منظمة أبحاث بريطانية تكشف للمرة الأولى أهم مكونات مسيّرات إيران

time reading iconدقائق القراءة - 4
رأس حربي متفجر لطائرة مسيرة إيرانية. 9 فبراير 2023 - storymaps.arcgis.com
رأس حربي متفجر لطائرة مسيرة إيرانية. 9 فبراير 2023 - storymaps.arcgis.com
دبي- الشرق

كشف تحقيق استقصائي لمنظمة أبحاث تسليح الصراعات (CAR) التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، أن إيران عدلت الرؤوس الحربية المتفجرة لطائراتها المسيرة التي قدمتها إلى روسيا، من أجل استهداف وإلحاق الأضرار بـ"الأهداف الكبيرة" مثل البنية التحتية الحيوية للطاقة بأوكرانيا.

وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف أوكرانية، أبرزها منشآت الطاقة، في حين نفت إيران مراراً إرسال أسلحة إلى أي طرف "للاستخدام في الحرب"، لكنها أقرّت في سبتمبر الماضي، للمرة الأولى بأنها زودت موسكو بطائرات كهذه، قبل بدء الحرب في أواخر فبراير 2022.

ونشرت المنظمة التي تعمل على تعقب الأسلحة المهربة، لأول مرة، تحقيقاً يكشف مكونات الرؤوس الحربية المتفجرة للطائرات المسيرة الإيرانية، مشيرةً إلى أنها تحتوي على قطع لشركات أميركية وأوروبية.

مكونات الرأس الحربي

وفحصت المنظمة بالتعاون مع الجيش الأوكراني رأساً حربياً غير متفجر لطائرة مسيرة إيرانية من نوع "شاهد-131" عثر عليها بمنطقة أوديسا جنوبي البلاد، في أكتوبر الماضي.

وذكر محللو المنظمة البريطانية أن الرأس الحربي المتفجر الذي يبلغ طوله 50 سنتيمتراً وعرضه 16 سنتيمتراً، مكوّن من طبقات من الشظايا المعدنية الصغيرة التي تنتشر عند الاصطدام، إضافة إلى 18 "شحنة" صغيرة حول الرأس الحربي، تذوب عند الانفجار وتخترق الدروع.

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأميركية إلى أن وجود كل هذه المكونات في الرأس الحربي يزيد من قدرته على اختراق الأهداف مثل محطات الطاقة وشبكات التوزيع وخطوط النقل والمحولات الكهربائية الكبيرة.

وذكرت المنظمة التي تأسست عام 2011، أن هذا الرأس الحربي "متعدد الأغراض" تم تصميمه لاستهداف وإلحاق الأضرار بـ"الأهداف الكبيرة مثل البنية التحتية الحيوية للطاقة"، كما يسعى لإضعاف القدرة على الإصلاح السريع.

ووصفت المنظمة الشكل النهائي للرأس الحربي بـ"الجيد"، لكنها قالت إن الأجزاء التي تمت إضافتها لاحقاً "ذات جودة رديئة".

ولفت التحقيق إلى أن الرؤوس الحربية تلك، ساعدت مسيرات "شاهد" لتكون متعددة الاستخدامات، الأمر الذي مكّن القوات الروسية من ضرب أهداف مختلفة بأوكرانيا، وفق الاتهام الغربي.

وذكرت شبكة "سي إن إن" أن تحليل مكونات الرؤوس الحربية للمسيرات الإيرانية، ساعد في فهم كيف تسببت الهجمات الروسية خلال الأشهر الماضية، بإحداث هذا الحجم من الأضرار في البنية التحتية الأوكرانية.

وقال داميان سبليترز وهو أحد المحققين الذين فحصوا الرأس الحربي إن فحص الرأس الحربي لمسيرة "شاهد -131" ساعد المحللين على "فهم كيف صنعت إيران طائرتها المسيرة".

وأضاف: "كان هناك الكثير من التكهنات بأن هذه المتفجرات ربما كانت بدائية ورخيصة وبسيطة، ولكن بالنظر إلى الرأس الحربي، من الواضح أنه قد تم التفكير كثيراً لجعله يسبب أضراراً أكبر في البنية التحتية".

مصنع جديد

يأتي التحقيق بعد أيام من تأكيد مسؤولين لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران وروسيا تخططان لبناء مصنع جديد لإنتاج ما لا يقل عن 6 آلاف طائرة مسيرة، لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.

وأضاف المسؤولون أن "البلدين يهدفان إلى إنتاج طائرة مسيرة أكثر سرعة، لكي تشكل تحدياً جديداً للدفاعات الجوية الأوكرانية"، التي تعلن بين حين وآخر إسقاط طائرات مسيرة تقول إنها إيرانية الصنع.

وقال المسؤولون إن إيران تعمل الآن مع روسيا لتطوير نموذج طائرات "شاهد-136" الذي من المتوقع أن يتضمن محركاً جديداً، يجعلها تطير بشكل أسرع ولمسافات أبعد، وهو ما يمكن أن يشكل تحدياً جديداً لأوكرانيا والدول الأخرى التي يمكن أن تكون أهدافاً لهذه الطائرات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات