كيف تدخل المساعدات إلى شمال سوريا؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
قافلة للأمم المتحدة تعبر من تركيا إلى شمال سوريا عبر معبر "باب السلامة". 15 فبراير 2023 - AFP
قافلة للأمم المتحدة تعبر من تركيا إلى شمال سوريا عبر معبر "باب السلامة". 15 فبراير 2023 - AFP
بيروت-أ ف ب

بعد وقوع الزلزال المدمر، آثار بطء دخول المساعدات الإنسانية الدولية وبكميات ضئيلة إلى مناطق منكوبة في شمال غربي سوريا، انتقادات عدة للأمم المتحدة.

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق (شمال غرب) أكثر من 4 ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين، يعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية.

فكيف تدخل المساعدات إلى تلك المناطق التي دمرها الزلزال الذي أودى بحياة بأكثر من 44 ألف شخص في تركيا وسوريا؟

كيف تدخل المساعدات الأممية؟

تدخل مساعدات الأمم المتحدة إلى تلك المناطق عبر طريقين فقط: معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا بموجب قرار صادر من مجلس الأمن الدولي (2672)، ومن مناطق سيطرة الحكومة.

في العام 2014، وفيما كان النزاع السوري في أشده، سمح مجلس الأمن الدولي بعبور مساعدات الأمم المتحدة إلى سوريا من دون الحصول على إذن من الحكومة، عبر 4 نقاط حدودية هي باب الهوى (شمال إدلب) و"باب السلامة" (شمال حلب) الحدوديان مع تركيا، اليعربية (أقصى الشرق-حدود العراق)، ومعبر "الرمثا" الحدودي مع الأردن (جنوب).

لكنه ما لبث أن قلَّصها تدريجياً إلى معبر باب الهوى فقط، بضغوط من موسكو، حليفة دمشق، والتي تسعى منذ سنوات لاختصار مساعدات الأمم المتحدة بتلك الآتية من مناطق سيطرة الحكومة.

ضرب الزلزال تركيا وسوريا فجر السادس من فبراير، لكن مساعدات الأمم المتحدة عبر "باب الهوى" لم تدخل سوى في التاسع منه، وكانت عبارة عن معدات خيم مجهزة منذ ما قبل الزلزال، وتكفي لـ5 آلاف شخص فقط.

أخرت أسباب عدة دخول المساعدات، بينها تضرر الطرق والأضرار التي لحقت حتى بطواقم الإغاثة في تركيا وسوريا.

انتقادات للأمم المتحدة

أثار تأخر الأمم المتحدة ومحدودية المساعدات، انتقادات سكان ومنظمات محلية على رأسها "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، والتي وصفت الأمر بـ"الجريمة".

وفي 12 فبراير، أقرَّ منسّق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، أنّ الأمم المتحدة "خذلت حتى الآن الناس في شمال غربي سوريا".

وبموجب القرار الدولي، لا تحتاج الأمم المتحدة لإذن من دمشق لاستخدام معبر باب الهوى، ولكن من أجل استخدام معابر أخرى، تطلب الأمم المتحدة موافقة دمشق.

وعلى وقع المناشدات والانتقادات، أعلنت الأمم المتحدة فتح معبري باب السلامة والراعي الحدوديين مع تركيا أمام مساعداتها لمدة ثلاثة أشهر بعدما حصلت على موافقة دمشق، لكن المساعدات لا تزال ضئيلة، ولا تنسجم حتى مع حجمها قبل الزلزال.

وأرسلت الأمم المتحدة بعد الزلزال حوالى مئتي شاحنة إلى شمال غرب سوريا، مقارنة مع معدل 145 شاحنة أسبوعياً في 2022، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

دور المنظمات الإنسانية

بإمكان المنظمات الإنسانية الدولية ألا تستخدم آلية الأمم المتحدة. وإن كانت تعتمد بشكل أساسي على معبر "باب الهوى"، لكنها تستخدم أيضاً معابر أخرى.

بعدما استنفدت مخزونها في إدلب، أرسلت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأحد، قافلة محملة بالخيم عبر معبر الحمام في منطقة عفرين.

وتؤمن المنظمات الدولية المساعدات أيضاً عبر شركاء محليين. وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة "آكشن إيد" رشا ناصر الدين، إن منظمات دولية عدة تؤمن لشركاء محليين "التمويل لشراء ما يلزم من السوق المحلية أو من تركيا".

بعد وقوع الزلزال، استخدمت منظمة "بنفسج" المدعومة من "آكشن إيد"، "مخزونها من خيم وأغطية ومواد غذائية جاهزة للأكل". وأضافت ناصر الدين: "أرسلنا إليهم دعماً مالياً لشراء مواد إضافية من السوق المحلية التي ارتفعت الأسعار فيها بسرعة وبشكل كبير".

عوائق محلية

بإمكان الأمم المتحدة إدخال المساعدات من مناطق سيطرة الحكومة السورية، التي نادراً ما تمنح الأذونات. وقد دخلت آخر قافلة من مناطق دمشق قبل ثلاثة أسابيع من الزلزال. 

وفي 10 فبراير، أعلنت دمشق موافقتها على إرسال المساعدات إلى شمال غرب سوريا، الذي تتقاسمه سلطتان: "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في شمال إدلب، وفصائل سورية موالية لأنقرة في شمال محافظة حلب.

ويقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم من النازحين، مناطق تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام"، بينما يقيم 1,1 مليون في مناطق الفصائل الموالية لأنقرة.

وبعد نحو أسبوع على وقوع الزلزال، رفضت "هيئة تحرير الشام" دخول مساعدات من مناطق سيطرة الحكومة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها حصلت على موافقة دمشق، لكنها تنتظر الضوء الأخضر من "الجانب الآخر".

أما مناطق شمال حلب، فتتولى إدارتها مجالس محلية تتبع للمحافظات التركية القريبة، مثل غازي عنتاب وكيليس وشانلي أورفا. وتنتشر في تلك المنطقة قوات تركية، ويتقاسم حوالى 30 فصيلاً موالياً السيطرة عليها.

بعد الزلزال، أرسلت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي البلاد، أحد أبرز خصوم تلك الفصائل، قافلة مساعدات باتجاه شمال حلب. لكن القافلة عادت أدراجها بعد انتظارها أكثر من أسبوع عند معبر يفصل بين المنطقتين، لعدم حصولها على إذن الفصائل بالعبور، وفق الإدارة الذاتية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات