
وجهت روسيا اتهامات إلى 680 مسؤولاً أوكرانياً، من بينهم 118 من أفراد القوات المسلحة ووزارة الدفاع، بخرق القوانين التي تحكم سير الحرب بما في ذلك استخدام الأسلحة ضد المدنيين، حسبما ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
ونقلت الوكالة عن رئيس لجنة التحقيق الروسية المسؤول مباشرة أمام الرئيس فلاديمير بوتين، ألكسندر باستريكين، الاثنين، قوله: "حالياً، يتم تنفيذ إجراءات الملاحقة القضائية ضد 680 شخصاً".
ومن بين المتهمين 118 شخصاً من بين قادة وقيادة القوات المسلحة الأوكرانية ووزارة الدفاع الأوكرانية.
وقال التقرير إنه تم اتهام المسؤولين الأوكرانيين "باستخدام وسائل وأساليب حرب محظورة"، في إشارة إلى المادة 356 من القانون الجنائي الروسي.
وأضاف باستريكين، أن التهم تشمل استخدام أسلحة ضد السكان المدنيين، موضحاً أن "138 من هؤلاء وجهت إليهم تهم غيابية".
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من مزاعم اللجنة. ولم يتسن الاتصال بالسلطات الأوكرانية للتعليق.
في المقابل، يقول مكتب المدعي العام الأوكراني إن السلطات الأوكرانية سجلت أكثر من 70 ألف جريمة حرب روسية منذ بدء الصراع.
وكشفت أوكرانيا أيضاً عن عدد من القضايا الجنائية ضد عسكريين روس، بما في ذلك ضد رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة.
اجتماع لندن
وفي مطلع يناير الماضي، أعلنت بريطانيا، أن وزراء العدل من عدة دول حول العالم سيجتمعون في لندن، مارس المقبل، لبحث زيادة الدعم المقدم إلى "المحكمة الجنائية الدولية" في تحقيقاتها المتعلقة بجرائم الحرب المحتملة في أوكرانيا.
وسيحضر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الاجتماع الذي يستضيفه وزير العدل البريطاني دومينيك راب، ونظيرته الهولندية ديلان يشيلجوز زيجاريوس.
وقال راب الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء: "بعد مرور عام تقريباً على الغزو غير القانوني، يجب على المجتمع الدولي أن يقدم أقوى دعم للمحكمة الجنائية الدولية، حتى يمكن محاسبة مجرمي الحرب على الفظائع التي نشهدها".
وأضاف راب، في بيان، أن الاجتماع سيسعى إلى زيادة الدعم المالي والعملي عالمياً للمحكمة الجنائية الدولية، وتنسيق الجهود لضمان أن يكون لديها كل ما تحتاجه لإجراء التحقيقات وملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم.
ونفت روسيا التي تصف أعمالها في أوكرانيا بأنها "عملية عسكرية خاصة"، استهداف المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب أخرى.
مطالب بتحقيق دولي
وفي نهاية سبتمبر الماضي، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمام مجلس الأمن الدولي، إلى إجراء تحقيق "شفاف ومحترف" في الحرب الأوكرانية.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تدعو إلى "فتح تحقيق شفاف ومحترف في الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية بأوكرانيا".
من جهته، رأى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال كلمته في مجلس الأمن، أن الغرب "يتجاهل الجرائم التي ينفذها الجيش الأوكراني والكتائب المتطرفة، بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية واستخدام المدنيين دروعاً بشرية".
وأضاف لافروف، أن "جرائم أوكرانيا ضد المدنيين ظلت بلا عقاب منذ عام 2014، إذ يجري أيضاً الآن تجاهل ما تسبب فيه الجيش الأوكراني ومجموعات مسلحة في منطقة دونباس".
بدوره، دعا جوتيريش، خلال اجتماع مجلس الأمن، "المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق بشأن الوضع في أوكرانيا".
وقال جوتيريتش إن تقارير هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان تظهر "قائمة من (الأعمال) الوحشية، وإعدامات، بإجراءات تعسفية وعنف جنسي وتعذيب وغيرها من الممارسات اللا إنسانية والمهينة بحق مدنيين وأسرى حرب".