ليز ترس: لم أحصل على "فرصة حقيقية" وحكومتي كانت "كبش فداء"

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز ترس لحظة إعلان استقالتها خارج مقر رئاسة الوزراء بلندن- 20 أكتوبر 2022 - REUTERS
رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز ترس لحظة إعلان استقالتها خارج مقر رئاسة الوزراء بلندن- 20 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز ترس أنها لم تحصل على "فرصة حقيقية" لتنفيذ أجندتها الثورية لخفض الضرائب، وألقت باللوم على ما وصفته بـ"مؤسسة اقتصادية قوية"، في إبعادها من داونينج ستريت، وجعل حكومتها "كبش فداء".

وفي أول تصريحات مفصلة منذ استقالتها من رئاسة الحكومة، قالت ترس إنها استهانت بقوة المقاومة التي ستواجهها لخططها، وإنها لا "تتنصل من المسؤولية" بشأن الطريقة التي انهارت بها الموزانة المصغرة التي أعلنها وزير الخزانة السابق كواسي كوارتنج، لكنها ما زالت تعتقد أن نهجها لتحفيز النمو كان صحيحاً.

"كنت مخطئة"

وكتبت ترس في مقال مطول نشرته صحيفة "صنداي تلجراف": "أنا لا أتنصل من المسؤولية عما حدث، لكن في الأساس لم أحصل على فرصة حقيقية لتطبيق سياساتي من قبل مؤسسة اقتصادية قوية للغاية، إلى جانب الافتقار إلى الدعم السياسي".

وأضافت: "لقد افترضت عند دخولي داونينج ستريت، أنه سيجري احترام وقبول تكليفي. كم كنت مخطئة. وبينما كنت أتوقع مقاومة من النظام لبرنامجي، فقد استهنت بمداها".

وتابعت: "وعلى نحو مماثل، قللت من شأن المقاومة داخل حزب المحافظين في البرلمان للانتقال إلى اقتصاد أقل ضرائب أقل خضوعاً للوائح".

أقصر رئيس وزراء خدمة

وعندما تولت منصبها في 6 سبتمبر 2022، قالت ترس إن أولوياتها ستكون تنمية الاقتصاد من خلال "التخفيضات الضريبية والإصلاحات"، والتعامل مع أزمة الطاقة، وتحسين الوصول إلى (خدمات) هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

لكن بعد 44 يوماً فقط من توليها السلطة خلفاً لبوريس جونسون، أُجبرت على الاستقالة ليحل محلها رئيس الوزراء ريشي سوناك، ما جعلها أقصر رئيس وزراء خدمة في تاريخ بريطانيا.

بينما كانت تجربتها في الخريف الماضي "مؤلمة" بشكل شخصي، اعتقدت ترس أن سياساتها على المدى المتوسط ستزيد من النمو، وتقلل من الديون.

وأشارت إلى أنه لم يتم تحذيرها من المخاطر التي تتعرض لها أسواق السندات من استراتيجية "الاستثمارات المدفوعة بالالتزامات" (LDI)، التي اشترتها صناديق المعاشات التقاعدية، ما أجبر بنك إنجلترا على التدخل لمنعها انهيار الأسواق مع ارتفاع تكلفة الاقتراض الحكومي.

ومضت قائلة: "الآن فقط يمكنني أن أقدر الطبيعة الحساسة لصندوق البارود الذي كنا نتعامل معه فيما يتعلق بمؤشرات الاستثمارات المدفوعة بالالتزامات".

وأردفت: "سرعان ما أصبحت مسألة استقرار سوق، وكان علينا العمل على استقرار الوضع. وبينما كانت الحكومة تركز على التحقيق فيما حدث واتخاذ إجراءات لتصحيح الوضع، أصدر معلقون سياسيون وإعلاميون حكماً فورياً يلقي باللوم على الموازنة المصغرة.

حكومتي "كبش فداء"

وزادت: "وللأسف، أصبحت الحكومة كبش فداء مفيد للمشكلات التي كانت تختمر على مدى عدة أشهر".

ولفتت ترس إلى أنه مع الاستفادة من الإدراك المتأخر، كانت ستتصرف بشكل مختلف، وإنه كان يتعين عليها أن تتصدى لما وصفته بـ"الآراء الغريزية لوزارة الخزانة"، و"المنظومة الاقتصادية التقليدية الأكبر".

وأوضحت أن خطتها هي وكواتنج مع خلال جمعها بين التخفيضات الضريبية وإلغاء الضوابط لتنشيط الاقتصاد المتعثر، مثلت انفصالاً متعمداً عن الانجراف "اليساري" في التفكير الاقتصادي، الذي استاءت منه بعض القوى ذات النفوذ.

وتابعت: "بصراحة، كنا نحاول دفع المياه عكس التيار. أصبحت أجزاء كبيرة من وسائل الإعلام والمجال العام الأوسع غير معتادة على الخلافات الرئيسية بشأن الضرائب والسياسة الاقتصادية، ومع مرور الوقت تحولت الرأي العام إلى اليسار".

ولفتت إلى أن الضجة التي أثيرت بشأن خطتها لإلغاء أعلى معدل لضريبة الدخل البالغ 45 بنساً، لا سيما من داخل حزبها، كانت توضح الصعوبات التي واجهتها.

وقالت: "على الرغم من أن الإجراء كان سليماً من الناحية الاقتصادية، فقد قللت من شأن رد الفعل السياسي الذي ربما أواجهه، الذي ركز بالكامل تقريباً على التصورات".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات