطر على 30% من اتفاقيتي الاستكشاف والإنتاج في البلوكين 4 و9 بـ"الحدث المهم والاستثنائي"، لافتاً إلى أن "ائتلاف الشركات العاملة في البلوكين سوف يسهم في دفع الاستثمارات في قطاع الطاقة في لبنان قُدماً، وهو استثمار طويل الأمد".
وأضاف أنه في حال اكتشاف كميات تجارية "سيتم تطويرها بالسرعة المطلوبة وإمداد السوق اللبنانية وخاصة معامل الكهرباء بالغاز الطبيعي" ما يسهم في نمو الاقتصاد المحلي.
وشهدت أول جولة للتراخيص في لبنان عام 2017 فوز كونسورتيوم يضم "توتال" و"إيني" و"نوفاتك" الروسية برخصة للتنقيب في المنطقتين البحريتين الـ4 والـ9، لكن "نوفاتك" انسحبت في سبتمبر الماضي، تاركة حصتها البالغة 20% في أيدي الحكومة اللبنانية.
وأبرم لبنان وإسرائيل اتفاقية تاريخية بوساطة أميركية لترسيم حدودهما البحرية المتنازع عليها منذ فترة طويلة. ويقع معظم المنطقة الـ9 في المياه اللبنانية، لكن قسماً منها يقع جنوب الحدود التي تم ترسيمها حديثاً مع إسرائيل.
وعقدت "توتال" وإسرائيل صفقة منفصلة بخصوص الإيرادات التي يجري تحقيقها من هذه المنطقة، ونصّت على منع الشركات اللبنانية والإسرائيلية من العمل في المنطقة الواقعة جنوبي الحدود الجديدة، ما أدى إلى نقل حصص "توتال إنرجيز" والحكومة اللبنانية إلى شركتين توصفان بأنهما "أدوات استثمارية" لشركة "توتال" والبحث عن شريك جديد في الكونسورتيوم.
وتمخضت عمليات التنقيب عن اكتشافات كبيرة للغاز في المناطق البحرية بشرق البحر الأبيض المتوسط على مدار السنوات الـ10 الماضية، وازداد الاهتمام بها منذ أن تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في تعطيل إمدادات الغاز.