بيرنز: هذا ما تسببت به احتجاجات إيران داخلياً وخارجياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي بشأن التهديدات العالمية، واشنطن – 8 مارس 2022 - REUTERS
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) خلال جلسة استماع للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي بشأن التهديدات العالمية، واشنطن – 8 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز إن انعدام الاستقرار الداخلي في إيران والمدفوع بالاحتجاجات الواسعة "أربك النظام" في طهران بشكل متزايد، لافتاً إلى أن التعاون العسكري الإيراني الروسي "مقلق بشكل خاص".

وأشار بيرنز خلال لقاء في "جامعة جورج تاون" الأميركية، الخميس، إلى أن الاضطرابات الداخلية التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر الماضي، أدت إلى سلوك خارجي "أكثر عدائية"، وفقاً لما نقلته شبكة "سي بي إس" الأميركية عنه.

ورأى بيرنز أن تعميق التعاون العسكري بين روسيا وإيران "مقلق بشكل خاص"، لافتاً إلى تزويد إيران لروسيا بالمسيرات والتدريب اللازم لاستخدامها من قبل القوات الروسية في أوكرانيا.

وكشف بيرنز أنه اضطر لقضاء 6 ساعات في ملجأ للقنابل تحت الأرض خلال زيارته إلى كييف الشهر الماضي والتي استمرت 30 ساعة للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إذ نفذت القوات الروسية ضربتين منفصلتين "استهدفتا مدنيين" على حد قوله باستخدام مسيرات "شاهد 136" الإيرانية.

وفي سياق متصل بالطائرات المسيرة، أفاد الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية بأن الولايات المتحدة فرضت، الجمعة، عقوبات على 8 أفراد مرتبطين بشركة "بارافار بارس" الإيرانية المصنعة للطائرات المسيرة، ومن بينهم حسين شمس أبادي المدير التنفيذي للشركة وعضو مجلس إدارتها، وعلى رضا تنجسيري وهو رئيس مجلس الإدارة.

وتشهد إيران احتجاجات منذ سبتمبر الماضي، اندلعت احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) لدى احتجازها على يد شرطة الأخلاق بدعوى انتهاك قواعد اللباس.

احتجاجات في زاهدان

على صعيد الاحتجاجات التي تشهدها إيران للأسبوع الـ18 على التوالي، أفاد تلفزيون "إيران انترناشيونال" بخروج أهالي مدينة زاهدان، بمحافظة سيستان-بلوشستان، جنوب شرقي البلاد، إلى الشوارع، الجمعة، حيث أطلقوا هتافات مناهضة للنظام.

كما نظم أهالي مدينة سنندج في كردستان غربي إيران، وأهالي مدينة كاليكش بمحافظة كلستان (شمال) تجمعات احتجاجاً على "خطف" اثنين من رجال الدين السنة، وهما: إبراهيم كريمي ننله، ولقمان أميني. بالإضافة إلى دعم قضية رجل الدين المعزول من إمامة صلاة الجمعة، محمد حسين كركيج، وفقاً لـ"إيران انترناشيونال".

وتلقت الشبكة مقاطع فيديو قالت إنها تظهر احتجاجات أهالي زاهدان، والتي اشتهرت بالاحتجاج أيام الجمعة في إيران، وهتفوا خلالها ضد النظام الإيراني و"المرشد" علي خامنئي.

ورفع المحتجون في زاهدان شعارات منها: "صامدون حتى النهاية.. سواء انتظرتنا المشنقة أو السجن"، و"يجب الإفراج عن السجين السياسي"، و"سأقتل من قتل أخي".

كما رفع المتظاهرون لافتات عبروا فيها عن معارضتهم لإعدام المحتجين، وكتب على إحدى اللافتات: "إعدام البلوشي يعني الإطاحة بالنظام". وهتف المحتجون بـ"الموت لخامنئي" في شوارع زاهدان.

استهداف عيون المحتجين

واتهمت مجموعة حقوقية، الجمعة، قوات الأمن الإيرانية بـ"استهداف عيون المتظاهرين بشكل منهجي" في حملتها الأمنية ضد الاحتجاجات، وفقاً لما نقلته "فرانس برس".

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج إن البيانات الأولية تشير إلى أن الشابات تعرّضن بدرجة أكبر بكثير لهذا النوع من الإصابات.

وسألت صحيفة في طهران في وقت سابق هذا الأسبوع قيادياً رفيعاً في الشرطة، عما إذا كانت قوات الأمن تستهدف بالفعل عيون المتظاهرين وغيرها من الأعضاء الحساسة، ليرد بالتشديد على "حسن سلوك" قوات الأمن.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران إن المتظاهرين "تعرّضوا لإطلاق نار في الرأس والوجه، ما أصاب كثيرين منهم،من بينهم عدد كبير من الشابات، أصابهم بالعمى".

ولفتت إلى أن "هذا العمل غير الإنساني وغير القانوني" تم "تنفيذه بشكل منهجي بهدف سحق الاحتجاجات".

وذكرت بأنها وثّقت 22 حالة لأشخاص فقدوا النظر في عين واحدة جرّاء نيران قوات الأمن، تسعة من بينهم من النساء.

الفتيات أكثر إصابة

وكانت أصغر هؤلاء الجرحى سنا بونيتا كياني فلاورجاني (ست سنوات) من أصفهان التي تعرّضت لإطلاق نار تسبب بفقدانها البصر في إحدى عينيها بينما كانت تقف على شرفة منزل جدها، بحسب المنظمة.

وأصيبت كوثر خوشنودي كيا المنضوية في فريق الرماية الإيراني الوطني بالعمى في إحدى عينيها بعد تظاهرة في ديسمبر شهدتها مدينة كرمانشاه. 

وقال محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران: "لا نملك بيانات كافية بعد، لكن لدي انطباع بأن الفتيات الأصغر سناً مُمَثلات بشكل مبالغ فيه ضمن الأشخاص الذي استُهدفوا في عيونهم".

ولدى سؤاله عما إذا كانت قوات الأمن تستهدف العيون فعلاً، قال قائد جهاز الشرطة الخاصة حسن كرامي لصحيفة "همشهري" إن "عدم إيذاء السكان المحتجين" أولوية بالنسبة للشرطة.

وأضاف: "لدي ثقة كبيرة بإمكانات وحدات الشرطة الخاصة إلى حد أنني قلت مراراً إنني سأقدم مكافأة لأي شخص يثبت بأن أحداً قُتل نتيجة خطأ ارتكبه موظفونا".

وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران بأن قوات الأمن قتلت 488 شخصاً على الأقل خلال الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات